عقل: عدم تأثر الاردن بتقلبات سعر النفط العالمية يعود الى اعتماده على ضريبة تكلفة المنتج.


هل انتقل الثقل النفطي من دول اوبك إلى الولايات المتحدة ؟

عايش: العالم لم يعد يخشى ازمة نفطية جديدة بسبب تغير موازين القوى المنتجة.

الانباط – عمان – زمن العقيلي

تأثير المناكفات السياسية والصرعات الدولية على طلب النفط جعلت اسعاره تتأرجح ما بين ارتفاع وانخفاض ، فبين الحين والاخر يشهد العالم احداثا وتصعيدات سياسية تجعل اسعار النفط بعيدة عن الاستقرار.

وغالبا ما تحتل منطقة الشرق الاوسط موقع الصدارة بكمية المناوشات السياسية ذات التأثير المباشر على الواقع الاقتصادي بشقيه العالمي والمحلي.

الا ان تلك الارتفاعات والانخفاضات المتواصلة على اسعار النفط لم تمنع من محافظة الاردن على ابقاء اسعار المشتقات النفطية ضمن اطار محدد.

وفيما يتعلق بأسعار النفط وتقلباتها اشار الخبير بالشأن النفطي هاشم عقل قائلا: اليوم اصبحت الولايات المتحدة الامريكية هي المنتج رقم واحد فيالعالم فهي تنتج حاليا ما يقارب 12 مليون برميل يوميابالاضافة الى كمية كبيرة من الغاز الطبيعي وبالتالي اصبحت لاعبا رئيسيا في الطاقة العالمية .

اما ما يخص اسعار البترول فهي لم تعد تتأثر بالازمات العسكرية والسياسية والاقتصادية كما في السابق ، ومثالا على ذلك الازمة الاخيرة بين ايران والولايات المتحدة الامريكية حيث ارتفعت اسعار النفط لمدة يوم واحد فقط .

كما اكد عقل انه من المتوقع خلال عام 2020 سيكون سعر برميل النفط يتراوح ما بين 52 دولارا الى 60 دولارا ولن يتجاوز تلك القيمة .

وهذا يعود للكثير من الاسباب منها تحول الكثير من المستهلكين للغاز الطبيعي بدل البترول.

كما انه خلال العشر سنوات القادمة سيكون المسؤولين عن ادارة ملف الطاقة عالميا هم كلا من روسيا، والولايات المتحدة، وقطر،لانهم الدول الاكثر انتاجا للغاز الطبيعي ، والذي من المتوقع ان يكون هو مستقبل العصر بدلا من البترول . وذلك للامتيازات التي يملكها ومنها فعاليته العالية وعدم تسببه بالتلوث البيئي اضافة الى عدم دخوله بعمليات تكرير عديدة اثناء انتاجه.

ويؤكد ايضا الخبير بمجال النفط هاشم عقل بأن الاسعار لم تعد تتأثر بالارتدادت العسكرية والسياسية، وخاصة ان كانت مجرد ازمات مفتعلة كما حدث ما بين امريكا وايران والتي كانت اقرب لكونها زوبعة داخل فنجان. وذلك واضح من خلال الاقوال والتصريحات المتناقضة ما بين الطرفين .

وبخصوص ما يحدد فعلااسعار البترول تعتبر نسبة النمو الاقتصادي العالمية هي المؤثر الاكبر بالاضافة الى الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة كون الصين هي ثاني اكبر مستهلك للبترول في العالم .

كما ان التزام الدول الاعضاء بمنظمة اوبك لهم دور كبير في تحديد اسعار النفط حيث لا تلتزم بعض الدول بالحصة المقررة من انتاج النفط واللجوء الى زيادة انتاجهم طلبا للسيولة المالية، وحتى انتشار المركبات الكهربائية في الفترة الاخيرة ساهم هو الاخر في انخفاض الطلب على البترول حيث من المتوقع ان يصل عدد المركبات الكهربائية في العام 2026 الى 26 مليون مركبة .

وفيما يتعلق بنسبة الارتفاع والانخفاض على اسعار البترول في الاردن وعدم تأثره المباشر في تقلب اسعارالنفط يرى عقل ان الحكومة الاردنية اعتمدت بضريبتها المقطوعة على المشتقات النفطية على تكلفة المنتج وليس على سعر المنتج عالميا.

ولهذا اصبح دخل الحكومة من ضرائب البترول ثابتا ولا يتأثر بسعره العالمي ، وهذا يعتبر نوع من الشفافية تبتعد فيها الحكومة عن اي تكهنات واتهمات.

وبهذا الشأن ايضا كان للخبير الاقتصادي حسام عايش اشارة عن تلك الزيادة السعرية للنفط ومشتقاته قال فيها: انه وان فرضنا ان وتيرة الاسعار عادت الى صورتها الطبيعية في الربع الرابع، فإن ما حدث من ازمة رافقة احداث الاعتداء على ارامكو السعودية اثبتت ان العالم لم يعد يخشى من صدمة نفطية جديدة.

فالنفط الايراني خارج السوق تقريبا والنفط الفنزويلي تراجع بصورة كبيرة وانتاج النفط الليبي متذبذب ومع ذلك العالم استطاع ان يتكيف بسرعة كبيرة مع ازمة ارامكو الاخيرة، وهذا يعني ان الثقل النفطي انتقل بسرعة كبيرة من منطقة الخليج بشكل خاص واوبك بشكل عام الى الولايات المتحدة الامريكية التي فاقت السعودية وروسيا بالانتاج النفطي .

ويضيف عايش ان الولايات المتحدة اليوم يفوق انتاجها 12 مليون برميل والعالم يتوقع ان تصل بأنتاجها اليومي الى 17 مليون برميل خلال عام 2021وهو ما يساوي انتاج السعودية و روسيا معا. ونستطيع القول ان الولايات المتحدة الامريكية والدول المنطوية تحت منظمة الطاقة الدولية هي الاكثر استهلاكا للانتاج اليومي كما ان هذه الدول لديها مخزون استراتيجي وبالتالي هي قادرة على التعويض مباشرة.

ويؤكد عايش ان ارتفاع اسعار النفط ارتفاعا سريعا له علاقة بالمضاربين وليس فقط المستهلكين .

وتراجع حجم التجارة الدولية والحرب بين امريكا والصين التجارية مرشحة بالتراجع ومع تخفيضات اوبك فأن العالم المستهلك الكبير للنفط ما عاد يتأثر كما هو في السابق .

.