عصفور يحاضر عن العلاقة بين العلم والفن في منتدى الرواد الكبار

الأنباط -قال عميد كلية الفنون والتصميم بالجامعة الاردنية الناقد الفني الدكتور مازن عصفور إن النقاش حول "العلم والفن"، لم يكن امرا جديدا رغم تبلوره بصورة حاسمة منذ انطلاقة عصر النهضة في القرن الخامس عشر وإن الفن والعلم لعبا عبر الحضارات المختلفة أدواراً مهمة في تشكيل الثقافة وإخصاب الرؤى الفنية وانعاش خيال الإنسان الابداعي بمختلف مراحل تطوره التاريخي والاجتماعي والثقافي.
واكد عصفور في المحاضرة التي أدارتها المستشارة الثقافية للمنتدى القاصة سحر ملص مساء أمس السبت في منتدى الرواد الكبار بعمان على العلاقة بين العلم والفن فالإنسان منذ بدايات العصر الحجري تحاور مع العلم حتى قبل حواره مع الدين والفلسفة في الحقب اللاحقة، وتمثلت اولى أشكال حواره بمحاولاته الفطرية لصناعة ما كان يحتاجه من أدوات صيد بدائية للدفاع عن حياته وتأمين قوته ووسائل عيشه، الذي حثه على التكيف مع حاجاته الحياتية الجديدة وعلى التفكر بتطوير أدواته.
وتابع انه مع بدء دخول الانسان القديم المراحل الزراعية الأولى، باتت حياته واستمرارية وجوده لا تقتصر على صناعة الأدوات البدائية الدفاعية فحسب، بل صناعة ادوات تلبى حاجاته الزراعية، كأدوات حرث الأرض التي يتطلب صناعتها مهارة يدوية ومعرفة بالخامات وتطويعها.
واشار عصفور الى أن علماء الاجتماع ومؤرخي الثقافة أمثال الكندي مارشال ماكلوآن والإيطالي ريناتو باريللي وغيرهما اعتبروا ان البحث عن تلك الادوات البدائية وابتكارها، هو بمثابة البذور الأولى لتشكل معنى "الثقافة" (Culture) بشقيها الإنساني والعلمي باعتبار ان مصطلح "ثقافة" اشتق لغويا من معناه الزراعي الأصلي.
ورأى ان مصطلح "ثقافة" توسع ليصبح فيما بعد طبقا لهؤلاء الباحثين يشمل بمعناه الاوسع مختلف الممارسات والسلوكيات والمعرفة البشرية بشقيها المادي العلمي (كالعلوم الطبيعية والرياضية وغيرها) والمعنوي الإنساني (كالفلسفة والفنون وغيرها).
وتحدث عصفور عن شمولية معنى الثقافة مبينا أن العلم تحاور مع فنون الحضارات المختلفة حوارا تفاعليا خصبا اسهم في انعاش الخيال الفني الإبداعي وفي تشكيل الرؤى والأساليب الفنية عبر العصور.
--(بترا)