هيكلة الحشد الشعبي في العراق … !!!

 زاوية سناء فارس شرعان

 

 الحشد الشعبي في العراق كان مثار جدل ونقاش محتدم منذ ان بادرت المرجعية الشيعية الى الدعوة لانشائه وتنظيمه للتصدي للتنظيم الارهابي«داعش» لدى غزوه للعراق بعد ان اجتاح سوريا مستغلا الفوضى التي انتابت العديد من الاقطار العربية اثر اندلاع ثورات عام ٢٠١١ في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا والعراق للاطاحة بالانظمة القائمة واستبدالها باخرى اكثر عدا وديمقراطية وتعددية وتكريسا للحريات العامة وحقوق الانسان فبدلا من ان تكون فصائل الحشد التي تربو على ٨٠ فصيلا من الارهاب اصبحت هذه الفصائل تتسابق لخدمة ايران وتحقيق اهدافها في التصعيد لاعدائها سواء من الدول العربية او الدول الاوروبية التي لا تتسق سياستها مع السياسة الايرانية … ونسيت الغاية التي انشئت من اجلها في محاربة داعش والارهاب.

ومع القضاء على تنظيم داعش وانهاء وجوده في سوريا والعراق كما تقول الادارة الامريكية تحولت فصائل او ميليشيا الحشد الى بنادق ايرانية توجه لصدور اعداء ايران من القادة الذين يعارضونها … كما انتشرت فصائل الحشد في الارض العربية للدفاع عن مصالح ايران وتحقيق اهدافها فيتجييش الجيوش لها وتجنيد المقاتلين في صفوفها وتدريب المجندين كما هو الحال مع حزب الله الذي تحول الى دولة داخل الدولة اللبنانية يمارس سياساته المؤيدة لايران في وضح النهار ما اثار دول الجوار العربي والدول الخارجية التي تعادي ايران على لبنان الذي لم يعد قادرا على كبح جماح حزب الله او نزع سلاحه الذي يستخدم في سبيل ايران ومصالحها الحيوية.

الحشدتحول الى جيش رديف الى ايران يدافع عن مصالحها ويعادي من يعاديها في العراق نفسه الذي يطالب الحشد بان يكون في خدمة ايران ويمكنها من مواجهة الحصار الامريكي وكذلك لبنان للتغلب على الحصار وتجاوزه.

الحشد الشعبي نشر عشرات الفصائل على جميع ارض العراق وخاصة في المحافظات السنية وخاصة في المحافظات التي تم تحريرها من داعش وهي المحافظات السنية في وسط وشمال العراق مثل الانبار وديالي وصلاح الدين ونينوى وقد اصبحت قواتها عبارة عن معسكرات تستخدم للدفاع عن ايران ومواجهة اعدائها خصوصا ما وضع الادارة الامريكية الى اقامة العديد من القواعد العسكرية وخاصة القواعد الجوية لمواجهة اي هجمات قد يشنها الحشد على القوات والمصالح الامريكية وبعد ان تفاقمت الهجمات التي تعرضت لها مقار الحشد ومخازنه ومستودعاته المعبأة بالاسلحة تعرضت مسعكرات الحشد للعديد من الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ ما الحق اضرارا فادحة بمخازن الحشد ومستودعاته من السلاح بحيث وجهت اصابع الاتهام الى امريكا واسرائيل واخرى تقول لا ادلة لديها من اتهام امريكا وهي الموقف الذي اتخذته الحكومة العراقية.

الحكومةالعراقية قامت مؤخرا باعادة هيكلة الحشد الشعبي الذي تعتبره جزءا لا يتجزأ من القوات العسكرية الامنية بحيث تتضمن هذه الهيكلة الغاء منصب الامين العام للحشد الشعبي الذي يتبوأه ابو مهدي المهتدي الذي يخضع خضوعا مباشرا لايران ويأتمر باوامرها الذي سبق ان اتهم امريكا واسرائيل بشن غارات على معسكرات الحشد ومستودعاته وتدمير ما تحويه من سلاح فيما نفى الامين العام للحشد فالح الفياض تصريحات المهندس ووصفه بانه لا يمثل الحشد الشعبي من قريب او بعيد ما يعيد حرية الحركة والتصرف لامين الحشد الفياض.

اعادة هيكلة الحشد تجنب الحكومة الاحراج والاختلاف بين امين الحشد ونائبه وهو اما ينسجم مع سياسة الحكومة في السيطرة على اجهزة الامن والجيش والشرطة وتوحيدها خاصة وان رئيس الحكومة هي القائد العام للقوات المسلحة وبالتالي قائد الحشد الشعبي…!!!