عمان-الأنباط-فرح شلباية

أكدت العديد من المعلمات في أحاديث خاصة مع "الأنباط" ،ومن القطاعين العام والخاص،أن كابوس ختم مناهج "كولينز" أي مادتي العلوم والرياضيات للصفين الأول والرابع بات بالأمر المستحيل،سيما أن المناهج مزدحمة بالمعلومات ولا تتناسب مع الفئة العمرية المستهدفة.

وقالت المعلمات أن الامتحانات أصبحت تدق الأبواب إلا أن المناهج لم تختم بعد،في حين أن الاهالي يلقون اللوم على صعوبة المناهج مطالبين المعلمات بضرورة إيجاد حلول مستعجلة وسريعة تمكنهم من ختم المادتين قبل بدء فترة الاختبارات،مشيرين أولياء الأمور إلى أن مناهج "كولينز" سببت لهم حرب أعصاب ،وسباق مستمر مع الوقت.

معلمة الصف الاول ،ندى أحمد،وهي تعمل في القطاع الخاص،بينت في حديثها مع "الانباط" أنها اضطرت لعمل مجموعة "ملخصات" لمادتي العلوم والرياضيات لتتمكن من تغطية المنهاج إلى حد ما،قبل بدء الامتحانات والتي من المقرر عقدها في مدرستها بتاريخ 29/ديسمبر،أي بعد ما يقارب الأسبوع ولم تستطع بعد من ختم منهاجي العلوم والرياضيات لطلبتها في حين أنها تمكنت من ختم باقي المواد.

وقالت أنها احتاجت في بداية الفصل الدراسي إلى ما يقارب الشهرين لتعليم الطلاب الأعداد الكلية،وذلك لأن العديد من الطلاب لم يلتحقوا في رياض الأطفال،مشيرة إلى أن هذا السبب جعلها تحتاج لوقت أطول ،وأضافت أن العديد من الأهالي لا يمتلكوا القدرة لتدرس أطفالهم المناهج بشكل صحيح ومناسب لأعمارهم،مشيرة إلى أنها أجلت ما يقارب ال 4 وحدات من منهاج الرياضيات للصف الأول إلى الفصل الدراسي الثاني.

من جهتها،وافقت المعلمة نسرين سابقتها الرأي،وأكدت على أنها أجلت العديد من المواضيع في مادة الرياضيات للفصل الدراسي الثاني،قائلة أنه من غير العدل السعي لختم المنهاج دون أي يحصل الطالب على المعلومة بشكل كامل وبالشرح الوافي،مشيرة إلى أن المنهاج يحتاج إلى سنة دراسية كاملة.

وفي ذات السياق أكدت المعلمة سائدة الوحش على أنها قامت باعداد مجموعة من الدوسيات وأوراق العمل وقامت بالغاء الكتاب كونه يشتت الطالب ولافتقاره إلى أسلوب التسلسل في السرد ويخاطب عقول أكبر من عقولهم،سيما أن الصفحة الواحدة تحتوي على أكثر من مهارة ،على حد قولها.

وتصف والدة الطالب أحمد الهندي ،في الصف الرابع، مناهج "كولينز" بالتعجيزية ولا تتناسب مع عقول وقدرات الطلاب،مبينة انها تحتوي العديد من الأفكار علاوة عن تشتيت الطالب بين "الأرقام الهندية والعربية والانجليزية".

وقالت على الرغم من محاولاتي المتكررة لتدريسه المنهاج إلا أني في كل مرة أجد منه عدم تقبل وفهم للماده، مؤكدة انها على تواصل مع العديد من أمهات الطلاب عبر تطبيق "الواتس اب" من خلال مجموعة أعدتها معلمة المنهاج لتبادل الأخبار" التعليمية" فيما بينهم،في حين انها تجد معظم الامهات تواجه ذات المشكلة في صعوبة تدريس المادة.

يشار إلى ان نائب نقيب المعلمين الدكتور ناصر نواصرة طالب مؤخرا بسحب مقررات العلوم والرياضيات للصفين الأول والرابع الأساسيين، وتكليف المعلمين بتدريس المنهاجين من خلال تحقيق النتاجات الخاصة لكل مبحث.

وأوصى النواصرة بسحب المنهاجين وتكليف المعلمين بتدرسيهما، وترك اختيار الوسائل والأمثلة المناسبة له بحيث تتحقق الأهداف والنتاجات للمقررات.

ومن جهتها ،انتقدت النائب هدى العتوم خلال الفترة الماضية مناهج "كولينز" ،وقالت في تصريحات سابقة أن الكتب الجديدة معزولة عن محتوى الكتب الأخرى التي تدرس لنفس الصف، و كذلك بمعزل عن المحتوى السابق للمناهج ( الكتب الدراسية )، و إذا كان الأمر يتعلق بتأليف كتب للصف الأول و الرابع ضمن سلسلة الكتب التي ينوي المركز طرحها، والاستمرار في إنتاج السلسلة التعليمية من الكتب المقررة على أساس الإحلال أولا بأول، فقد نتج خلل كبير بهذا النهج ؛ لأن مركز المناهج إذا كان قد اعتمد على إطار عام للمناهج أعده المركز الوطني، فإنه قد أدخل كتابين من إطار أعد بمعزل عن الإطار المعمول به حالياً في وزارة التربية والتعليم، والذي يعمل به لكافة الكتب المدرسية.

يذكر أن المركز الوطني لتطوير المناهج أعلن الانتهاء من تطوير كتابي العلوم والرياضيات للصفين الأول والرابع في يوليو الماضي ، حيث عمل على التدريس بهما بداية العام الدراسي 2020/2019.

وقالت المديرة التنفيذية للمركز الدكتورة ربا البطاينة إنه سيتم خلال الأعوام الثلاثة المقبلة تطوير كتابي العلوم والرياضيات لباقي المراحل الدراسية انطلاقا من مرحلة رياض الاطفال وحتى الصف الثاني عشر.