العرب يباركون لتونس رئيسها المتواضع ويتمنون استنساخ تجربتها

 الانباط - وكالات

يحتفل الناشطون العرب على مواقع التواصل الاجتماعي منذ مساء الأحد بفوز المرشح قيس سعيّد في الانتخابات الرئاسيّة التونسيّة، وبالمثال الديمقراطي الذي برهنت عليه تونس كنموذج عربيّ واعد.

هو رجل الصرامة و"النظافة" في نظر فئة واسعة من التونسيين، والناشطين العرب الذين احتفلوا بعد فوزه بكونه مستقلاً، "ابن الطبقة الوسطى، المتحدث الطليق بالعربيّة الفصحى والمدافع الشرس عن القضيّة الفلسطينيّة".

وفاز أستاذ القانون الدستوري قيس سعيّد (61 عاماً) المتخرج من الجامعة التونسية، والذي يسكن منزلاً في منطقة اجتماعية متوسطة ولم يتجاوز مقر حملته الانتخابية مكتباً متواضعاً وسط العاصمة، بنسبة 76.9% من الأصوات، بحسب نتائج سبر الآراء.

سعيّد نافس المرشح عن حزب قلب تونس نبيل القروي، الذي تمّ توقيفه بتهم متعلقة بالفساد وتبييض الأموال، وحامت في الآونة الأخيرة شكوك حول علاقته بشخص يدعى محمد بو دربالة وشركة الضغط الكندية Dickens and Madson التي يمتلكها ضابط سابق في الموساد الإسرائيلي.

ناشطون عرب من مختلف الجنسيات، عبروا عن فرحهم بفوز سعيّد، وبالديمقراطية التي شهدتها الانتخابات التونسيّة والتي أفرزت رئيساً من خارج السلطة الحاكمة من بعد ثورة 2011.

وسوم #تونس و#قيس_سعيد و#تونس_تنتخب لاقت تفاعلاً كبيراً على مختلف منصات مواقع التواصل وكانت ضمن الوسوم الأكثر تداولاً في العديد من الدول العربية.

ولفت نظر الناشطين بشدة التمويل البسيط للحملة الانتخابية لسعيّد، وتبنيه نهجاً تقشفياً في إدارة حملته الانتخابية، واعتماده على المتطوعين من مؤيديه، ورفضه الدعم المالي الذي تقدمه الحكومة للمرشحين.

تشَدُّد سعيّد في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وتمنيه في أوّل كلمته له بعد فوزه أن يرفع العلم الفلسطيني إلى جانب التونسي خلال احتفالات أنصاره، موقفين شهدا ترحيباً كبيراً على مواقع التواصل. وهتف المحتفلون بفوز قيس سعيد في شوارع العاصمة التونسية "الشعب يريد تحرير فلسطين" و"فلسطين حرة حرة الصهيوني على برا"، كما رفعوا الأعلام الفلسطينية.

الناشطون اعتبروا أنّ سعيّد يقدم نموذجاً للرئيس العربي الرافض للتطبيع مع الاحتلال بشكل قاطع، في وقت تتجه العديد من الدول العربية إلى التطبيع دون الاكتراث بمواقف شعوبها الرافضة.

وشكر الفلسطينيون خاصة، الشعب التونسي على دعمه الدائم لقضيته المحقة ضد الاحتلال الإسرائيلي، موجهين تقديرهم ودعمهم المطلق للتونسيين في مسارهم الديمقراطيّ.

كما بارك الناشطون العرب لتونس بانتخاباتها الديمقراطية وبفوز المرشح المستقل قيس سعيّد الذي اتخذ من عبارة "الشعب يريد" شعاراً لحملته، متمنين تطبيق الديمقراطية نفسها في بلادهم، بإجراء انتخابات نزيهة وفوز مستقلين بعيدين عن الأحزاب المتحكمة في السلطة.

ويعتبر النموذج التونسي اليوم فريداً وملهماً في العالم العربيّ وللشعوب العربية المعانية من أزمات اقتصاديّة كبيرة وحروب خانقة، ومن أحزاب رأى الناشطون أن غالبيتها لا تمثلهم وتتحكم بالسلطة لمصالح ضيقة.