المخرج العطّار يُحاضر في معهد الإعلام
الأنباط -استضاف معهد الإعلام الأردني، اليوم الاربعاء، المخرج محمد العطار في محاضرة أكاديميّة لطلبة المعهد تحدّث خلالها عن دراسة أجراها حول "صورة الفلسطينيّ في الإعلام الأميركي ـ مجلّة التايم الأسبوعيّة نموذجاً"، رصد خلالها تناول المجلّة للموضوع الفلسطينيّ خلال الفترة من 1946 ولغاية 1990.
وأوضح العطار أنّ مجلة التايم، وهي المجلة الأكثر توزيعاً على مستوى العالم بالنسبة إلى الصحافة الأسبوعيّة، بدأت بمعالجة الشأن الفلسطينيّ في شهر آب عام 1946، حيث نشرت غلاف عددها الذي يعكس رؤيتها للصراع العربي الإسرائيلي، والمتمثل بالصورة التي حاولت تصديرها إلى القارىء الأميركي أنّ فلسطين هي "أرض الميعاد" وأنّ ما يجعل منها محطّ أنظار العالم هو انتظارها "اليهود" الموعودين بها.وأشار العطار إلى استخدامه نظرية التأطير الإعلامي في تحليله للمحتوى الذي قدّمته مجلة التايم، وهو المحتوى المتحيّز لوجهة النظر الإسرائيليّة الذي اسهم في تأطير صورة الفلسطينيّ بصورة سلبيّة بدأت مع تقديمه بأكثر من اسم وبهويّات مختلفة، وهو "التشتيت" الذي لم يكن بريئاً بل اشتمل على مجموعة من الرسائل التي رغبت المجلة بإيصالها إلى القارى الأميركي عموماً، وإلى النخبة السياسيّة في أمريكا والتي تُعدّ القارىء الأوّل لمجلة التايم والذي تستقي منها تصوّراتها وتشكّل من خلال رسائلها الإعلاميّة قناعاتها.
وأكّد أنّ مجلة التايم من خلال أكثر من غلاف وقصّة إخباريّة عالجتها، لجأت إلى استثمار "قوّة الصورة" في إحداث التاثير المطلوب، وفي تقديم الصورة "السلبيّة" التي تريدها هي للفلسطينيّ، مقابل صورة "إيجابيّة" برعت في نحتها للجانب الإسرائيليّ من خلال وصف قادته السياسيّين بأوصاف إيجابيّة.
وذكر العطار أن اجتياح بيروت عام 1982 بشكل عام، ومجزرة صبرا وشاتيلا تحديداً، كانتا نقطة التحوّل في تعامل مجلة التايم مع موضوع الصراع العربي الإسرائيلي، حيث بدأت وللمرّة الأولى في تاريخها، بتقديم صورة مختلفة للإسرائيلي مع استخدام لغة لم تستخدمها من قبل، مثل وصفها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحيم بيغن بأنّه "كذب علينا مراراً وتكراراً وبشكل مُتعمّد".
من ناحية أخرى بيّن أنّ الانتفاضة الفلسطينيّة التي بدأت أواخر عام 1987 دفعت مجلة التايم إلى إحداث تغيير ملموس في كيفيّة تناولها للموضوع الفلسطينيّ، وبدأت بتقديم الطرف الفلسطينيّ بلغة مختلفة وبصورة إيجابيّة أسهمت في إعادة القضيّة الفلسطينيّة إلى قمّة الأولويّات على أجندة السياسة الدوليّة، مشيراً إلى مرحلة يُمكن تسميتها بمرحلة استيعاب الفلسطينيّ في الإعلام الأميركي.
وفي نهاية محاضرته، دعا العطار طلبة المعهد إلى بذل المزيد من الجهد في إنتاج المحتوى الإعلاميّ المتميّز ما من شأنه الإسهام في تغيير نظرة الغرب عموماً إلى "العربي" وفي تحسين صورته في وسائل الإعلام الأميركية والغربيّة، مشيراً إلى أهميّة قيام الطلبة بتنويع مجالاتهم البحثيّة لتشمل على سبيل المثال تحليل مضمون مجلة "النيوزويك" وتحليل صورة العربي في المحتوى الإعلامي الذي تقدّمه. --(بترا)