أم تعيش رهاباً من الطعام تعيش على شطائر الجبنة فقط منذ 30 عاماً
تعيش أمٌ لطفلين من خوف كبير من الطعام، جعلها تعيش على حمية غذائية من شطائر الجبن، منذ نحو 30 عاماً، بعدما باءت محاولة علاجها بالفشل مراراً وتكراراً.
وأحجمت آبريل غريفيث (29 عاماً) عن تناول أيّ شيء، عدا شطائر الجبنة في الإفطار، أو الغداء أو العشاء منذ أن كانت طفلة، وخضعت للكثير من جلسات التنويم الإيحائي، في محاولةٍ للتغلب على خوفها من الطعام، لكن ظل هوسها موجوداً، بحسب ما ذكرته صحيفةMirrorالبريطانية، اليوم الإثنين 16 سبتمبر/أيلول 2019.
شعور بالاختناق
وتقول آبريل، المقيمة في مقاطعة وارويكشاير الإنجليزية: «في كل مرةٍ أحاول تجربة شيءٍ جديد، تنتابني نوبةٌ من الهلع، ويبدأ جسدي كله في الارتجاف، وأتوتر للغاية. يُرعبني الخوف من الاختناق، ومن تجربة قوام أكلٍ مختلف».
وأضافت: «مع أنَّي جربت تناول قدر حبة بازلاء من الأرز، أو المكرونة، أو الخضار، لكنَّني لم أستطع أبداً بلع أيٍ من ذلك دون تقيُّئه. بات مُحرجاً لي جداً الخروج لتناول الطعام مع أشخاص جدد؛ إذ يتوجب عليّ دائماً تفسير سبب طلبي شطيرةً من الجبن، وعادةً ما يُصبح ذلك الموضوع حديث الجلسة».
وأردفت مُتحدِّثةً عن علاقتها بشريكها: «حين قابلت شريكي لي كندال (34 عاماً) لأول مرةٍ منذ تسع سنوات، توجَّب علي تحذيره مسبقاً من خوفي من الطعام لأُعفي نفسي من الحرج في موعدنا الأول. واخترت مطعماً فخماً ذهبت إليه من قبل، ولم تكن لديهم مشكلةٌ في أن أطلب طعامي المعتاد».
وتابعت: «نظراً لأنَّني خرجت لتناول العشاء من قبل وطلبت الجبنة، لكن طلبي كان يُقابل بالرفض، وهو ما كان موقفاً محرجاً. واعتاد لي أن يحاول دائماً، وأن يُشجعني على تناول شيءٍ جديدٍ. لكن الأمر محال، وأعتقد أنني سألزم هذه الحمية ما حييت».
وأكملت آبريل الحديث عن مُشكلتها قائلةً: «لقد مللت شطائر الجبنة، وحتى بعد سنواتٍ من العلاج، ما أزال غير قادرةٍ على تجاوز خوفي. أحياناً أتناول شطائر الجبن بالخبز المحمص، لكن يتوجب عليّ تناولها والجبن ساخن؛ لأنَّني لا أستطيع بلعها حين يبرد الجبن ويتغير قوامه».
جلسات تنويم إيحائي
ويبدو الأمر سخيفاً بالنسبة لـ آبريل، لكن حين يكون الجبن مقطعاً، يتحتم عليها تجنب التفكير في ذلك؛ لأنَّ قوامه يكون مختلفاً عن قوام الجبن المبشور الذي اعتادت عليه، والجيد في الأمر أنها لا تُصاب بالهلع؛ لأنها تعرف أنها جبنةٌ في النهاية.
