باحثة بجامعة حمد بن خليفة تترك بصمتها في معالجة التحديات المائية في قطر

الأنباط - 
اختيار الدكتورة ديما المصري ضمن قائمة "ألمع الباحثين الشبان العاملين على جعل عالمنا مكانًا أفضل في عام 2020"

ساهم العمل المبتكر للدكتورة ديما المصري، زميلة أبحاث في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، التابع لجامعة حمد بن خليفة، في حلول اسمها على قائمة "ألمع الباحثين الشبان العاملين على جعل عالمنا مكانًا أفضل في عام 2020" التي نشرها موقع "سيليكون ربابليك".

وقد صنَّف الموقع الإلكتروني الرائد المتخصص في مجال العلوم والتكنولوجيا قائمة تضم الشخصيات الفاعلة في مجال العلوم الذين يسعون لترك بصماتهم في العام المقبل، وتشعر الدكتورة ديما بسعادة غامرة لحلولها ضمن هذه القائمة.

وتعمل الباحثة الشابة في مركز المياه بمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة وتعكف على تطوير مواد مستدامة ومبتكرة لمعالجة مياه الصرف الصحي، وتعترف بأن هذه المهمة ساعدتها في التطور على الصعيدين المهني والشخصي.

وليس التكريم بأمرٍ جديدٍ على الدكتورة ديما، حيث سبق لها الحصول على زمالة المرأة المرموقة في العلوم عام 2017. ومولت هذه الزمالة، التي يقدمها الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي بالتعاون مع مؤسسة CRDF Global، بحثها لنيل شهادة الدكتوراه في جامعة تكساس بمدينة أوستن، حيث عززت معرفتها بتطوير حلول تنقية المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي.

وتعتقد الباحثة الواعدة أن مثل هذه الجوائز يمكن أن تلهمها لتحقيق إنجازات أكبر في المستقبل، حيث قالت: "لقد تشرفت بحلول اسمي ضمن قائمة ألمع الباحثين الشبان العاملين على جعل عالمنا مكانًا أفضل في عام 2020، وكانت مفاجأة سعيدة بالنسبة لي عندما رأيت اسمي إلى جوار شخصيات رائعة للغاية، وأشعر بالفخر الشديد لذلك."

وأضافت: "تكريمي على عملي أمر رائع بالطبع، ولكنني أشعر أحيانًا بالارتباك. وقد أحسست بشعور رائع بعد إدراج اسمي على تلك القائمة، ولكن هذا الأمر ضاعف كذلك من شعوري بالمسؤولية؛ حيث سيتعين علي الآن العمل بجدية أكبر لتحقيق ما هو منتظر مني، وما أتوقعه من نفسي."

وتشعر الدكتورة ديما بالفخر بسبب مساعدتها لبلدها في التصدي للتحديات المرتبطة بندرة المياه وتلوثها، ولكنها تعترف بقولها: "قطر لديها مشكلة كبيرة تتعلق بمياه الصرف الصحي، حيث تنتج الكثير من مياه الصرف، ولكنها تستخدم ما يقرب من 60٪ من هذه المياه إما لأغراض الري بعد معالجتها أو أنها تُلقى في البحيرات فحسب أو تُستخدم لإعادة تغذية المياه الجوفية.

واستطردت: "تبلغ تكلفة استخدام مياه الصرف المعالجة ثلث تكلفة المياه المحلاة، ونحن نسعى إلى استخدام مياه الصرف للأغراض الصناعية، وأرى أن هذا أمرٌ مهمٌ للغاية."

ومن بين المشاكل التي تواجه قطر في هذا الصدد أن العديد من الناس لا يرغبون في استخدام مياه الصرف حتى بعد معالجتها. وبهذا الخصوص، تقول الدكتورة ديما: "يعتقد بعض الناس أن هناك وصمة مرتبطة بمياه الصرف الصحي، وهي ما يطلقون عليه عامل الاشمئزاز. ولكن إذا ما أثبتنا أن هذه المياه نظيفة، وأنها قد تكون أنظف فعليًا من الكثير من المياه التي تُخزن داخل الحاويات، فإنني أعتقد بأن الجماهير سيتقبلونها ببطء. لقد قبلها الكثير من الناس بالفعل، لذا فإن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح. وتحتاج قطر إلى ذلك لأننا لا نستطيع دائمًا الاعتماد على المياه المحلاة".

