طباخكم السياسي تنقصه الكفاءه،،،


خليل النظامي

بعد الانتهاء من عمليات الرصد والمتابعة للعديد من المطابخ والتوجهات الاعلامية في الاردن خاصة بعد اقصاء المحافظين عن المشهد السياسي المحلي وتولي الليبراليين - الذين يواجهون اختلافات وانقسامات فيما بينهم حاليا - قيادة الساحة السياسية والاقتصادية والاجتماعية المحلية، وجدت ان التركيز في الاعلام على الشباب لم يكن سابقا بالمستوى الذي عليه الان.

وهذا امر يسهل علينا كمراقبين معرفة القنوات التي تغذي هذه النقلة النوعية المحصورة بتركيز الاضاءات الاعلامية على عنصر الشباب، والتي اكاد اجزم ان لها علاقة بتمهيد ارضية جديدة بهدف انتاج رعيل سياسي جديد يواكب ويساعد تغييرات ستحدث في مرحلة مقبلة اصبحت ابرز ملامحها مكشوفة لدينا.

وقد تطرقت في مقال سابق تحدثت فيه عن فوضى المشهد السياسي التي اتوقع حدوثها بعد انتهاء عصر الديناصورات السياسية في الاردن والذي اوشك على الانتهاء، وعاودت السبب في ذلك الى ان الديناصورات القيدمة تم قطع "هرمون الخلفه -الانتاج- " عندها ولم تقوى على تفريخ جيل سياسي جديد يقود سفينة الاردن.

وتسلم الليبراليين قيادة دفة السفينة سهل الامر على الطباخ استنادا على الفكر والتحرر الذي يحملة التيار الليبرالي، والذي بنفس الوقت متعطش له معظم الشباب في الاردن بإعتقاده ان هذا سيسهل المهمة عليهم في عملية انتاج رعيل سياسي جديد.

ولكن الطباخ غفل عن قياس مؤشرات الحاجة والرغبة عند الشباب الاردني، وانعكاس ذلك على نجاح عميلة انتاج الرعيل السياسي، خاصة في ظل ازمة سياسية واقتصادية وارتفاع في نسب الفقر والبطالة وانغلاق فكري يعيشه الشباب حاليا في مختلف مناطق المملكة، اضافة الى التداخلات التي تأتيهم من الخارج والتي اشبعت بطريقة مباشرة حاجاتهم ورغباتهم ما جعلهم ينتهجون ويتبنون افكارا لم تكن موجوده في الاصل في الاردن.

المشكلة ان الليبرالين تيار يحترم ولكن يسيطر عليه في الاردن شخصيات معظمها منبوذه ولا تلقى اي اهتمام في الاوساط الشعبية، وهذا ما سبب ازمة في تنفيذ خطة الطباخ، ما جعلهم يعتمدون على عدد من الشباب والشابات الذين تم استخدامهم سابقا ابان الربيع العربي الفاشل وبعض من الشباب الذين يمتازون بالاعمال التطوعية والخدمات الانسانية والاجتماعية، بالتعاون مع عدد من وسائل الاعلام الجماهيرية وعدد من اساتذة الجامعات.

وكانت هذه العملية مكشوفة وواضحة لنا خاصة بعدما تم تكليفهم بنشر ثقافات التنمية السياسية والمشاركة الحزبية في صناعة القرارات والتوجهات الحكومية بين الشباب من خلال ورشات ومؤتمرات وندوات اقاموها في مختلف محافظات المملكة.

المشكلة كما اراها ان المؤشر الزمني للخطة التي وضعها الطباخ قريب جدا من وقتنا هذا، وبالمقابل، المعروف عن عمليات انتاج الرعيل السياسي تحتاج الى سنوات طويلة من التعليم والتثقيف والتوعية، اضافة الى انها تحتاج تشريعات تمنح العنان للأفكار والتوجهات والممارسات، وهذا للأسف غير موجود في مجتمعنا ولا في تشريعاتنا، حتى ان المظلات القانونية والتي نص عليها الدستور ومنحها كحق للمواطنين لم يقتنع الشباب المشاركة والانظاما لها بسبب صناعتها المحلية الرديئة والواضحه امامهم.

ما اود قولة لصديقي الطباخ،،

ان الوقت فد فاتك أيها الطباخ، والخطة التي وضعتها لتتوافق عملية انتاج الرعيل السياسي المنوي انتاجة مع تغيرات المرحلة المقبلة على الصعيد المحلي لن تنجح، لانها خطة بنيت على اساس خاطيء واداوتها التي مارست تطبيق بنودها مجرد ادوات مفرغة ليس لديها القدرة على السيطرة بالسرعة والدقة المطلوبة كونها تمتاز بالنقص الفكري والعلمي الشديد.

وعليه انا اقدم لك نصيحتي أن تعيد النظر في خطتك هذه، خاصة بالمؤشر الزمني اضافة الى معيار المشاركة السياسية وحاجته لتشريعات مبنية على اساس المساواة والحرية والعدل تمارس تحت مظلات قانونية حقيقية تستوعب افكار الشباب وتطلعاتهم وليس تطلعاتك انت وجماعتك، فهذا وطن وليس مؤسسة.