الاعلام والخارطة الادراكية !!!
نايل هاشم المجالي
كلنا يعلم ان الاعلام بانواعه ينبغي عليه ان يحمل بمضامينه وطياته ليحافظ على حضوره ، من حيث يتوفر لديه الحد الادنى من الاقناع ، وهذا يتطلب استراتيجيات وتخطيط وفكر وتوفير روابط معلومات لتضخ بشكل مستمر من مختلف المصادر بشكل علمي وممنهج ، ليبدأ التحليل والتقييم والاجتهادات الفكريه برؤى فكرية ، مما يطور الخيال الابداعي لنصل الى المتلقي بقالب جاهز للطرح والرسالة التي نريد ان تصل اليه بعناية ، في ضوء مجتمعات متحولة ومتغيرة يعتبر الكثيرين انها تنفست روح ورحيق الحرية ، وبالتالي لا بد من وجود بوصلة وطنية تحدد اتجاهاتنا في مختلف المجالات .
حيث ان النقد المجتمعي يسعى للوصول الى قاعدة متينة تسعى لرسم معالم الطريق ، يتعلق بالفكر والثقافة المسيطر على الشباب في طريق ضبابي حتى نتمكن من انارة الطريق الصحيح لهم حتى يسلكوه بشكل آمن ، فهناك مُثُل قيمية واخلاقية ومعتقدات وطموحات وسلوكيات مجتمعية ، اذن علينا ان نرسم خارطة ادراكية تحدد مجالات وعي الشباب وفق انماط شخصياتهم .
فالاعلام الصحيح بمثابة النظارة الملونة التي يرى افراد المجتمع العالم من خلالها ، وهي وعاء هويته ومصدر تماسكه ، اذن هناك تمازج فكري بين الاعلام بانواعه وفكر وثقافة الشباب وافراد المجتمع ، خاصة في المجتمعات المأزومة التي تعاني من الكثير من نقص الخدمات وضعف التنمية وحالات انسانية وفقر وبطالة والتي فيها مفاهيم عقلية خاصة .
ولا بد من توعية ابنائه سواء بذاته او بمحيطه حيث يشكل الاعلام نافذة يطل منها الفرد على كل نواحي الحياة العلمية والعملية والسياسية والاقتصادية والروحية للمجتمع ، ومنها تسجل القيم الاساسية التي تحكم السلوكيات وبصمات للواقع .
فهناك تمسك بجنسيته وثقافته التي نشأ وتربى عليها ، فثقافة العيب متأصلة والعمل الفني والمهني في كثير من المجتمعات ذو مفهوم متدني ، وعمل الفتاة محصور بقنوات محدودة والكثير الكثير التي يجب على الاعلام ان يعالجها ويواجه اي فكر تطرفي او فكر منحرف .
لذلك لا بد من وجود استراتيجيات اعلامية مقنعة تعايش وتحاكي الواقع بحقيقته ، وتعطي الحلول من التوعية والارشاد بشكل استراتيجي وممنهج وهذا نفتقر الية حالياً ، فالعالم اصبح قرية والكل يستمد ما في المجتمعات الاخرى من قيم ومباديء وسلوكيات ومهن مختلفة .
Nayelmajali11@hotmail.com