"المستشفى الأمريكي" بغزة.. عنوان لخلاف جديد بين "حماس" والسلطة

 

 

 

الانباط - وكالات

ما زالت اقامة "المستشفى الأمريكي" الميداني في شمال قطاع غزة تثير جدلا في الشارع الفلسطيني حول الهدف الأساسي من وجوده، في ظل العداء الواضح الذي تظهره الإدارة الأمريكية تجاه الشعب الفلسطيني.

حركة حماس، على لسان المتحدث باسمها حازم قاسم، أكدت أن إقامة "المستشفى"، هو جزء من التفاهمات بين الفصائل والاحتلال التي تم التوافق عليها برعاية مصر وقطر والأمم المتحدة".

وقال أن "قرار إقامة هذا المستشفى الميداني، جاء تلبية لحاجة القطاع الصحية التي تأثرت بفعل الحصار الإسرائيلي، وتفاقمت نتيجة إهمال السلطة الفلسطينية في تعاملها مع مرضى غزة"، مطالبا "السلطة برفع الإجراءات العقابية المفروضة ضد القطاع، وليس معارضة المشاريع التي تخفف من الحصار". واعتبر أن من "يعارض إقامة المستشفى يريدون إبقاء الحصار على القطاع، واستمرار الأزمة الإنسانية والصحية لتحقيق أهداف حزبية ضيقة".

وحول طبيعة العلاقة مع "المستشفى"، أوضح أنه "سيعمل بتنسيق كامل مع وزارة الصحة بغزة، كما أن وزارة الداخلية ستقوم بدورها بتأمين المستشفى، كما يجري العمل مع باقي المؤسسات الدولية في القطاع".

وفي منشور له في "فيسبوك"، تساءل القيادي البارز في حركة فتح زكريا الآغا عن "من طلب هذا المستشفى ووافق عليه؟" واصفا ما تقوم به المؤسسة الأمريكية بغزة، أنه "قاعدة أمنية متقدمة". وبعد ساعات أوضح، أنه وصل إليه الرد على تساؤله، بأن "فصائل العمل الوطني والإسلامي هي من طلبت، في إطار اتفاق التهدئة الموعود والمنتظر أن يمتد لسنوات"، ليعود بعدها مرحبا بـ"هذا الإنجاز".

وحول الجهة التي طرحت إقامة "المستشفى الأمريكي"، كشف قيادي فلسطيني، أن "قطر ومصر هما من تحدثا في الأمر، وذكرا أن هناك نية لإحضار مستشفى أمريكي متنقل". واضاف، أن "الجانب الأمريكي هو من اختار مكان إقامة المستشفى، وكان هناك توجس فلسطيني من اختيار هذا المكان بالذات"، موضحا أن "المستشفى سيكون بإشراف طاقم أجنبي بالكامل، سيقيم في منطقة المجدل بالداخل الفلسطيني المحتل".

وبشأن علاقة وزارة الصحة الفلسطينية بـ"المستشفى"، قالت مصادر طبية فلسطينية، أن وزارة الصحة بغزة ليس لها حتى اللحظة أي علاقة أو تواصل مع المستشفى المذكور.

بدوره، ذكر القيادي في الجبهة الديمقراطية، محمود خلف، أن "المستشفى لم يكن جزءا من إجراءات كسر الحصار التي تم التوصل إليها عبر مصر، ونتعامل معه كموضوع إنساني طبي دون أي خلفية سياسية".

ونوه أن "الهيئة الوطنية لم تكن جزءا من ترتيبات المستشفى، وعلاقتنا بالأمر أننا أبلغنا أن هناك مستشفى أمريكيا نقل من الخارج إلى غزة بسبب النقص في الخدمات الصحية التي يعاني منها القطاع"، لافتا إلى أن "الهيئة تتابع الموضوع، وفي حال ثبت أن هناك أهدافا سياسية ما، أو أنه يقوم بوظيفة غير العمل الصحي، سيكون لنا موقف آخر منه". وأوضح "لدى واشنطن مؤسسات مثل؛ "USAID" و "CHF" تقدم مساعدات إنسانية للقطاع، ولا مانع لدينا في هذا، ولكن دون أي ربط بقضايا سياسية معينة"، مؤكدا أن "طرح إقامة المستشفى كان كجزء من المساعدات الإنسانية القطاع، وليس كجزء من إجراءات كسر الحصار".

وأوضح القيادي في الجبهة الشعبية كايد الغول، أن "المستشفى الأمريكي هو نتاج تفاهمات جرت لوقف إطلاق النار، ونرى أن أهدافه تتجاوز حدود تقديم الخدمات الصحية، لأنه لو كان الهدف كذلك لجرى إمداد المستشفيات القائمة بالأجهزة والخبرات المطلوبة" وأضاف "ولكن في إطار محاولة تطويق القطاع باجراءات ومشاريع، ربما تستهدف تثبيت التهدئة، كخط محدد لعلاقة القطاع مع العدو عبر ما سمي بالتفاهمات".

ونوه أن "الجبهة أبدت رأيها الرافض لمثل هذا المستشفى، خاصة أنه خارج المنظومة الصحية الفلسطينية،". وحذر من أن "يكون هذا المستشفى عنوانا لتكريس وجود أجنبي يشكل حاجزا بيننا وبين الاحتلال، وربما يشكل مكانا لاصطياد بعض المناضلين".

واضاف: "الفصائل لم تجبر ولم تقرر بخصوص هذا المستشفى، ونحن لم نكن جزءا من هكذا قرار، مجددا التذكير بأن "المستشفى جاء في سياق التفاهمات التي حذرت الجبهة من تحولها إلى واقع يسعى له الاحتلال، لتكريس تهدئة طويلة الأمد، هو بحاجة لها لتعميق احتلاله".