وأضافت: «كما أنني أستطيع تناول الخبز المحمص؛ فأنا أعرف أن الخبز آمنٌ للأكل. أتمنى لو أستطيع تناول عشاءٍ مشوي، لكنني لا أستطيع تحمله، فملمس الخضار والبطاطس واللحم يُشعرني بالغثيان. الشيء الوحيد الآخر الذي أستطيع بلعه هو رقائق البطاطس، وهذه هي الإثارة الوحيدة التي تنالها حلمات تذوقي، لذا دائماً ما أختار كيساً ذا نكهة. وأختار عادةً رقائق البطاطس بنكهة الجبن والبصل، أو خليط الجمبري، وأدلل نفسي برقائق البطاطس من نوع برينغلز بنكهة الكريمة الحامضة في المناسبات الخاصة».
ورغم جهودها الحثيثة لأكل شيءٍ جديد، فهي لم تتمكن سوى مرةٍ واحدة من التغلب على نوبة الهلع بعد جلستي تنويمٍ إيحائي عام 2014.
لكن آبريل، التي تعمل وكيلة تسويقٍ إلكتروني، لم تكن قادرةً على مجاراة أسعار الجلسات، مما حرمها أيّ خيارٍ سوى العودة لحميتها.
وتُنوّع آبريل بين جبنة الشيدر المعتقة، وجبنة ليستر شيدر الحمراء.
مشكلات أخرى لـ آبريل
وتقول آبريل وهي والدة شارلي (عامين) وديسي (ثمانية أشهر)، إنَّه يصعُب عليها إطعام صغيرها؛ إذ أنه يُلاحظ أنها لا تأكل مثله، وأنه أيضاً يُفضل تناول رقائق البطاطس على العشاء.
وهي تُضطر الآن لتناول العشاء بعده، وفي غُرفةٍ أُخرى لتضمن أن لا يشب على نفس عاداتها الغذائية.
وتُضيف: «حين كنت طفلةً أُفطم عن الحليب، وأتحول إلى الطعام الصلب، كان والداي قلقين للغاية لأنني لم أكن آكل، أو آكل وأتقيأ مباشرةً. يقول الكثير من الناس إنَّ والداي لم يكونا قاسيين كفاية. لكن تلك لم تكن الحالة، أنا أخاف من الأكل بطبيعتي، ولطالما كنت كذلك».
وأوضحت أن والديها «بكيا ليالي عديدة، ولطالما أثار الأمر توتُّرهما. واصطحباني إلى طبيبنا العام، لكن لم تكن بي علةٌ طبية، وما أزال كذلك، لقد أخبرني الأطباء أن صحتي جيدةٌ. لا أحصل على أي فيتامينات، إلا من عصير البرتقال، وأشرب ثلاث علبٍ كبيرة منه كل يوم. لقد خضت العلاج، وانقطعت عنه كثيراً منذ طفولتي، لكنه لم يُجد نفعاً أبداً. ولم أكن طبيعيةً إلى حدٍ ما أبداً، إلا من خلال جلسات التنويم الإيحائي».
ونتيجة خضوعها لجلستين تمكنت من تناول الأرز بعدها بشهور، وهو أمرٌ كبيرٌ بالنسبة لـ آبريل، لكن كلفة الجلسة الواحدة كانت 300 دولارٍ، ولم تستطع تحملها ببساطة.
ويقول لي، الذي يعمل مدير تكنولوجيا معلومات: «كنت مصدوماً في البداية، لكن بات الأمر عادياً بالنسبة لي. ومع ذلك آمل أن تتغير حمية آبريل في المستقبل؛ فذلك ولو لم يكن يؤثر عليها الآن، إلّا أنه قد يسبب لها مشكلات صحية خطيرة في المستقبل».
أما عن الطعام اليومي لـ آبريل فهو على الشكل التالي:
الإفطار: شريحتان من الخبز المحمص.
الغداء: شطيرة جبنة قديمة وكيس من رقائق البطاطس بنكهة الجبن والبصل.
العشاء: شطيرة جبنة قديمة وكيس من رقائق البطاطس بنكهة الجبن والبصل.
وفي المناسبات الخاصة:
جبنٌ مدهون على خبز محمص.
شرائح برينغلز بنكهة الكريمة الحامضة.