قوة جوية للحشد الشعبي … !!!
زاوية سناء فارس شرعان
في خطوة تصعيدية ضد حكومة عادل عبد المهدي والسياسة الامريكية الرامية الى كبح جماح الميليشيات التي تمولها ايران في دول الشرق والخطط الاسرائيلية الرامية الى السيطرة على اجواء الشرق الاوسط بما فيها الاجواء السورية الخاضعة لسيطرة وحماية روسيا التي واجهت الثورة الشعبية الرامية لاسقاط النظام منذ بدايتها قررت ميليشيات الحشد الشعبي في العراق انشاء مديرية لقوة جوية تابعة لها لتمكينها من السيطرة على الاجواء ومواجهة اي اعتداء على معسكراتها ومنشآّتها …
المديرية الجديدة عهد بادارتها الى ضابط مشمول بالحظر الامريكي يدعى صلاح مهدي حنتوش فيما يبدو كتحد للادارة الامريكية التي من المتوقع ان تعارض هذه الخطوة وتضغط على الحكومة العراقية لالغائها او الحد من صلاحياتها على الاقل رغم ان الحشد الشعبي الحق بالجيش الخاضع مباشرة لامرة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي.
توعد الحشد الشعبي بانشاء قوة جوية خاضعة له اثار موجة غضب وردود الفعل المناوئة في الشارع العراقي خشية حدود ازدواجية بين الحشد الشعبي والجيش العراقي على صعيد مهام كل منهما رغم ان المؤسسة الامنية بما فيها ميليشيا الحشد خاضعة لرئيس الوزراء الذي قرر الحاق الحشد بالجيش العراقي رغم عدم تطبيق هذا القرار من الناحية العملية وتخشى الفعاليات الشعبية الحزبية والبرلمانية العراقية من تنازع الصلاحيات بين الجيش والحشد الشعبي مما يسبب الفوضى والانفلات الامني وعدم استباب الامن والاستقرار في البلاد …
من ابرز الفعاليات التي رفضت قرار الحشد بانشاء قوة جوية له التيار الصدري حيث دعا زعيمه مقتضى الصدر الحكومة العراقية الى اتخاذ كافة الاجراءات اللازمة للتصدي لهذه الخطوة التي من شأنها تحويل العراق الى دولة يسودها القانون الى دولة تحكمها الفوضى والانفلات الامني وتحويل العراق من دولة الى ساحة صراع بين اطراف وجماعات متصارعة لا تبسط الحكومة سيطرتها على الارض،
الصدر حذر حكومة عادل عبد المهدي بانه في حالة عدم التصدي لقرار الحشد الشعبي فانه سيتبرأ منها وسيجري مباحثات مع كافة الكتل البرلمانية والاحزاب والتيارات السياسية للبحث في مصير الحكومة وايجاد بديل عنها.
مخاوف العراقيين تتمثل من ان القوة الجوية التي قرر الحشد انشائها تتطلب ايجاد مطارات كمراقبين للطائرات وتخزين الاليات اللازمة وتحتاج الى طيارين متدربين الامر الذي يفتح الطريق لاستعانة الحشد الشعبي بخبراء اجانب لتسيير مديرية الدفاع الجوي علما بان ايران تفتح ابوابها وتعلن استعدادها لتوفير الكوادر البشرية التي تتطلبها مديرية القوة الجوية للحشد الشعبي علاوة على ان القوة الجوية العراقية للحشد ستضع في منافسة شديدة مع سلاح الجو العراقي التابعة للجيش ما يتيح باب الصراع واسعا ضد مؤسسات الدولة العراقية علما بان الحشد جزء لا يتجزأ من الجيش وفق قرار الحكومة العراقية الذي لم يتمكن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي من تطبيقه حتى الآن.
كما ان هذه الفكرة في حال الاستمرار بتنفيذها ستزيد من موقف الحشد الشعبي بحيث يتجاوز قوة الجيش ويجعل من الحشد الشعبي القوة الحاكمة والمتنفذه في العراق بحيث ستمد قوة على قوة الدولة كما هي الحال في لبنان حيث تفوق سلطة حزب الله قوة الدول ما جعل من الحزب الممول ايرانيا صاحب الكلمة العليا في لبنان خاصة في مجال الحرب والدفاع عن الوطن والمسؤول عن الرد على الاعتداءات الخارجية وخاصة الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على لبنان والعديد من المناطق الحدودية في الدول العربية بل ان الاجواء السورية كاملة مستباحة للطيران الاسرائيلي رغم وجود الطيران الروسي في هذه الاجواء … انشاء قوة جوية تابعة للحشد الشعبي قد تفتح لبنان على ابواب جهنم … !!!