خبراء يصفون الاستراتيجية الوطنية للطاقة بـ "قول بلا فعل"

 التأكيد على أن هذه الاستثمارات تساهم في دوران عجلة الانتاج

 النسور : الوصول لأمن التزويد من الطاقة يتطلب تطوير واستغلال المصادر التقليدية

الصادق : الاردن يمتلك 100 مليار طن من الصخر الزيتي

الانباط – عمان – أيمن السواعير

توقع خبراء قطاع الطاقة ارتفاع الطلب العالمي على مصادر الطاقة بنسبة 44% خلال العقدين القادمين، مرجحين وصول الحاجة الى حوالي 197 مليون برميل نفط يومياً، الامر الذي تطلب وبشكل ضروري البحث عن وسائل بديلة للطاقة على مستوى العالم.

وعلى الصعيد المحلي يتزايد الطلب على النفط كـ مصدر تقليدي للطاقة بتكلفة عالية من الدول المصدرة، والتي تمثل حوالي 97% من مجموع مصادر الطاقة التي يعتمد عليها في المملكة.

وزير الداخلية الاسبق سمير الحباشنة تطرق في مقال له الى احتياطي الاردن من الصخر الزيتي، والذي اشار فيه الى انه يتراوح ما بين 40 الى 70 مليار طن، مشيرا الى ان الاردن يعد رابع او سادس احتياطي في العالم الى جانب الولايات المتحدة والبرازيل وروسيا والمكسيك، مضيفا الى ان الصخر الزيتي في الاردن عالي الجودة وسطحي، موضحا سهولة استخراجة بتكلفة قليلة.

وأضاف، ان معامل التحويل، صخر زيتي الى نفط ما نسبته 10 %، فإن ذلك يعني أن لدينا 4 مليارات طن من النفط كحد أدنى، أي (ما يغطي المئة سنة أو يزيد من احتياجات الأردن من الطاقة، هذا إذا لم نقم بالتصدير).

وحول الاستراتيجية الوطنية للطاقة للفترة بين عامي 2007 إلى 2020 التي وصفها الحباشنة بأنها "قول بلا فعل" متسائلا عن تلك الاستراتيجية من واقع الحال، وماذا أُنجز منها ؟، مشيرا الى ان الأمور ما زالت على حالها ولازلنا نستورد حاجتنا من النفط من الخارج، واصفا العمل بـ "نحن مع الأسف نتحدث كثيراً ونعمل قليلاً"، ومستغربا بقوله "لا أدري هل هو عجز مقرون بحسن النية، أم عجز تحركه النوايا السيئة".

يشار الى ان الاستراتيجية الوطنية للطاقة للفترة بين عامي 2007 إلى 2020 تؤكد أن مساهمة المصادر المحلية من الطاقة عام 2020 سوف تغطي ما نسبته 39 % من احتياجاتنا الوطنية مقابل ما نسبتة 61 % مستوردة، وأن شركة « ستكور » الكندية التي تكفلت بالدراسة أشارت إلى إمكانية أنتاج 210 الآف برميل عام 2014، وذلك عبر استخراج النفط من الصخر الزيتي من منطقة في جنوب غرب عمان فقط، أي ما يزيد عن حاجتنا السنوية من النفط.

وفي نفس السياق اوضح نقيب الجيولوجيين المهندس صخر النسور ان القطاعات في الاردن تعاني من غياب التخطيط الاستراتيجي منذ سنوات طويلة، لافتا الى ان التعامل كان على منهجية الفزعة والترقيع، مؤكدا في الوقت نفسه ان الاستثمارات تحتاج الى وقت طويل حتى تؤتي اكلها، فلا بد من تحقيق واضح الى اين نتجه في ملف استخراج الصخر الزيتي.

وأضاف في حديث له مع "الانباط" ان تشجيع مثل هذه الاستثمارات لغايات انتاج الطاقة، يساهم في دوران عجلة الانتاج وتعزيز التنمية في المناطق المكتنزة بهذه الخامات، الامر الذي يساهم في تشغيل الأيدي العاملة وتدريب وتأهيل الموارد البشرية، إضافة الى توفير مصدر محلي لتوليد الطاقة.

