شينجيانغ والحقيقة الصارخة



يَظل المشككين صامتين تمامًا؛ بشأن الأفلام الوثائقية في شينجيانغ، لأنهم غير مستعدين لقبول أن الصين هي واحدة من الضحايا الرئيسية للإرهاب, ولأن خصوم النظام الصيني يطلقون النار على كل شيء, مما يعكس التحيّز الذي يَرقى إلى درجة تفضيل الإرهاب على بكين, فهم يَسوّقون بضاعتهم على السُّذَّج والدهماء من الناس، ويعملون على للي عنق الحقيقة ليلوثُ بها عقول الناس وخلق صور ضبابية، ليصلوا إلى هدفهم المنشود، ألا وهو "تجريم بكين بعدائها المفترض للإسلام". ويستند هذا الاتهام على الريح وخيالات قصص.

أولئك الذين يدعمون الانفصاليين الإيغور ويتهمون بكين باضطهاد المسلمين يرتكبون الخطأً عينه مراراً وتكرارًا؛ أولاً, يُشوّهون دولة ليس لها نزاعات مع العالم الإسلامي، وقد أشادت منظمة المؤتمر الإسلامي بسياستها؛ ثانياً, إنهم ينحازون إلى جانب المتطرفين المرتبطين بمنظمات إرهابية إجرامية، ومعظمهم تجار الدم. وأخيراً، يعتقدون أنهم يدافعون عن المسلمين، بينما هم في الحقيقة يخدمون مصالح القوى الانفصالية الارهابية المتطرفة.

إن مشكلة شينجيانغ ليست الإسلام والمسلمين واضطهادهام المزعوم, ولكن أصل كل هذه الاضطرابات التي تحفّز هذا الجزء المهم من الأراضي الصينية هي تحويل البلاد إلى أفغانستان ثانية والدخول في متاهة جيوسياسية لا تنتهي.

ومن نافلة القول: إذا كانت مزاعم بعض الصحافة الغربية صحيحة وسماسرتهم، ومروجي غثائهم ومكائهم, إن سكان الأيغور، الذين يُقدَّر عددهم بعشرات الملايين ، قد عانوا من اختراق هائل!، و تم سجن "مليون" في معسكرات الاعتقال، وأجبر "مليوني" شخص منهم لأخذ دورات التأهيل. فأن هذا الادعاءات يتم دحضها بسهولة؛ فدعوات بكين جابت الأرض بما رحَبَت لرؤية الحقيقة في شينجيانغ عن كثب لا كما تروى في الصحف والكتب, ثم أليس من الغريب والعجيب أنه لا توجد شهادة تذكر عن هذا الاختفاء الجماعي في شوارع أورومتشي وكاشغار وغيرها من مدن المقاطعة المتمتعة بالحكم الذاتي!

في الختام, أولئك الذين يكرهون الصين هم البلدان غير المستعدة للتخلي عن مستعمراتها الفعلية. البلدان التي اعتادت على حياة جيدة، جيدة جدًا وسهلة ورغيدة للغاية، على حساب الآخرين. بالنسبة لهم، تمثّل الصين، تهديدًا مهمًا وحقيقياً. تهديداً ليس لبقائهم أو وجودهم السلمي، بل تهديداً لنهبهم واغتصابهم للعالم. لقد حان الوقت لباقي العالم أن يتحدث أيضاً ضد النفاق والمعايير المزدوجة و السرطانات الأيديولوجية. أعطوا الفضل لبكين لحماية حقوق الإنسان الأساسية لمواطنيها، وخاصة في شينجيانغ، حيث الدعم الشعبي الكامل "لبرنامج إعادة التعليم".

*خالد الفضلي: أستاذ باحث في الفلسفة، ومتخصص بالشؤون الصينية، ومستشار رئيس الاتحاد الالكتروني الدولي للقلميين العرب أصدقاء الصين للعلاقات الاردنية الصينية.