رئيس الدولة وشيخ العشيرة … !!!

 زاوية سناء فارس شرعان

 

 العشيرةنموذج مصغر للدولة وان كانت اكثر بدائية ورئيسها يمارس مختلف اعمال رئيس الدولة وخاصة فرض الأمن وتطبيق القانونوالدول الحديثة وعندما نشأت كانت عبارة عن عائلة ومن ثم تطورت الى عشيرة قبل ان تتحول الى دولة حديثة كاملة الاركان … ما دعانا الى الحديث عن رئيس الدولة ورئيس العشيرة الاوضاع التي تعييشها لبنان من ثورة وغليان وانفجار احتجاجا على الاوضاع السياسية والاقتصادية والادارية والفساد الذي ضاعف مديونية الدولة اللبنانية بحيث بلغت مائة مليار دولار والتصرف الذي ابداه رئيس الدولة اسما ورئيس العشيرة فعلا ميشال عون الذي عليه ان يتصرف لانقاذ البلاد ما تعاني منه .

اولاوقبل كل شيء نؤكد ان العديد من رؤساء الدول المتخلفة ومن بينها الدول العربية يعتبرون زعماء عشائر ولا علاقة لهم برؤساء الدول … فرئيس العشيرة يسيطر على الاموال العامة ويضعها في رصيده بغض النظر عن اوضاع الشعب واحتياجاته الاقتصادية واوضاعه المعيشية وفي الوقت الذي يواجه فيه رؤساء الدول شعوبهم الثائرة التي تطالب بالحرية والديمقراطية وتحسين الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية بالحكمة والحوار الديمقراطي الهاديء الذي يدور بكل حرية واريحية نجد رؤساء العشائر الذين يواجهون شعوبهم بالحديد والنار والسلاح الكيماوي المدمر كما حدث في سوريا ولا يزال يحدث وفي العراق وفي ليبيا وكما حدث في مصر ويحدث في اليمن وفي لبنان الذي بلغ مرحلة متقدمة من الوعي الديمقراطي لم تحدث مجازر كما حدث في الاقطار الاخرى الا ان تعامل القادة والمسؤولين مع التظاهرات الاجتماعية على الاوضاع الاقتصادية والمعيشية لا تختلف عن تعامل رؤساء العشائر مع ابناء عشائرهم بعيدا عما يحدث في الدول الاخرى … فظهرت احتجاجات في فرنسا وبريطانيا الا انها لم تقمع بلا هوادة كما في الدول العربية

والرئيس اللبناني لم يختلف عن قادة العشائر في التعامل مع الازمة التي يعيشها لبنان بل ممكن القول ان الرئيس اللبناني وبعض قادة الاجنحة مثل حسن نصر الله ونبيه بري كانوا اهم الاسباب التي عمقت الازمة في لبنان ولم تساعد على حلها

فالرئيس عون كان ولا يزال معزولا عن شعبه والمحتجين والمتظاهرين في الشارع ولم يعمل على تحقيق اي مطلب من مطالب الثوار كل ما اراده هو ابعاد الشعب عن الشارع واخماد المظاهرات باي صورة والمحافظة على مناصبه ومناصب عائلته ضمن العشيرة اللبنانية … فمن الواضح ان صهره جبران باسيل الذي يهيئه لوراثته هو سبب المشكلة حيث يتعاقب على المناصب الوزارية في اي عهد وفي اي ظروف ما هيئه لسرقة المال العام وتدمير الاقتصاد اللبناني وعندما طالبت الجماهير اللبنانية باقالته واستبعاده من اي منصب ثار عون ورفض وقال بالامس بانه لا يجوز لاي احد ان يفرض فيتو على تعيين جبران باسيل في الحكومة التي يجري العمل على تشكيلها رغم ان باسيل غير مقبول سياسيا او اجتماعيا او اقتصاديا وغير مؤهل على الاطلاق والصلة الوحيدة التي تجمعه بالسياسة اللبنانية كونه زوج بنت الرئيس.

كما ان عون استفز اللبنانيين المطالبين بالتغيير وفضلهم بالهجرة خارج لبنان ويفضل ان يبقى هو وامثاله يحتكر الحكم فكثير من زعماء الاقطاع السياسي … ودافع عون عن حزب الله الخارج عن ارادة لبنان بل الحاكم بامره في هذا القطر من خلال السلاح الذي يملكه والمساعدات الايرانية التي تصل اليه باعتباره احد اذرع ايران القوية ومثل هذا الكلام ينطبق على نبيه بري رئيس مجلس النواب الذي يترأس حركة امل الشيعية

ان في لبنان شعب حرا ذا ارادة تغيير وتعمل على التطوير وعلى التقدم الا ان زعامته مثل عون ونصر الله وبري تعود في فرضيتها الى العصور الوسطى وقفت ضد اي تغيير نحو الافضل … !!!