منتدون في "العلوم الإسلامية" يؤكدون أهمية تمكين الشباب باللغة العربية باعتبارها الأداة الأساسية الناقلة للهوية الوطنية
الأنباط -
منتدون في "العلوم الإسلامية" يؤكدون أهمية تمكين الشباب باللغة العربية باعتبارها الأداة الأساسية الناقلة للهوية الوطنية
أكد مشاركون في ندوة "اللغة العربية بين الواقع والمأمول"، التي نظمتها كلية الآداب والعلوم في جامعة العلوم الإسلامية العالمية ، على أهمية تمكين الشباب من اللغة العربية باعتبارها الأداة الأساسية الناقلة لعناصر ومكونات الهوية الوطنية.
وشددوا في الندوة التي أقيمت بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، ورعاها مندوبا عن رئيس الجامعة نائب الرئيس الأستاذ الدكتور سليم الحتاملة على ضرورة اشراك الشباب في ورش العمل والملتقيات المتخصصة باللغة العربية، التي تجمع الخبراء وأصحاب الفكر والرأي وصنّاع القرارات والسياسيات من الجهات المعنية والشخصيات المستقلة، وذلك لما توفره من فرصة للتعرف على مختلف الرؤى التي تستشرف مستقبل اللغة، ومنصة لتبادل الآراء والأفكار التي تسهم في وضع الإرشادات التي تضمن الخروج بحلول تستند إلى حقائق واضحة ومعلومات مستقاة من الواقع، لتحقيق الهدف الأسمى من التقرير.
وركز المشاركون على تحديات المصطلح في ظل الثورة التكنولوجية وظهور الكثير من المصطلحات العلمية الجديدة، وأكدوا أن التطور التكنولوجي فرض تحديات كبيرة على العربية أدّى إلى تراجع استخدامها بين شريحة كبيرة من مستخدمي أدوات التكنولوجيا الرقميّة المتنوعة.
وتضمنت الندوة الدعوة لإنجاز مشاريع تعتمد صناعة المحتوى الرقمي العربي في إطار الإعلام المعرفي، وربط هذه الصناعة بالأهداف المعرفية والتنموية والتركيز على متطلبات الشباب العربي في هذا المجال.
وأكدوا أهمية الارتقاء باللغة العربية وضرورة تقديم المحتوى على الإنترنت، بلغة عربية بسيطة وسهلة بشكل يحافظ على الق ومكانة اللغة العربية.
وشددوا على أن الاستثمار في اللغة الوطنية يعني الاستثمار في الإنسان والأجيال القادمة، وضمان وحدتها وتمسكها بقيمها وثوابتها ومكتسباتها ومرجعياتها وتاريخها، ومنحها الفرصة للمنافسة في كافة الميادين مع محافظتها على هُويتها، والاستثمار في الجودة والإتقان والإبداع والابتكارِ في كلّ ما يتعلقُ باللغة العربية من وظائف وأعمال تعتمد على المهارات والقدرات والتفكير . واعتبروا أن الحفاظ على اللغة الوطنية أهم أدوات تشكيل العقول الوطنية.
ودعوا إلى وضع استراتيجية لتعزيز ثقافة القراءة والاقبال عليها، وخاصة بين فئة الشباب وطلبة المدارس والجامعات. وشددوا على أهمية زيادة وعي المشاركين بأهمية القراءة، وتحسين مهارات اللغة العربية، وتعزيز وعي الشباب الثقافي، وتوسيع آفاق تفكيرهم، إضافة الى اسهامها في اكتشاف قدراتهم وتنمية مهاراتهم. وأكدوا على دور الشباب في الحفاظ على إرث اللغة العربية بشكل ايجابي وأهمية صناعة محتوى يليق بها في كافة المحافل والمنصات.
وأكد الأستاذ الدكتور عبدالحليم الهروط عميد كلية الآداب والعلوم في الجامعة خلال كلمة له على "أهمية الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، الذي أقرته منظمة اليونيسكو، اعترافا بفضلها وما قدمته للبشرية، من صنوف العلم والمعرفة وتقديراً لمستخدميها في أصقاع الدنيا، وأنها لمفارقة عجيبة أن نحتفي باللغة العربية وقد أشحنا بوجهنا عنها".
