قصص بطولات
عصام الغزاوي
من يعرف قصص بطولات وتضحيات جيشنا العربي في المعارك التي خاضها على ارض فلسطين، لن يدهشه العثور بين الفينة والاخرى على اشارات وشواهد للجيش العربي او قبور وجثامين شهداء اردنيين، تعطر المكان برائحة المسك وعطر الشهادة.
أبطال جاءوا من الأردن، لوحتهم شمس الصحراء وسهول حوران وجبال البلقاء وعجلون ومؤاب والشراة ومن الأغوار ومن كل بقاع الأردن، رجال لم يعترفوا بحدود تفصل أبناء الأمة العربية، ولا بجغرافيا وضعها سايكس- وبيكو، لم يؤمنوا بان النهر يفصل قطرين عربيين بل انه يروى ضفتي ارض عربية لن تمزقها السياسة، انتخوا وقاتلوا العدو الصهيوني في باب الواد واللطرون والمغاربة والشيخ جراح وقلقيلية وجنين واليامون ونابلس والخليل وفي كافة مناطق فلسطين، إبتغوا احدى الحسنيين، النصر او الشهادة.
يا من تدخل ارض فلسطين اخلع نعليك قبل ان تطأ قدميك تراب ارضها، فأنت تدوس على ارض مقدسة سار عليها الأنبياء والأولياء، وارتوت وقُدست بدماء الشهداء، على سطحها اثار تضحية وشهامة وفي باطنها عز وكرامة، ارض تخال نفسك وانت تمشي بين ثناياها، انك تدوس على اثر لشهيد او مكان شهادته، تمشي مسلماً روحك لارواح تستقبلك تحس بوجودها هناك، تخال نفسك بينهم مستمعا لبطولاتهم …
ستظل بطولاتهم وتضحياتهم اقمار مضيئة في ذاكرة الوطن، ونموذج تستلهمه الأجيال القادمة لأروع معاني التضحية والفداء.