الازمة الخليجية تلتقط اخر انفاسها... وانفراج قريب

المشاركة في "خليجي 24" قرار سياسي اكثر مما هو رياضي

الانباط – عمان – خليل النظامي

باتت احتمالية انفراج الازمة الخليجية تتزايد بشكل ملحوظ مؤخرا، حيث شكلت دعوة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الى قمة مجلس التعاون الخليجي ابرز المؤشرات التي تشير الى بوادر حلحة الازمة التي تعد من أخطر الخلافات التي عاشها مجلس التعاون الخليجي منذ إنشائه عام 1981، اسفرت عن اعلان السعودية والإمارات والبحرين ومصر مقاطعة قطر، متهمة إياها بدعم وتمويل الإرهابيين، وهي تهمة نفتها الدوحة.

وكانت دولة الكويت قد لعبت دور الوسيط منذ بداية الأزمة عام 2017 بين قطر وباقي الدول، التي قدمت لقطر قائمة بـ 13 مطلباً من بينها، ابرزها اقتصار العلاقة مع إيران على الجانب التجاري، وتسليم هذه الدول مواطنيها الذين يقيمون في الأراضي القطرية بمن فيهم من تم منحهم الجنسية القطرية، وإغلاق القاعدة التركية فورا، وإمهال قطر عشرة أيام لتنفيذ هذه المطالب.

في حين نفى مؤخرا نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني دعم بلاده للاخوان المسلمين، وقال، "لم ندعم الإسلام السياسي ولا حركة الإخوان المسلمين، لكن دعمنا كان للشعوب وليس للأحزاب السياسية".

جاء ذلك خلال كلمة القاها في منتدى حوارات المتوسط، ونشرتها صحيفة "الوطن "القطرية، وأضاف "دعمنا لمصر لم ينقطع حتى بعد الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي"، مؤكدا أن الإخوان المسلمين ليس لديهم وجود رسمي في قطر.

وبشأن العلاقة مع إيران، قال "إن قطر ملتزمة بعلاقة حسن الجوار مع طهران ولن تنسى أنها فتحت أجواءها لقطر بعد الحصار".

وحول الدور الامريكي في ملف الازمة الخليجية اشارت تقارير إعلامية في واشنطن، الى أن مساعي إنهاء الأزمة الخليجية "بلغت مرحلة متقدمة"، مشيرة إلى جهود تقودها واشنطن، بأوامر مباشرة من الرئيس دونالد ترامب، الذي كلف وفق تلك التقارير السفير الأمريكي في الرياض الجنرال المتقاعد جون أبي زيد، بتنسيق الأمور بعيدا عن الأضواء لتحقيق المصالحة الخليجية.

ومن جهة اخرى رجحت عدة تقارير اعلامية مؤخرا احتمالية حصول مصالحة خليجية من شانها إنهاء الأزمة، لافتة الى ان قرار مشاركة كل من السعودية والبحرين في كأس الخليج لكرة القدم "خليجي 24" المقامة في دولة قطر مؤشر مهم جدا في انهاء الازمة، معتبرة القرار سياسي اكثر مما هو رياضي.

وهذا ما عززه أستاذ السياسة الإماراتي عبد الخالق عبد الله من خلال تغريدة له نشرها عبر منصة تويتر قال فيها، "قد تفتح كرة القدم الباب لسفر الجماهير الرياضية إلى قطر لمساندة منتخباتها ما يعني بالضرورة رفع منع السفر إلى قطر وعودة اللحمة الخليجية، مرجحا ان نهاية المقاطعة يمكن ان تكون قريبة بعد الاعلان عن كأس الخليج.

في حين ان اعتبار "خليجي 24" المؤشر الابرز على قرب انتهاء الأزمة الخليجية لا يعد الوحيد على الساحة، فقد تزايدت المؤشرات مؤخرا ومنها ما جاء على لسان سفير المملكة العربية السعودية لدى الكويت، الأمير سلطان بن سعد آل سعود، والذي نقلت عنه صحيفة السياسة الكويتية قوله إن "الرياضة قد تصلح ما أفسدته السياسة والكويت تسعى في تقريب وجهات النظر والوساطة، وما يرونه الأخوة في الكويت وخصوصا نائب وزير الخارجية خالد الجار الله فنحن نتمناه إن شاء الله.

وفي نفس السياق اعتبر نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله مؤخرا، ان مشاركة السعودية والإمارات والبحرين في كأس الخليج المقامة في قطر "مؤشرا إيجابيا لحل الأزمة بين الأشقاء، مؤكدا اننا نسير في الاتجاة الصحيح للوصول الى نتائج ايجابية.