واضاف الأستاذ الدكتور الهروط "ينبغي أن يكون هناك سعي دؤوب للارتقاء بمستوى استعمالها، والحث على لزوم استعمالها في جميع أوجه النشاط الإنساني ، والايمان بها والافتخار بها دون خجل أو وجل ، لتكون لغة البحث العلمي والتدريس والمخاطبات الرسمية، ولغة الخطاب اليومي بين أبنائها وبجميع مستوياتهم، دون أن يكون هناك إنغلاق على الآخر، والبقاء في جزر معزولة".
وحث على ضرورة عقد الندوات والمؤتمرات المحلية والإقليمية للحض على استعمال اللغة العربية، والتباحث في أفضل السبل للنهوض بها.
وأشار إلى أهمية أن "تتبنى الجامعات مشروعاً علمياً ينهض بتمكين اللغة العربية في التدريس بالجامعة، لغة سليمة مألوفة مأنوسة، وإعادة وهج الاهتمام بهذه اللغة هوية الأمة من خلال عقد مؤتمر دولي يعنى بها"، ولفت إلى التجربة الرائدة للجامعة التي كانت في العام 2012 من خلال عقد مؤتمرها الدولي الأول بعنوان (اللغة العربية وهوية الأمة)، ثم تبعها في ذلك الجامعة الأردنية ثم مجمع اللغة العربية الأردني".
واقترح الأستاذ الدكتور الهروط عقد دورات تأهيلية في اللغة العربية لموظفي الجامعات والمؤسسات الشبابية، وتخصيص الجوائز المادية والعينية سنوياً، للمبدعين في المجالين الإبداعي والعلمي توزع في اليوم العالمي للغة العربية.
واشتمل الاحتفال على ندوة علمية بعنوان "إشكالية المصطلح في اللغة العربية في العصر الحديث " شارك فيها الأستاذ الدكتور إبراهيم السعافين والأستاذ الدكتور سيف الدين الفقراء.
وهدفت الندوة إلى تسليط الضوء على دور اللغة العربية كونها لغة القرآن الكريم وبيان جمالياتها، واهميتها وتأثير دراستها على العلوم الأخرى، كونها شريكا لباقي العلوم الإنسانية والمعرفية، بالإضافة إلى الدعوة إلى بناء لغة سليمة بعيدة عن الأخطاء والتطرف المعرفي.
ودعا المشاركون إلى الإسهام في معالجة ضعف مخرجات التعليم العام في اللغة العربية، وضبط معايير تقويم اللغة العربية في ضوء المقررات الدراسية، والدعوة إلى معالجة المصطلحات الشائعة في اللغة العربية.
واشتمل الاحتفال على ندوة علمية بعنوان "إشكالية المصطلح في اللغة العربية في العصر الحديث " شارك فيها الأستاذ الدكتور إبراهيم السعافين والأستاذ الدكتور سيف الدين الفقراء.
وقال الدكتور السعافين:" إن الحديث عن المصطلح هو الحديث عن فحواه ومعناه داخل أي لسان؛ لذلك فإنه لزاماً أن نجد الكثير من العلماء على اختلاف مشاربهم، قد أوْلَوْا عناية كبرى لهذا المفهوم؛ وذلك إما بتعريفه أو بطريقة عرضه وتوظيفه داخل حقل من الحقول".
واستعرض الدكتور سيف الدين الفقراء أهمية علم المصطلح الذي يبحث في العلاقة بين المفاهيم العلمية، والألفاظ اللغوية التي تعبِّر عنها.
وخلال الاحتفال قدّم طالب الدكتوراه محمد الخليلي قصيدة شعرية، تلاها قصيدة للطالب ليث أبو صعيليك، وقدم طلبة قسم اللغة العربية وآدابها مسرحية شعريةتتغنى باللغة العربية ، واشتمل الاحتفال ايضاً على معارضة شعرية وموشح أندلسي للطالبيين خليل القاضي ومعتز العظم.