ونوه النسور الى سياسة الذات أنها العودة للأرض الأردنية من خلال الطاقة والزراعة، لافتا الى ان الوصول لأمن التزويد من الطاقة يتطلب تطوير واستغلال مصادر الطاقة المحلية التقليدية والاستغلال الأمثل من خلال تعظيم القيمة المُضافة، مشيرا الى ان هناك تجارب في دول أُخرى، الامر الذي لا يستدعي منا اختراع العجلة من جديد، والأسهل في اتجاه التعاطي مع الصخر الزيتي هو (الحرق) وهذا ما تم البدء فيه من خلال ائتلاف مجموعة شركات استونيّا ماليزيا صينية باستثمار يفوق الـ 2 مليار دولار، داعيا إلى تعزيز ودعم هذا المشروع ومشاريع أُخرى وعدم وضع العراقيل أمام استثمارات محلية لثرواتنا الطبيعية.

وتتزايد أهمية الصخر الزيتي في العالم نظرا لقيمته كبديل عن المصادر التقليدية للطاقة كالنفط الخام والفحم، بينما تستمر مصادر الطاقة التقليدية كالنفط الخام والفحم بالنضوب فإن الطلب على الطاقة يتزايد وهذا ما يؤدي الى تزايد الاهتمام بشكل أكبر وأوسع بالصخر الزيتي بحسب اخر الدراسات العالمية.

وتؤكد مما لا شك فيه أن الصخر الزيتي أكبر مصدر في العالم من الهيدروكربونات السائلة غير المستغلة، ونظراً لارتفاع سعر النفط الخام وتناقص احتياطاته، إلى جانب التقدم والتطور في تكنولوجيا الصخر الزيتي فإن الاعتماد واللجوء الى احتياطات الصخر الزيتي أصبح من الاختيارات المنتشرة على مستوى العالم.

الخبير النفطي الدكتور زهير الصادق اوضح ان الاردن يمكنها الاستفادة من الصخر الزيتي بطريقتين الأولى "الحرق المباشر" لاستخراج الغاز الطبيعي لأنتاج الطاقة الكهربائية والثانية "التقطير" لأنتاج النفط الخام، مشيرا الى ان الاردن تصنف عالميا بالدولة الثانية لامتلاكها احتياطي الصخر الزيتي لوجود حوالي 100 مليار طن من الصخر الزيتي.

ومن الناحية العلمية اوضح الصادق أن الصخور المولدة للبترول تنقسم لـ 3 أقسام "صخور ناضجة" وتقع على أعماق فيها درجات حرارة عالية تساعد على استخراج النفط بالطرق التقليدية (الحفر العامودي)، وصخور "شبه ناضجة" تقع على أعماق ما بين 500 إلى 1000 متر وتحتاج لتكاليف عالية لاستخراجها، وصخور "غير ناضجة" (الصخر الزيتي) وتكون على سطح الأرض وتحتاج لدرجات حرارة عالية تصل إلى 500 إلى 600 درجة مئوية وتحتاج إلى تعدين وتكسير وطبخ وتتراوح تكلفة البرميل الواحد بهذه الحالة بين 35 إلى 45 دولار وهي طريقة غير تقليدية.

وأضاف ان المولدة للبترول تعتمد على كمية المواد العضوية فيها (TOC) ويجب أن تكون نسبة المواد العضوية من 0.5 إلى 5% حتى نستطيع توليد كميات تجارية من النفط والغاز وهذه النسبة موجودة بالصخور الزيتية في الأردن بالإضافة إلى أن سمك الطبقات كافية ويعتبر الأردن غني جداً بالصخر الزيتي.

من الجدير ذكره ان استونيا تُعتبر أولى الدول بالعالم التي بدأت استغلال الصخر الزيتي لإنتاج النفط والطاقة الكهربائية منذ حوالي مائة عام، وتقوم كل من البرازيل والصين باستغلال الصخر الزيتي لإنتاج الطاقة، وفي المانيا يتم الاعتماد على الصخر الزيتي لإنتاج الطاقة وتصنيع الاسمنت.