وتأمل الباحثة الشابة أن يظهر عملها والتكريم الذي حازته الجهود الرائعة التي تبذلها في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة وجامعة حمد بن خليفة، حيث قالت: "إنه لأمر رائع أن نحظى بالتقدير من الجماهير على نطاقٍ أوسع. ويمكن القول إن وضع المياه في قطر أكثر تعقيدًا من العديد من الدول الأخرى؛ ومن ثم إذا ما وُضع عملنا في دائرة الضوء وإذا ما تمكنّا من إيجاد حلول ولو للمشاكل البسيطة، يمكن أن يُشكل ذلك تقدمًا كبيرًا، ويمكن استخدام تجربتنا كنموذج يحتذى به في مناطق أخرى قد تكون الأوضاع فيها أقل تعقيدًا."

وأضافت: "كانت قطر تُعرف بامتلاكها للنفط والغاز فقط، ولكنها تركز الآن بشدة على إجراء البحوث، وأنا محظوظة لوجود مختبرات رائعة في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة."

وعلى الرغم من سعادتها بالحصول على الجوائز والتكريم، تركز الدكتورة ديما بشكلٍ بحت على إجراء أبحاثها، حيث تقول ضاحكةً: "كان والدي يقول لي دائمًا "يجب أن تسعين للفوز بجائزة نوبل"، ولكن ما أطمح إليه بالفعل هو تطوير منتج فعلي اعتمادًا على الأبحاث التي نقوم بها، بحيث نتوصل إلى شيء ملموس بدلًا من إجراء أبحاث رائعة فحسب. وإذا ما تمكنت من القيام بذلك، فسوف تأتي الجوائز وشهادات التكريم تباعًا بشكل طبيعي."

وكانت الناشطة الأمريكية في مجال البيئة إيرين بروكوفيتش، التي جسدت الممثلة الأمريكية الشهيرة جوليا روبرتس دورها في فيلم يتحدث عن دعواها القضائية الناجحة ضد شركة باسيفيك غاز آند إلكتريك، من الشخصيات التي ألهمت الباحثة الواعدة في مرحلة مبكرة من حياتها.

تقول الدكتورة ديما: "لقد شاهدت الفيلم عدة مرات، وأحببت تلك البحوث بالفعل، ولكنني اخترت بعدها التخصص في مجال الهندسة الكيميائية، إلا أنني لطالما أحببت الجانب البيئي للهندسة الكيميائية، وتعزز هذا الشعور عندما طلب أحد أساتذتي المفضلين مني خلال دراستي الجامعية التعاون معه في إجراء بحث لنيل شهادة الماجستير."

وأوضحت: "كان البحث يتعلق بإزالة الكبريتات من المياه المالحة المتبقية في محطات تحلية المياه الداخلية مع منع تصريف السوائل، وقد وجدت أن هذا البحث كان شيقًا للغاية وشعرت برغبة قوية في المشاركة في جهود معالجة المياه والأنظمة البيئية. وبعد حصولي على شهادة الماجستير، شعرت بحماسٍ كبيرٍ عندما علمت بأن معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة يجري أبحاثًا مرتبطة بمعالجة المياه، وكانت تلك الأبحاث تبدو مثاليةً بالنسبة لي."

واختتمت تصريحاتها قائلة: "بعد حصولي على درجة الدكتوراه، تواصلت العديد من الشابات القطريات معي، حيث سألوني على عملي. وأنا أحب أن يشارك المزيد من الأشخاص في التصدي للتحديات التي تواجه دولة قطر."

ولطالما حلمت الدكتورة ديما بالسير على خطى إيرين بروكوفيتش، ولكن النجاحات العلمية للباحثة الشابة قد تلهم النساء القطريات لاقتفاء أثرها في المستقبل.