الدراسات الاستراتيجية يعقد ندوة حول جدل تطوير المناهج الدراسية

الأنباط -عقد مركز الدراسات الاستراتيجية - الجامعة الاردنية ندوة بعنوان "جدل تطوير المناهج الدراسية: تشخيص ومقترحات"، قدمت فيها ثماني أوراق عمل.
وقال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية الدكتور زيد عيادات إن المركز ينظم هذه الندوة من خلال منتدى السياسات العامة في المركز، بهدف إنشاء نقاش علمي متخصص وعام يتوصل المشاركون من خلاله إلى بناء وجهات نظر تساعد في التخطيط والتفكير للمناهج، كما تنتقل بالجدل العام إلى حالة تساعد المواطنين والمهتمين على الإحاطة بأبعاد الموضوع ومعطياته الأساسية.
وأضاف من أهداف الندوة أيضًا مساعدة صانع القرار على تصميم واتخاذ القرار بناء على أسس علمية موضوعية وإحاطة حقيقية بجدل الرأي العام وتفاعلاته.
وقدمت في الجلسة الأولى للندوة، التي ترأسها وزير التربية والتعليم الدكتور تيسير النعيمي وجاءت تحت عنوان "تطوير المناهج الدراسية: التشخيص والرؤية"، أربع أوراق عمل.
الأولى كانت لوزير التربية والتعليم الأسبق الدكتور عزمي محافظة بعنوان "رؤية المجلس الأعلى للمناهج"، والثانية لوزير التربية والتعليم الأسبق الدكتور إبراهيم بدران حول "المناهج الدراسية القائمة: التحديات والخلل"، والثالثة كانت لرئيس لجنة التربية والتعليم النيابية إبراهيم البدور وجاءت تحت عنوان "رؤية نيابية للمناهج"، أما الرابعة فكانت لأستاذ المناهج في كلية العلوم التربوية بالجامعة الأردنية، وعضو اللجنة الاستشارية للمجلس الأعلى للمناهج، الدكتور رمزي هارون بعنوان "الإطار العام للمناهج".
في حين أدار الجلسة الثانية، التي جاءت تحت عنوان "تطوير المناهج الدراسية: مقترحات وتوصيات"، الوزير الأسبق الدكتور عبدالله العويدات.
وقدم في هذه الجلسة نائب نقيب المعلمين الدكتور ناصر النواصرة ورقة عمل بعنوان "المعلمون والمجتمع والمناهج"، والدكتور ذوقان عبيدات والدكتور محمد المساد ورقة عمل تحت عنوان "تطوير المناهج: الضرورات والضوابط".
فيما قدم رئيس مجلس أمناء المركز الوطني لحقوق الإنسان الدكتور إرحيل غرايبة ورقة بعنوان "الرؤية القيمية لتطوير المناهج الدراسية"، وقدم عميد كلية الامير الحسين بن عبدالله للدراسات الدولية للدكتور محمد القطاطشة ورقة حول "المناهج التدريسية: حوار الداخل والخارج".
وقال مركز الدراسات الاستراتيجية إن المناهج الدراسية في المؤسسات التعليمية تشكل الركن الأساس والأكثر أهمية في العمليات التعليمية، إلى جانب المعلمين والمؤسسات التعليمية.
وأضاف المركز في بيان خلال الندوة، زادت أهمية المناهج الدراسية بفعل التطورات الكبرى في التكنولوجيا كالحوسبة والشبكية، والتي ألقت بظلال ثقيلة على العملية التعليمية وفلسفتها ورسالتها.
وتابع المركز كما زادت ضرورات مراجعة المناهج وتطويرها، بل وأيضا إعادة النظر في فلسفتها ورؤيتها المنشئة لتتفق مع التحولات الاقتصادية والاجتماعية الكبرى التي تغير اليوم وفي المستقبل في الأعمال والاحتياجات والأولويات للأمم والأفراد والدول.
