(العميد.......... ابا معن الحكيم)


احمد الحمود-
منذ أمد بعيد وانا أمني نفسي بالكتابه عن الراحل الكبير الاستاذ الكبير سليمان الحديدي (ابا معن)
رحمه الله واسكنه فسيح جنانه ولم يكن من السهوله بمكان الكتابه عن هذا الرجل وليس بالسهوله ايفاء هذه الشخصيه الفذه حقها.
بداية لا بد من التعريف للقارئ من هو سليمان الحديدي
ولد الفقيد الكبير عام ١٩٢٦ في مدينة السلط ودرس في مدرسة السلط وتخرج منها عام ١٩٤٢ ومن زملائه في الدراسه دولة الدكتور عبد السلام المجالي ومعالي صلاح ابوزيد والمرحوم ضياء الدين الرفاعي
التحق الفقيد بكلية الحقوق في الجامعه السوريه للعام الدراسي ١٩٤٣-١٩٤٤ وتخرج عام ١٩٤٦
ومن زملائه في دولة الشهيد هزاع المجالي ومعالي المرحوم عبد الوهاب المجالي ومعالي المرحوم محمد نزال العرموطي
حصل على دبلوم في القانون الإداري من كلية الحقوق بجامعة القاهره عام ١٩٦٤ اثناء وجوده كلاجئ سياسي هناك من عام ١٩٥٧.
كان من مؤسسي نقابة المحامين في نهاية عام ١٩٥٠ ولم يتعدى عمره ٢٤ عام
حصل عام ١٩٤٨ على رخصة اصدار صحيفه اسبوعيه باسم
(اليقظه)
منذ عام ١٩٥١ انتخب لعضوية مجلس نقابة المحامين سنه بعد أخرى حتى عام ١٩٥٧
اضطر لمغادرة الاردن عام ١٩٥٧ لأسباب سياسيه حتى عاد عام ١٩٦٥ بعد اصدار جلالة المغفور له الملك حسين بن طلال طيب الله ثراه عفوا عاما عن كافة المعارضين السياسيين
انتخب عام ١٩٦٧ لأول مره نقيبا للمحامين ثم تكرر انتخابه خمس مرات متتاليه حيث بلغت مدة اشغاله لهذا المركز من ١٩٦٧ ولغاية ١٩٨٥ صدرت خلالها اغلب التشريعات الاساسيه المتعلقه بتنظيم مهنة المحاماه
اشغل المنصب الوزاري لأول مره في وزارة دولة المرحوم عبد المنعم الرفاعي حيث تولى حقيبة وزارة الداخلية
اشغل منصب الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب لمدة تزيد عن ٢٥ عام وهو أيضا احد اعضاء مجلس الإمناء للمنظمه العربيه لحقوق الإنسان منذ تأسيسها
شارك بفعاليه رئيسيه في إعداد الميثاق الوطني الاردني
انتقل الفقيد الكبير إلى رحمة الله سبحانه وتعالى عام ١٩٩٣.
بعد هذه النبذه عن فقيدنا وفقيد الوطن عميد القانون عميد النزاهه
عميد الخلق عميد التواضع يأتي رأي المتواضع بمقام رجل أدين له بالكثير الكثير فقد رعاني وانا طفل أبلغ من العمر ١٣ عاما واكرمني وكأنني إبن من أبناءه
ثم تقدم بي العمر لأصبح شابا واعيا في فترة السبعينات والثمانينات حيث كنت ازوره على فترات وكان كما عرفته وانا طفل ذاك الرجل المتواضع الحنون الهادئ الحكيم الرصين
عندما كنت أقف بحاضرة هذا العميد كنت اتمنى والله العظيم ان اكون بنصف او ربع شخصيته
ابا معن كان رمزا للخلق عفيف النفس عاشقا للناس ولوطنه مدافعا عن فلسطين دفاعا لا يجاريه فيه احد الا قلة الصفوه
ابا معن لم يكن لاهثا وراء المال ولا الجاه ولا المناصب فهو اكبر واجل منها جميعها.
ابا معن لم يترك لانجاله الكرام ثروه يحسدهم الناس عليها بل ترك لهم ارثا في الخلق والكرامه والعنفوان يتمناها كل حر كريم
سامحني ايها الراحل الكبير اني أطلت في انصافك فوالله العظيم اقسم بجلال قدره انك في قلبي وضميري ووجداني منذ أن تعرفت عليك فمعرفتك شرف ووسام عالي الشأن اعتز بوضعه على جبيني فلمثلك ابا معن تقف الرجال لتنهل من ارثك ايها العميد
الى رحمة الله ايها الكبير داعيا الله سبحانه وتعالى أن يكرمك برحمته كما أكرمت الناس بعظيم خلقك