انطلاق ملتقى معان الاقتصادي في دورته الثانية

الأنباط - معان - اكرم البزايعة
بدأت امس أعمال "ملتقى معان الاقتصادي” في دورته الثانية " افاق التنمية المستدامة " والذي ينظمه مركز سطوع للاستشارات بالتعاون مع شركة تطوير معان برعاية رئيس مجلس ادارة شركة الفوسفات الاردنية الدكتور محمد الذنيبات وبحضور عدد كبير من الاقتصاديين والمستثمرين وذات العلاقة .
ويهدف الملتقى الذي شاركت فيه عدد من المؤسسات والشركات الوطنية وغرف التجارة في المملكة الى الترويج للخارطة الاستثمارية لمحافظة معان والتي أعدتها هيئة الاستثمار مع مراعاة التكاملية والتخصصية للمدن التنموية والصناعية وفقًا للميزة التنافسية لكل محافظة، بالاضافة الى الترويج لمزايا منطقة معان التنموية والحوافز والتشريعات والخارطة الاستثمارية ، وتحقيق مفهوم التكامل بين أطراف المثلث التنموي ( العقبة, معان, البتراء )، الى جانب التعرف على الربط السككي مع ميناء معان البري ودوره في تحسين النقل والإمداد والتوزيع والترويج لكل ما سبق من خلال جولة لوسائل الإعلام المشاركة في الملتقى.
وقال راعي الحفل الدكتور الذنيبات ان قوة البيئة الاستثمارية في المملكة جاءت بفضل حكمة القيادة الاردنية وبعد نظرها ووعي المواطنين، لافتا الى ما يتمتع به الأردن من نهضة تعليمية وعلمية وبمختلف التخصصات ، مؤكداً على وجود قوى بشرية اردنية كفؤة ومدربة في السوق تمتلك القدرة على التعامل مع المستقبل بكل رؤية ثاقبة ومهنية عالية، ما انعكس نهضة شاملة في مختلف القطاعات الوطنية يلمسها الزائر منذ لحظة وصوله للأردن.
وبين الذنيبات في كلمته في حفل افتتاح الملتقى ان البيئة الاستثمارية في محافظة معان تتمتع بمزايا حكومية واستثمارية متعددة جاذبة للاستثمار ، مشدداً على اهمية اعادة الثقة لابناء الوطن والمستثمرين بالخارج بما ينعكس على جذب المزيد من  الاستثمارات في الاردن وخاصة منطقة معان والتي تتمتع بمزايا استثمارية تبدا من البنية التحتية وقربها من الاسواق العالمية بالاضافة الى توفر المواد والخامات الطبيعية من ابرزها مادة والفوسفات وما ينتج عنها.
واكد الرئيس التنفيذي لشركة تطوير معان المهندس حسين كريشان ان منطقة معان التنموية تعكس رؤية جلالة الملك عبدالله االثاني حول أردن أكثر تقدماً وازدهاراً وتحقيق الرفاه لجميع أبناء هذا الوطن من خلال توفير فرص اجتماعية واقتصادية متكافئة تضيف حجراً في مسيرة بناء الأردن وعطاءه، حيث تسعى الشركة لتحقيق الرؤية الملكية وتعظيمها، مؤكداً ان مدينة معان تعد كنزاً وطنياً دفيناً ، فهي غنية بمصادرها الطبيعية ابتداءً من الطاقة الشمسية وانتهاءً بالثروة المعدنية غير المستغلة، وتأتي أهمية معان من جذور تاريخها الراسخ، وموقعها الاستراتيجي المتمركز في المنطقة وعلى مفترق الطرق ما بين الأسواق الاقتصادية المترامية في كل من السعودية والعراق وسوريا، كما أنها تعد محطة للحجاج والمعتمرين في طريقهم إلى الديار المقدسة، مما جعلها وجهة جذابة للمستثمرين وأصحاب المشاريع والزوار على حد سواء.
واشار كريشان ان منطقة معان التنموية اعدت خارطة استثمارية لمجموعة صناعات ذات مزايا تنافسية ومرتبطة بالثروات الطبيعية في معان مثل السيلكا ، الفوسفات ، الكاولين وغيرها، وتشمل هذه المشاريع مصنع للزجاج ، مصنع للعبوات الزجاجية ، السيلكا جل ، سيلكات الصوديوم والبوتاسيوم بالاضافة الى حامض الفوسفوريك عالي النقاء ، السماد المحبب ، بلاط السيراميك و ألواح الطاقة الشمسية، حيث يتوفر لهذه الفرص دراسات جدوى اقتصادية مبدئية متوفرة للمستثمرين.
وبين كريشان ان انشاء ميناء معان البري ووجود سكة الحديد سيساهم بتحفيز عجلة النمو الاقتصادي وتطوير وتعزيز منظومة النقل  وسيؤدي الى جلب المزيد من الاستثمارت عبر موانئ العقبة، ويساهم في سرعة مناولة ونقل البضائع من موانئ العقبة إلى ميناء معان البري، ويقلل كلفة النقل إضافة إلى أنه يشكل نقلة نوعيه لكافة القطاعات ويعزز الموقع التنافسي لمنطقة معان التنموية ستؤدي الى جلب المزيد من الاستثمارات، مؤكداً ان هذا المشروع يحمل في طياته العديد من الثمار التي سنشاهدها، ومن أبرزها تعزيز قدرة الاقتصاد الوطني والنهوض به من خلال تعزيز البنى التحتية ورفع سوية منظومة النقل وإحداث أثر تنموي في محافظة معان
وقال رئيس هيئة الاستثمار الدكتور خالد الوزني ان الهيئة ليست الجهة الوحيدة المسؤولة عن الاستثمار في المملكة بل هي مسؤولية مشتركة تحتاج من الجميع التعاون لجذب الاسثمارات المختلفة خاصة في محافظة معان ، مؤكداً ان الهيئة قامت بوضع خارطة اسنتمارية لكافة محافظات المملكة من اجل البحث عن الطاقات والامكانيات التي لازالت غير مشتغلة للاعلان عنها وترويجها استثمارياً.
