‏ تحديات تعيق التعلم الإلكتروني.. ضعف البنية التحتية ونقص المؤهلين

الأنباط - لم يعد للتعلم الإلكتروني متسع في رحاب العديد من المدارس، فضعف تأهيل وتدريب المعلمين وضعف البنية التحتية والصيانة اللازمة للحواسيب، والانقطاع المتكرر للإنترنت، والحاجة الماسة لمختبرات إضافية تتناسب مع أعداد الطلبة في المدارس، تؤكد الحاجة الماسة لتحسين المنظومة التعليمية التكنولوجية بحسب خبراء ومختصين.
وبالرغم من توصيات مسح انتشار واستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مدارس المملكة والتي أعدتها وزارتا التربية والتعليم والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات (سابقاً) ومبادرة التعليم الأردنية، بضرورة تفعيل دور منظومة التعلم الإلكتروني في العملية التعليمية، إلا أن معلمين يشكون ضعف الأجهزة الحاسوبية وحاجتها للصيانة الدورية، عدا عن عدم كفايتها لعدد الطلبة، فيما يشكو آخرون انقطاع الانترنت وضعف تزويده للمختبر الحاسوبي، وعدم احتواء المناهج على اقراص تعليمية مدمجة. الدراسة المسحية دعت إلى تطوير المنظومة التكنولوجية والحرص على ديمومة صيانتها؛ لغايات تفادي المشاكل الفنية التي يعاني منها معظم المعلمين والطلبة، وتحديث المناهج المنشورة فيها بما يتناسب وحاجات الطلبة، وإيجاد آليات فاعلة ومستمرة لصيانة أجهزة الحاسوب في مختلف مدارس المملكة، وزيادة مختبرات الحاسوب في المدارس لتطبيق المناهج المحوسبة، وإعادة توزيع الحواسيب على المدارس بما يتناسب و أعداد الطلبة واحتياجاتهم التعليمية.
كما دعت الى حل مشكلة ضعف خطوط شبكة الإنترنت، وانقطاعها المفاجئ عن المدارس، وما يترتب على ذلك من بطء وتأخير في إدخال علامات الطلبة على موقع الوزارة، واستقطاب وإدماج القطاع الخاص في تنمية البيئة التكنولوجية المدرسية خاصة في المدارس الأقل حظاً، وتفعيل دور البريد الإلكتروني لتسهيل التواصل بين المعلمين والطلبة، ومع مركز الوزارة ومديريات التربية والتعليم والمدارس.
وزير الشباب والثقافة الأسبق، رئيس لجنة التربية في مجلس الأعيان سابقا الدكتور عبدالله عويدات أكد أهمية تفعيل التكنولوجيا في المدارس باعتبارها إحدى أهم الوسائل التي ترسخ المعلومة في ذهن الطالب، مشيرا الى أنها تسهم في الفهم السريع في مدة زمنية قصيرة تختصر الشرح والتفسير باستخدام الصوت والألوان والصور والحركة والإثارة والأشكال والتواصل المعرفي بين المعلم والطالب.
واعتبر أن تسخير واستثمار التكنولوجيا في التعليم أفضل طريقة للحصول على أجود عملية في التعليم، مشيرا الى ان التكنولوجيا ليست أدوات وإنما وسيلة للتفكير، وتؤثر على حواس الطالب وكيفية توظيفها بالشكل المناسب لايصال المعلومة اللازمة، على أن يرتبط الأمر بتأهيل وتدريب المعلمين.
وأشار إلى أن بالإمكان تدريب المعلمين الحاليين في أيام العطل خاصة العطلة الصيفية، والأصل أن يتم هذا التدريب والتأهيل قبل الخدمة، فالمعلم المقتدر أو المحترف يستطيع تدريب أقرانه من المعلمين.
