افتتاح معرض كائنات المخيال بالمتحف الوطني

الأنباط -شاركت سمو الاميرة وجدان الهاشمي رئيسة مجلس أمناء المتحف الوطني الاردني للفنون الجميلة، رئيسة الجمعية الملكية للفنون الجميلة، الى جانب فنانين اردنيين وعرب في معرض فني خزفي عربي معاصر بعنوان "كائنات المخيال"، افتتح مساء امس الاثنين في المتحف الوطني الاردني، والذي وظفت فيه "الصحون" لتشكيل حالة فنية تعد التجربة الاولى في الوطن العربي.
والمعرض الذي حضره السفير الايطالي في الاردن فابيو كاسيزي، وضم 70 عملا فنيا جاء تنظيمه من قبل الجمعية والمتحف بالتعاون مع مؤسسة كندة للفن العربي المعاصر ومقرها مدينة جدة، وبمبادرة من المؤسسة التي دعت فيها مجموعة من الفنانين العرب من مصر والعراق والأردن ولبنان والمغرب وفلسطين والسعودية وسوريا وتونس والامارات للمشاركة بتجربة فريدة من نوعها والأولى في تاريخ الفن العربي لإنجاز أعمال فنية خزفية لأكثر من أربعين فنانا، بحيث يقوم كل فنان منهم بإنجاز أربعة اعمال خزفية على شكل صحن دائري، وهي أعمال متنوعة تجمع بين التصميم الفني والرسم والنحت البارز، نُفذت بتقنيات مغايرة عن الرسم على سطح اللوحة المعتادة. وتتميز هذه التجربة المتفردة بأنها أخذت العمل الفني إلى بعد مختلف وغير محدود من خلال استخدام تقنيات مختلفة في صناعة الصحن بدءا من الدولاب الكهربائي لتهيئة الطين إلى النحت على سطح الصحن، أو تكوين كتل طينية تنسجم مع موضوع العمل الفني مع استخدام الاكاسيد وألوان الزجاج، بدرجات حرارة متفاوتة ونفذت هذه الأعمال على مدى سنة ونصف في مشغل الفنان العراقي دلير سعد شاكر بالتعاون مع الفنان العراقي وليد رشيد في عمّان اللذين شاركت اعمالهما في المعرض أيضا. ويشارك في هذا المعرض الذي يستمر لغاية 6 شباط المقبل، من فلسطين بشار الحروب وتيسير بركات وسماح شحادة، ومن الاردن جهاد العامري وحازم الزعبي وخالد خريس ودينا حدادين ومحمد العامري ومهنا الدرة، ومن العراق ورياض نعمة وسالم الدباغ وسيروان باران وشنيار عبدالله وصدام الجميلي وضياء العزاوي وعلي جبار وعلي طالب وعمار داوود ومحمد الشمري وغسان غائب وكريم رسن ومحمود العبيدي ونزار يحيى، ومن السعودية زمان جاسم وعلا حجازي وفهد النعيمة، ومن المغرب محمد المرابطي ومحمد العنزاوي وهشام بن احود، ومن مصر عادل السيوي ومحمد عبله، واخيرا فاطمة لوتا من الامارات العربية المتحدة.
وقال مدير عام المتحف الدكتور خالد خريس لوكالة الانباء الاردنية(بترا)، عن اعماله المشاركة انه اختار ثيمة لاشتغالاته الفنية على الصحون صورا من المجاعات وحالات الفقر في العالم لتسليط الضوء على هذه القضايا الانسانية، مشيرا الى انه وضع باسلوب التركيب، الصحون الخزفية على مائدة طعام تتوسطها لائحة طعام تشرح اسباب المجاعات والفقر.
بدوره قال الفنان التشكيلي محمد العامري لـ(بترا)، إن ثيمة المعرض تمثلت باعادة انتاج فكرة الصحن (الطبق) من الفكرة الاعتيادية بوصفه للطعام الى فكرة فنية ببعدها الجمالي، وان القائمين على المعرض منحوا الرسامين المشاركين حرية كاملة باطلاق العنان لخيالهم في اشتغالاتهم على الصحون.
اما الفنان العراقي وليد القيسي فلفت الى ان الفكرة التي اطلقتها المؤسسة اول من تبناها الفنان العراقي المقيم في لندن ضياء العزاوي وتمثلت بدعوة فنانين تشكيليين عرب للمشاركة بتقديم اشتغلات فنية على خمسة صحون/اطباق خزفية من خلال الرسم او النحت او اية تقنيات اخرى وتقديم دائري فني بابعاد جمالية مختلفة، بهدف طرح موضوع جديد من خلال التعامل مع هذا الفضاء الجديد.
الفنان العراقي شاكر الذي نفذت جميع الاعمال في مشغله بعمان لفت الى ان خصوصية الاعمال المشاركة بالمعرض تتمثل بأن جميع الفنانين المشاركين هم رسامين وليسوا خزافين، مبينا ان هناك تكملة للمشروع حيث سيقام هذا المعرض في معهد العالم العربي في باريس نهاية العام المقبل وباضافة مشاركات لفنانين عرب اخرين.
واوضح ان المواد التي استخدمت للرسم على الصحون الخزفية هي مواد "الجليز" بوصفها من العناصر القاعدية والخاصة بالسيراميك وليست الوان زيتية او اكريليك.
وقال الفنان السعودي النعيمة ان مسار مشروعه الفني اساسا يستلهم ثيمة وموضوعات الابل والتراث كونه نشأ في منطقة "ضرمة" الريفية القريبة من الرياض، لكنه ينفذها بشكل معاصر، وجسدت اعماله المشاركة ومن خلال تطوير تلك الافكار موضوعات تتعلق بسباق الهجن ومهرجان "مزاين الابل" الذي يقام كل عام في المنطقة الوسطى بالسعودية، وذلك من خلال الحفر على الصحون بخطوط متداخلة تشكل في تداخلاتها اشكالا للابل برؤية ما بعد حداثية.
وقال الفنان العراقي العزاوي إن قيمة هذه التجربة والمعرض الذي يقام لاول مرة في الوطن العربي انه يجمع اكبر عدد من الفنانين التشكيليين الرسامين ليتعرفوا على تجارب بعضهم البعض في عمان لتمثل انطلاقة نحو افق جديد من تاريخ الفن العربي بشكل عام.
--(بترا)