الفساد في بعض مؤسسات المجتمع المدني
د. عصام الغزاوي
صدقاً بت اخجل من الخوض في انتقاد اداء المؤسسات الحكومية او اتهامها بالفساد في الوقت الذي ارى فيه معظم مؤسسات المجتمع المدني وعلى رأسها النقابات المهنية التي كانت تطلق كل يوم شعارات ادانة الفساد ينخرها الفساد وسوء الادارة، النقابات التي تأسست في بداية الخمسينات بهدف تطوير المهن التي تمثلها والارتقاء بمستوى الأداء المهني للمنتسبين، إنشغلت بعض مجالسها في الخلافات السياسية والتناحر الحزبي على حساب اهتمامها بتنظيم المؤتمرات والندوات ودورات التعليم المستمر في مختلف مجالات التخصص، وتقديم الخدمات الاجتماعية مثل القروض ذات الفائدة المنخفضة، وخطط الإسكان، والتأمين الصحي، والرواتب التقاعدية لمنتسبيها مما ادى الى افلاس بعض صناديقها وتوقف بعضها عن تقديم خدماتها الاساسية، اليوم وبسبب الفساد في استثمار اموال الصندوق وسوء ادارة القائمين عليه لم تعد الايرادت تكفي لدفع الرواتب الشهرية للاطباء المتقاعدين مما ادى الى توقف صرفها من عدة اشهر، لذلك لا استغرب بعد ان اصبح حال الاطباء المتقاعدون كمن يستجدون المعونة الوطنية على ابواب مديريات التنمية الاجتماعية ان يقوموا بتنظيم احتجاج واعتصام امام نقابتهم التي خذلتهم، او ان يتقدموا بدعوى قضائية ضد مجلسها بتهمة هدر اموالهم اذا سمح القانون بذلك .