وأوضح المركز ان أهمية رأس المال البشري تقدمت في التنمية والاقتصاد لتمثل الأولوية الأساسية في التنمية والإصلاح، كما تعرضت الأعمال والمهن والأسواق لتغيرات كبرى تفرض إعادة النظر في المناهج التعليمية لأجل إعادة تأهيل التلاميذ وفق المتطلبات والتحديات الجديدة، وتتيح الشبكية والتكنولوجيا المتقدمة اليوم فرصا جديدة في تطوير العمليات التعليمية ومنها المناهج بطبيعة الحال على نحو يقلل الكلفة ويمكن التلاميذ والمواطنين من التعليم الذاتي والمستمر، ويفعل دور الفرد والأسرة في المشاركة في العمليات التعليمية؛ ما يستدعي إعادة النظر في بناء وتوزيع المناهج التعليمية بما يتفق مع الأدوار والفرص الجديدة.
وأشار "الدراسات الاستراتيجية" إلى أن المناهج التعليمية في الأردن تواجه تحديات أخرى تخصها، إذ تظهر تقارير البنك الدولي ضعف قدرات التلاميذ على التحصيل وامتلاك المعارف والمهارات الضرورية لبناء رأس المال البشري، فالتحصيل المعرفي للتلاميذ يقلّ في مستواه عن عدد السنوات الدراسية.
كما تفتقر نسبة كبيرة من التلاميذ في السنوات الدراسية الأولى إلى المهارات الأساسية المفترضة، ولا تملك نسبة كبيرة من المعلمين الكفاءة الكافية لاستيعاب المناهج وتعليمها، وتتخرج نسبة كبيرة من الطلاب من الثانوية العامة بقدر من المعرفة والمهارات يقلّ كثيرا عن متطلبات العمل والدراسة الجامعية، حسب المركز.
وتتحول قضية المناهج بفعل الدور الجديد والمؤثر لشبكات التواصل الاجتماعي إلى قضية رأي عام تشغل اهتمام فئات واسعة من المواطنين، وتتداخل في ذلك الإشاعات والمصالح والآراء ووجهات النظر على نحو يعقّد الجدل الدائر في الموضوع، وربما يعوق فرصة العمل المؤسسي والعلمي لمراجعة وتطوير المناهج، لكنها حالة تمنح فرصة عظيمة لتحويل المناهج إلى قضية وطنية يشارك في الجدل حولها جميع المواطنين، كما أنها يمكن أن تكون أيضا ممارسة عملية في الديمقراطية والانتخابات، وإدارة وتنظيم المجال العام.
وحول موجة الاحتجاج والنقد حول المناهج الجديدة للصفين الأول والرابع في مادتي العلوم والرياضيات، اجرى مركز الدراسات الاستراتيجية استطلاعا للرأي حول الموضوع، والذي أظهر أن 37 في المئة يعتقدون بأن المناهج التدريسية في الوقت الحالي تتناسب مع قدرات الطلبة الفكرية والذهنية، في حين رأى 43 في المئة بأنها أعلى من مستواهم. وذكر 47 في المئة أن المناهج تتفق مع الثقافة والعادات والتقاليد الأردنية في حين أجاب 29 في المئة بأنها لا تتفق.
ويعتقد 39 في المئة من المجيبين بأن مناهج المدارس الخاصة أفضل من مناهج المدارس الحكومية، مقابل 28 في المئة يرون المناهج الحكومية افضل، في حين لا يرى 24 في المئة فرقا بين المدارس الخاصة والحكومية.
وذكر 63 في المئة أنهم يعرفون عن الاحتجاجات على المناهج الجديدة في حين أجاب 37 في المائة أنهم لا يعرفون، ومن بين الذين يعرفون أجاب 69 في المائة بأنهم يؤيدون المحتجين على المناهج الجديدة، وقال 77 في المائة من الذين يعرفون عن الاحتجاجات ان المحتجين هم من الأهالي، في حين قال 5 في المائة فقط إن المحتجين من المعلمين.
وقال 68 في المئة من المحتجين إن سبب الاحتجاج هو صعوبة المناهج، في حين يرى 8 في المئة إن سبب الاحتجاج هو مخالفة المناهج للدين والعادات والتقاليد. وطالب 65 في المائة من المحتجين بإسناد إعداد المناهج إلى وزارة التربية والتعليم.
--(بترا)