الحوار البناء يحقق تلاقح للافكار !!!
نايل هاشم المجالي
ان مصطلح الحوار يشير الى درجة من التفاعل والتعاطي الايجابي بين كافة الفئات وبين الحضارات وهو فعل ثقافي رفيع المستوى يؤمن بالحق في الاختلاف ويكرس مبدأ التعددية الثقافية والدينية ويؤمن بالمساواة وبناء على ذلك فان الحوار البناء لا يدعو الطرف المختلف الى مغادرة موقعه الثقافي او السياسي انما يدعو الى اكتشاف المساحة المشتركة حتى يتم بلورتها بشكل ايجابي حتى يتم الانطلاق منها مجدداً واذا ما اعتبرنا الثقافة عبارة عن عادات وتقاليد ومعتقدات المجموعات البشرية التي تمتاز بها ومستقرة معها او بمعنى آخر مجموع الاستجابات والمواقف التي يواجه بها شعب من الشعوب ضرورات وجوده الطبيعي في وطنه بما تحمله من عادات وتقاليد والحضارة تعتبر التجسيد العملي لتلك الاستجابات والمواقف وهي ايضاً مجموعة المفاهيم الموجودة عند مجموعة من البشر وما ينبثق عن هذه المفاهيم من اراء وافكار ونقد لقوانين او اجراءات وتعنى بطرح الحلول لتلك المشكلات التي تمس الشأن العام وتمس المواطن والتاجر والمستثمر وتصب في المصلحة العامة وهذا نشاط بشري صادر عن تدبير وفكر عقلي وتتجاوب مع مشاعر الانسان وعواطفه وحاجاته وتصوره للحياة وغاياتها فالحوار بين الاطراف يجب ان يحقق تلاقح الافكار والاراء لما فيه الصالح العام دون تغول طرف على الاخر وحتى يكون التفاعل ايجابي وامتزاج اجتماعي منضبط وروح الحوار عند كلا الاطراف يجب ان يستند على روح البحث والتقصي واستنفار الطاقات الفكرية لكل طرف وتحفيزها والانعتاق من الانغلاقفالفكر الحر والحوار البناء الذي يؤدي الى نتائج ايجابية وحلول منطقية سيؤدي الى نهضة حقيقية فالتحاور ينتج المعرفة الحقيقية وليس الانغماس في فكر منغلق او وجهة نظر واحدة منجبة للعقم ايا كانت خصوبة فكرتها لان هذا تصور احادي الجانب متمركز حول الذات ولا ينتج الا المحن وجدنا نتائجها في كثير من الدول والتي ادى التشبث بالرأي الواحد الى ازمات واحداث واضطرابات مع هشاشة الاطروحات ولا يجبان يكون هناك طرف يريد ان يجعل من الطرف الآخر تابعاً له وبطلان رأيه مما يؤدي الى خلق التصادم والتحيز الذاتي والهيمنة والتغول على مقدرات الاخر والحاق الاذى .
ولقد لاحظنا وعبر سنوات طويلة ان الكثير من الحوارات ما بين الحكومات المتعاقبة والمستثمرين المحليين سواء اصحاب الفنادق او المصانع وغيرهم كان ينتج صداماً ونتائج سلبية منها هروب العديد من الاستثمارات والصناعات الى دول مجاورة زادت من نسبة البطالة والدخل القومي للدولة من الضرائب والضمان وغيرها كذلك الحوار بين مختلف الوزارات واصحاب المصالح المرتبطة بها كان يقضي الى نتائج سلبية في غالبيتها مثل اصحاب المدارس الخاصة ورياض الاطفال بسبب التعليمات الجديدة والتي تتعارض مع مدارس ورياض اطفال انشئت منذ سنين طويلة الامر الذي سيؤدي الى اغلاقها وهكذا الحال ان لم يكن هناك حواراً هادفاً يؤدي الى مساحة مشتركة متفق عليها مرضية لكلا الاطراف دون الحاق الضرر المباشر بالآخر ودون تجني طرف على الآخر او التعامل بفوقية او ان طرفاً أقوى من الطرف الآخر ولو قمنا بمراجعة للاجتماعات السابقة لما ذكر اعلاه لعدة سنوات وقيمنا حجم الضرر والخسائر لوجدنا مدى انعكاسات الحوارات الغير مبنية على اسس فكرية ثقافية من اجل الصالح العام والصالح المشترك لذلك لا بد وان تكون حواراتنا ومناقشاتنا بين كافة الاطراف تفضي الى نتائج ايجابية مرضية لكافة الاطراف .