الخبيرة والمستشارة التربوية عضو مجلس التربية والتعليم الدكتورة منى مؤتمن قالت ان استخدام التكنولوجيا والاتصالات في التعليم يوفر بيئة غنية وثرية ومحفزة لعملية التعلم، ويجعل من تقديم المحتوى التعليمي عملية ممتعة، مشيرة الى ان النوع المستخدم في المدارس هو (التعليم المدمج) الذي يدمج بين استراتيجية التعليم المباشر في الغرف الصفية التقليدية مع استخدام أدوات التعلم الالكتروني مثل الانترنت بوجود معلم مرشد وميسر وناصح وموجه ومساند وداعم للطلبة.
وأشارت إلى أن استخدام تقنيات الحاسوب الحديثة (ICT) يساعد في تطوير العملية التعليمية التعلمية لسهولة الوصول للمعلومات ومعالجتها بشكل تفاعلي، مبينة أن التقنية تمكن المعلم من تنويع الأساليب المستخدمة لشرح المعارف والمعلومات مثل الصور والفيديوهات والأفلام والرسوم المتحركة والمنشورات والعروض التقديمية التي بدورها تشد انتباه الطلبة وتسهل الوصول للمعلومة، وتشجع الطالب على تقبل الآخر من خلال المشاركة في المشاريع المختلفة وتشجيع التعاون الأكاديمي.
وأوضحت أن المعوقات في توظيف تقنية (ICT) في التعلم، يعود لمعوقات مادية وبشرية، فالبعد المادي مرتبط بارتفاع تكاليف توظيف التكنولوجيا، اضافة إلى ضرورة توافر التجهيزات اللازمة كالإنترنت والربط الالكتروني وأجهزة العرض واللوح الذكي، وضرورة توافر البرمجيات المناسبة، لدعم العملية التعليمية التعلمية في المجالين الإداري والتربوي.
أما عن المعوقات البشرية، تبين الدكتورة مؤتمن، ان الأمر يتعلق بعدم توافر القدرة لدى البعض على التعامل مع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بفاعلية ما يعيق إعدادهم لدروسهم بشكل فاعل.
الخبير التربوي الدكتور شفيق علقم اشار الى ضرورة توافر مختبر حاسوب في كل مدرسة وربط المدارس بشبكة انترنت، وحوسبة التعليم، وتطوير مراكز المعرفة لكل مدرسة وتوفير الدعم التكنولوجي لها.
ودعا الى ايجاد المدرسة الشاملة المزودة بالحواسيب والبرامج التعليمية التي تم اقتراحها سابق لكنها لم تر النور لغاية الآن، مؤكدا ضرورة توفير تسهيلات خاصة بالطلبة للقيام بعمليات البحث والاستقصاء وتطوير مهاراتهم، وإيجاد مراكز معرفة تتوفر فيها الكتب المحوسبة والبرامج والأشرطة والاقراص المدمجة بجميع انوعها، وشبكة اتصالات الانترنت بأقسامها المختلفة.
وأضاف، نحن بحاجة الى عقول مبدعة بعلم حقيقي مبني على سبر أغوار المادة، وعقول تتعامل مع المواد وتصنعها وتتعامل مع برامج التخيل الإبداعي والتقنية الحديثة، اضافة الى ردم الهوة والتباين بين مستويات الطلبة، مشددا على اهمية ربط التعلم بالحياة والعمل، وجعل الطالب محور العملية التعليمية التعلمية، فهو المقصود في استخدام تقنيات التعلم والتقنيات التربوية بجدارة، واستخدام استراتيجيات تنمية التفكير والإبداع.
ودعا الى جعل الغرف الصفية أمكنة لاستلهام وإثارة التفكير الإبداعي والنقدي، وإيجاد بيئة من التعلم والتعليم الفعَال المتمركز حول الطالب، بعيدا عن التلقين، مشيرا إلى أنه لا بد من تنمية التفكير النقدي والاستكشافي وحفز الطالب على البحث عن مصادر المعرفة وتطبيقها وتزويده بما يريد، وتوظيف التكنولوجيا لتنمية الإبداع.
وقال، نحن بحاجة إلى ثورة إصلاحية متكاملة على مستوى المناهج وطرق التدريس للحاق بالتطور التكنولوجي والاقتصادي العالمي.
--(بترا)