الثقب العاطفي
بلال العمري
أنت شيءٌ آخر ، شيءٌ لا يتحجم بسهولة .
شيءٌ يزرع في القلوب كالوصايا .
حتى الكمال لا يستطيع أن يرتب نفسه كالأبجدية اذا حاول أحدهم الإنتقاص منك .
حتى حين أستذكرك أتوضأ بدموعي وأستغفر الذكريات الغاضبة وأستسمح النحو بالكمال بأنك الضمير المنفصل وهو الاستعارة ...
أنت بوصلة النساء ولا أستطيع أن أضع قلبي بغير قلبك .
علميني كما كيف جعلتني أبرُدُ اظافرك وأُقلّمها كما أفرّع الورود ، ويديك تنبضُ بكفّي كما ينبضُ الحنين عند نومي .
علميني كما قلبي يكتبك بكل خفقة شوقٍ وقصيدة
فيستعير عقلي النجوم من السماء لتكون على مقربة منك.
قد نتغاضى عن بعض المراتب بإقاف التفاضل حتى تبقين أنت بالإستثناء وليكن بعدها أيُ شيء.
حاولي ان تمسكين الكمّ من حركات جفونك ، فأنت لا تعلمين صعوبة إسترداد قلبي بعد ذلك...
قد أعضُّ على روحي حين أقترب من نهاية يومي معك
حيث لا تهدأ من خلع نفسها حين تشرقين وتغيبين .
قد يترافع الحُب حين تحمليه وتوصفيه وتمسكيه وتهذبي ضجيجه ، فيصبح بأثرك حب بلا نواميس .
فأكتبي عني ما تبقى من غدٍ ، فالأمس بات ضريراً يدّلُ طريقهُ ضرير ،
واليوم عقيم وأنا الكامل المنقوص ، والعدم الممتلئ ، والمنسي الموجود ، والمهتم به والمستغنى عنهُ...
رموز تفكك بالعطور ولغات محكية ومحكاة بالعيون.. ومتعبٌ منك في بواكير الزاجل العائد ،
ومنهك منك في خواتيم الرسائل المبللة ،
رحمة بالسفن المبحرة نحوك إبدئي بقدميك على موانئي .
وأصغي لفمي المغلق وعزفه على الحرير.
فإذا إستشرى الولاء العاطفي ،وصار هو الملاذ الوحيد ،
يصبح قتل المحب أيسر من قتل بعوضة ولو كانت تنتج الحرير....