ندوة عن واقع وآفاق التعليم العالي في الاردن

الأنباط -قال خبراء ومتخصصون في قطاع التعليم العالي: إن غياب النص المتكامل الذي يحدد رؤية وسياسات التعليم العالي في الأردن كان سببا رئيسا في تراجع القطاع.
وأضافوا أن غياب النص في الرؤية والسياسات أدى إلى وجود ثغرات لم يتم إصلاحها، وتعقيدات حصلت تلقائيا مثل التسارع في أعداد الطلبة، وإنشاء الجامعات الخاصة، والعجز المالي، والبرنامج الموازي وإنشاء جامعات الأطراف، والتوسع المفرط في القبول والاستثناءات.
واكدوا أن قطاع التعليم العالي يحتاج إلى وقفة وجرأة لطرح الحلول، وتحويل ما هو متوفر من إمكانيات وموارد لفرص يمكن استثمارها لتجاوز المحن والتحديات للخروج من عنق الزجاجة.
وأشاروا إلى أنه بالرغم من قساوة الظروف التي تحيط بقطاع التعليم العالي إلا أن الآفاق المستقبلية له متوفرة، ولا بد من التفاؤل والابتعاد عن التشاؤم الذي يقود إلى مستقبل معتم، وتحويل ما حصل من فشل إلى فرص يتم استغلالها بالشكل الصحيح.
جاء ذلك في الندوة التي عقدتها الجامعة الأردنية اليوم الاربعاء، بالتعاون مع جماعة عمان لحوارات المستقبل بعنوان (التعليم العالي في الأردن: الواقع والآفاق).
وقال رئيس مجلس أمناء الجامعة الأردنية الدكتور عدنان بدران: إن المشاكل المادية والأكاديمية والإدارية واستقلالية الجامعات التي يعاني منها قطاع التعليم العالي معروفة لدى الجميع لكن لا جرأة في طرح الحلول لها.
وأضاف أن التعليم في الأردن اتسعت رقعته على مستوى الوطن من حيث انتشار المدارس والجامعات فيه، كما أن قطاع التعليم العالي نهض وتوسع أفقيا من حيث الدراسات العليا في مختلف المجالات إلا أن نوعية مخرجاته قد انخفضت ولم تعط حقها كما يجب.
وأشار بدران في حديثه عن آفاق التعليم، إلى ضرورة تعزيز الجهود وتكثيفها في تغيير وجهتنا في التعليم من خلال تأمين مخرجات تعود بمردود اجتماعي واقتصادي واضح تسهم في تنمية المجتمع والثروة الوطنية وللخروج من أزمة المديونية.
وقال الرئيس الأسبق لجامعة اليرموك الدكتور فايز الخصاونة: نعيش في غفوة على سردية تتغنى بمسيرة إنجازات الجامعات أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات، وتغافلنا عن الشيخوخة المبكرة التي وصل إليها قطاع التعليم العالي، مشيرا إلى تطورات جسيمة طرأت على هذا القطاع في الآونة الأخيرة.
وأضاف أن أول تلك التطورات التي حصلت وخصوصا العام الحالي هي التشكيك في اعتماديات الجامعات الأردنية والتي كان رد فعل الحكومة الأردنية عليها متهاونا وكأن شيء لم يحدث، وثانيها التضخم المفرط في قبول أعداد الطلبة في الجامعات.
وأشار الخصاونة إلى أن هناك توجها غير معلن لتقليص الابتعاث في تأهيل أعضاء هيئة التدريس، موضحا أن كل تلك الأمر حصلت في ظل استراتيجية وطنية لتطوير الموارد البشرية، وهي معتمدة رسميا ويفترض أن تخضع لمتابعة حثيثة على أعلى المستويات.
وأكد أن ما حصل كان له أسباب أهمها ضبابية النص الذي يحدد رؤية قطاع التعليم العالي ما أدى لحدوث تعقيدات وإشكالات، مشيرا إلى فقداننا للتوافق الذي كان سائدا بين الأسرة الأكاديمية حول الرؤية والنصوص والسياسات.
وقال رئيس الجامعة الأردنية الدكتور عبد الكريم القضاة: إننا نحتاج إلى منبر ثقافي تنويري يعبر عن صوت الوطن، وبحسب المفهوم العالمي فإن الجامعات هي خزان للفكر الذي يخرّج أجيالا في مختلف التخصصات تسهم في بناء ورفعة هذا الوطن.
واشار إلى أن هذا اللقاء الذي يعقد في حرمها هو خير مثال على تمازج الأفكار والمقترحات للوقوف على قضايا الوطن وهمومه والبحث عن مخرجات لها.
وبين رئيس جماعة عمان لحوارات المستقبل بلال التل: إن للتعليم أولوية لا تتقدم عليها أولوية أخرى لدى جماعة عمان وخططها وإسهاماتها للنهوض بالوطن والذي يشكل النهوض بالتعليم مدخله الرئيس.
واشار إلى جملة الإنجازات التي تحققت في هذا الشأن، منها فريق التعليم الذي تشكل أول الفرق من جماعة عمان، وأول مبادرتها (مبادرة النهوض بالمعلم) بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، والبيانات التي أصدرتها وتتناول سبل إصلاح التعليم، وأيضا الإعداد لمشروع وطني متكامل لإصلاح قطاع التعليم العالي في الأردن.
وقال عميد شؤون الطلبة الدكتور محمد الزيود: إن هذه الندوة تأتي ترجمة للتعاون البنّاء بين الجامعة الأردنية وجماعة عمان لحوارات المستقبل، للحوار حول العديد من القضايا والتحديات التي تواجه مختلف القطاعات التنموية واقتراح الحلول العلمية لها في إطار تكاملي تشاركي يعزز العمل والإنجاز ويبتعد عن السلبيات وجلد الذات.
--(بترا)