الجزيرة.. من فارس الى فريسه تتغذى عليها الأندية



الانباط – عمر الزعبي

لم يكن أحد يتوقع ان الظروف الصعبة التي يمر بها الجزيرة, ستجعله فريسه تتغذى الفرق عليها, فمنذ رحيل الإدارة السابقة برئاسة محمد اليحيى, بات النادي ضحية ولاعبيه باتوا هدف للعديد من الاندية, التي تفتقد للأسماء بحجم الاسماء الموجودة في الشياطين الحمر.

الجزيرة بعدما كان الأسم الأصعب في المواسم الثلاث الاخيرة, أصبح يعاني الامرين, فكل يوم يمضي تنشر الصحافة خبر خروج لاعب من الجزيرة او إستمرار الأزمة المالية, والنادي في وقت تشد الأندية الاخرى سروجها لبداية جديدة في دوري المحترفين, يبحث عن اسماء تجعله فقط قادر على خوض غمار بطولة الدوري.

الجزيرة وكأنه اليوم يدفع ثمن الثلاث مواسم المثمرة التي عاشها مؤخراً, وبالتأكيد الضريبة ستكون بإسم النادي وعراقته التي إمتدت لأكثر من ثلاث وسبعون عاماً من التألق والإبداع وتقديم الأسماء للمنتخبات الوطنية المختلفة . أكثر من 14 لاعب غادر الجزيرة, وانا متقين ان الجميع غادر وبداخله الحزن لما آل اليه الفريق, لكن صعب الحال والظروف جبرتهم لإرتداء فانيله ليست حمراء.مهمة صعبة تنتظر الجزيرة, فهو على بعد ايام قليلة من بطولة كأس الإتحاد الاسيوي, وعلى بعد مرحلة قصيرة قبل انطلاق بطولة الدوري وإغلاق سوق الإنتقالات, مما يجعل الامور اكثر تعقيداً, وفي سابقة لم يسبق لها الحدوث في الاردن . الجزيرة الذي كان مدرسه في كرة القدم وليس مجرد نادي, فهو كان المغذي للعديد من الاندية وللمنتخبات الوطنية منذ سنوات طويلة, بإهتمامة بالفئات العمرية وتميز مدرسته التي بفضلها معظم النجوم لمعوا في سماء الكرة المحلية والعربية, تقف هذه المدرسة من منتج الى مستهلك, وأمام نظر المسؤولين واصحاب القرار, ودموع العاشقين لهذا الفريق.

الماضي وحده ليس كفيل بإن يشفع للجزيرة للخروج من الأزمة, خصوصاً ونحن نعيش في عصر الإحتراف وعصر المادة التي يبحث عنها بعض اللاعبين قبل البحث عن الانتماء , لذلك الامر خطير جداً, والظروف تزداد سوءً, الامر يتطلب الحكمة وافراز هيئة ادارية جديدة, تملك خطة إنقاذ وليس خطط على ورق, كما يجب ان تضع الهيئة العامة الادارة الجديدة بعين الإعتبار, بضرورة إيجاد الحلول والعمل على توفير مصدر دخل للفريق غير إستثمار اللاعبين, لتحقيق الديمومة وتجنب الكوارث في المستقبل.

الجزيرة امام فرصة في الموسم المقبل, ليس هدفها الحصول على لقب دوري او الصعود لمنصات التتويج, بل يجب ان يبني جيل جديد, قادر على جعله غني عن جلب اللاعبين في المواسم المقبلة, وهذه الخطة نجحت عندما كان المدرب عيسى الترك يشرف على الفريق انذاك,. لانستطيع إلقاء اللوم على اللاعبين الذين خرجوا لإنهم من حقهم الإحتراف والبحث عن فرصة أفضل بدلاً من إمضاء الموسم وهم يطالبون بحقوقهم المالية, ولا نستطيع أيضا إلقاء اللوم على الأندية الاخرى لإن من حقها ان تترصد على أسماء تعزز صفوفها, ولا نستيطع ان نلقي اللوم على اللجنة المؤقته لإن مهمتها العمل ضمن الإمكانيات المتاحة, ولا نستطيع أيضا القاء اللوم على الجماهير الجزراوية لإنها بكل تأكيد تحمل الحب والإنتماء ولا تحمل الاموال والحلول لهذا الفريق, لكن نستطيع القاء اللوم على الإدارات السابقة التي كانت تفكر باليوم وتنسى الغد, مما جعل الجزيرة عاجز عن توفير أقل الاحتياجات والتي تجعله حاله كحال الاندية الاخرى ونستيطع ان نلقي اللوم على إتحاد الكرة الذي يكف النظر عن دعم هذا الصرح الرياضي وتسليمه على الأقل مستحقاته المالية والتي تبلغ ربع مليون دولار..!