وبين الوزني ان الاردن استطاع خلال الفترة الماضية من الارتقاء بالواقع الاستثماري مرتفعا اداؤه ثلاثة درجات بالتقارير الدولية الدولية الخاصة بالبيئة الاستثمارية وتشريعاتها، مشدداً ان المستثمر يحتاج بالاضافة الى المقومات والبيئة الاساسية الاستثمارية والتشريعات المميزة الى تقديم مشاريع تكون مقنعة وذات جدوى اقتصادية مضافة للاستثمار فيها.
وقال الوزني ان قانون الاستثمار الحالي الذي اقر قبل خمس سنوات بحاجة الى اعادة نظر لتحسين البيئة الاستثمارية وبحيث يتضمن بنودا واضحة وسريعة في الاجابة على استفسارات المستثمرين، مؤكدا اهمية التركيز على الترويج للاردن كفرصة استثمارية بشكل متكامل.
وتطرق الوزني إلى أهمية منطقة معان التنموية ودورها في تنمية المحافظة في مختلف القطاعات الاقتصادية، مبيناً أن منطقة معان التنموية تعمل على مجموعة من المحاور الهامة مثل، المجتمع السكني، والروضة الصناعية وواحة الحجاج والطاقة الشمسية ومركز تطوير المهارات.
واشار  الصحفي عماد عبد الرحمن في ورقة عمله دور الاعلام في تشجيع الاستثمار ان المطلوب من الاعلام في  هذا المجال، تخفيض الاعتماد على العمالة الاجنبية خصوصا في المناطق الصناعية المؤهلة والموجودة في معظم المحافظات الاردنية، والمساعدة في ايجاد صيغة لرفع الحد الادنى للاجور وبما لا يؤثر على تنافسية القطاع الصناعي الاردني، وفي نفس الوقت تغيير الثقافة السائدة بخصوص عدم إقبال العمالة المحلية على العمل في المصانع المحلية ، وحشد الرأي العام المحلي والاردنيين في الخارج، خصوصا في دول الخليج العربي،  لزيادة الاقبال على شراء المنتجات المحلية في الاستهلاك بما يزيد من تنافسية وقوة الصناعات المحلية ، والتوافق على ضرورة رفع رواتب العاملين في القطاع الصناعي اسوة بالقطاع العام.  
وتطرق عبد الرحمن الى تسليط الضوء على الاتفاقيات التجارية مع الدول الاجنبية وكشف الحقائق والبيانات المتعلقة بها  خصوصاً قيم التبادل التجاري والخلل في الميزان التجاري ، مثلاً بلغت قيمة الصادرات الاردنية  الى الاتحاد الاوروبي في عام 2017 حوالي 310 مليون دولار ، ووصلت وارداته الى نحو 5،4 مليار دولار في نفس العام، وهذا يظهر الخلل الكبير في الميزان التجاري، والذي لا يسلط  الاعلام فيه كثيرا على تواضع صادراتنا الى الاتحاد الاوروبي الذي دخلنا معه في اتفاقية التجارة الحرة مع الاتحاد الاوروبي ،أضف الى ذلك أنه رغم مرور أكثر من عامين على اتفاق تبسيط المنشأ الموقع بين الأردن والاتحاد الأوروبي فإن  6 مصانع أردنية فقط تمكنت من التصدير  إلى الأسواق الأوروبية من أصل 13 مصنعا تم تأهيلها من بين الشركات المتقدمة للاستفادة من
 الاتفاق.
وقال مدير عام الملتقى كايد تخاينة ان الملتقى يهدف الى توصيل رسالة اقتصادية لكل الباحثين عن فرص استثمارية ومساحات واسعة لمشاريعهم وصناعاتهم مفادها ان معان المدينة والمحافظة تفتح ذراعيها لاستقبالكم وتقديم كل ما يلزم من حوافز والتسهيلات من خلال شركة تطوير معان والتي وجدت لتكون البوابة الاقتصادية والاستثمارية في كل الاوقات لخدمة المستثمرين واصحاب المشاريع الحقيقية .
وشدد تخاينة على ان الملتقى يسعى إلى إيجاد إطار عمل مشترك بين كافة الجهات العاملة في منظومة الأعمال الاقتصادية والاستثمارية  للحصول على أكبر أثر من الجهود التي تبذلها كافة المؤسسات والشركات والوزارت  الداعمة من قطاعين عام وخاص والجامعات ومؤسسات المجتمع المدني والجهات المانحة نحو تعزيز التنميّة الاقتصاديّة.
وقال مساعد مدير عام المدن الصناعية معتز نمروقة " المدن الصناعية " تواصل جهودها الترويجية لجذب واستقطاب الإستثمارات لهذه المدن، مؤكدا وجود العديد من طلبات الإهتمام بالإستثمار في المدن الصناعية الجديدة والقائمة والتي يجري متابعتها من قبل الشركة لتنضم الى باقة الشركات المستثمرة في هذه المدن.
وتحدث ممثل غرفة صناعة الاردن احمد الكوفحي عن الصناعة وتحدياتها في الاردن كما تحدث في الملتقى ممثل غرفة صناعة عمان معتصم الجعفري عن اسواق التصرير والمهندسة سما العوران من المؤسسة الاردنية لتطوير المشاريع