استشهاد السايح يسلط الضوء على معاناة الأسرى المرضى

الاحتلال يحتجز 700 اسير يعانون من أمراض مختلفة واستشهاد 221 منذ 1967

  - وكالات

خلال حديث معه قبل يومين حول وضع شقيقه "بسام السايح" والمناشدات التي أطلقتها العائلة للإفراج عنه تحدث "خلدون السايح" بكثير من الألم والحسرة، فشقيقه وصل مرحلة اللا عودة، والمناشدات برأيه ما هي إلا حيلة العاجز.

منذ اعتقال السايح في 8 أكتوبر 2015 كانت العائلة تتابع حالته بكثير من الخوف وهو المصاب بسرطان في الدم والعظام، إلا أن حالته تدهورت خلال الأشهر الأخيرة حتى وصل نبأ استشهاده عصر الأحد.

وبحسب ما قاله شقيقه خلدون في حينه، فإن وضع بسام الصحي قبل استشهاده كان ميؤوسًا منه، حيث زادت كمية الماء في جسده ونقل من مستشفى سجن الرملة إلى مستشفى أساف هاروفهة ولم تتمكن العائلة من زيارته طوال تلك الفترة.

خلدون شقيق الشهيد، قال: بسام شخصية هادئة وحنونة، وعانى منذ 2013 من سرطان الدم وقبلها سرطان العظام، وأصيب بالقصور في عضلة القلب حيث وصلت إلى 15% نتيجة الإهمال الطبي المتعمد من قبل إدارة سجون الاحتلال.

وعانى السايح أيضًا من قصور في عمل عضلة القلب نتيجة السوائل الموجودة في الرئة والتهابات حادة في الكبد، وارتفاع نسبة الماء في الجسم وسرطان دم وسرطان بالعظام.

السايح اعتقل على خلفية مساعدته لخلية قامت بتنفيذ عملية قرب إحدى المستوطنات في نابلس، ولم يحكم ولكن النيابة العسكرية الإسرائيلية طالبت بحكمه مؤبدين 30 عامًا.

استشهاد السايح سلط الضوء من جديد على قضايا الأسرى المرضى في سجون الاحتلال وتحديدًا سامي أبو دياك من جنين، ومعتصم رداد من صيدا في طولكرم، والمضرب والمصاب بالسرطان أحمد غنام.

وبحسب أرقام نادي الأسير الفلسطيني يحتجز في سجون الاحتلال قرابة 700 يعانون من أمراض مختلفة، منهم 160 مصابون بأمراض مزمنة، حوالي عشرة منهم مصابون بأنواع مختلفة من السرطان، أخطرها أبو دياك، المحتجز منذ سنوات في معتقل "عيادة الرملة".

وبحسب النادي، بلغ عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ 1967 وحتى اليوم 221 أسيرًا، منهم (65) استشهدوا جراء سياسة الإهمال الطبي المتعمد، وخمسة لا تزال "إسرائيل" تحتجز جثامينهم.

المتابع لقضايا الأسرى فؤاد الخفش يقول إن التحذير من تدهور وضع السايح كان منذ سنوات، بالمقابل لم يكن هناك أي تحرك حقيقي لإنقاذ حياته.

وتابع، "منذ أربعة سنوات حذرنا من تردي وضع بسام الصحي ومنذ أربعة أشهر قلنا أن وضعه سيء للغاية، وآخر شهر كان الحديث عن توقف معظم أعضاء جسده وأنه يعيش شبه موت سريري، كل هذه المناشدات كانت تصل للسلطة والفصائل الفلسطينية والشارع الفلسطيني، اللذين لم يحركوا ساكنًا بفعل حقيقي للضغط على "إسرائيل" للإفراج عنه".

واضاف: " بسام درس معي في الجامعة منذ 1995 حتى 2003، واعتلقنا في سجون الاحتلال في (2003 – 2005)، وكانت الابتسامة لا تفارق وجهه بتاتًا، ويمتلك حس دعابة ويحوّل الحزن إلى قصة مفرحة". وأضاف أن بسام كانت له مواقف كثيرة لا تنسى في انتخابات الجامعة ومواقف أخرى خلال مساعدته للمطاردين في بداية الانتفاضة الثانية.

وأشار إلى أن العملية التي يقف على رأسها السايح في عملية ايتمار، كانت المحرك الذي ساعد في إشعال انتفاضة القدس قبيل عملية مهند الحلبي مفجر انتفاضة القدس، حيث لم يكن يسعى لقتل إسرائيليين في العملية، بل كان يخطط لخطفهم ومبادلتهم بأسرى فلسطينيين، وهذا ما كشفت عنه التحقيقات".

وطالب رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، بتحرك فلسطيني شامل لمواجهة سياسية الإهمال الطبي الذي تتبعه سلطات الاحتلال ضد الأسرى. وقال: "في الفترة الأخيرة اظهرت دراسة داخلية إسرائيلية أن هذه السجون لا تصلح للعيش الآدمي، ولكن لم يكن هناك أي استجابة، مما يعني احتمال سقوط مزيدًا من الأسرى الشهداء ".

وطالب بجهود سياسية وطنية وشعبية لإنقاذ الأسرى المرضى، وأن لا يلقوا نفس مصير السايح، ووضع الأسرى أولوية لدى الجميع.

وحذر من احتجاز "إسرائيل" لجثمان السايح على غرار ما قامت به من احتجاز جثامين أربعة شهداء والاحتفاظ بهم كرهائن للمساومة عليهم.

وتعيش سجون الاحتلال حالة من الغليان والتوتر، إثر استشهاد السايح، حيث أعاد الأسرى، امس، وجبات الطعام في إطار الضغط على إدارة السجون لتسليم جثمان الشهيد لذويه ومواراته الثرى.

ووصل عدد الأسرى إلى 5700، بينهم 230 طفلا و48 أسيرة و500 معتقل إداري و1800 مريض بينهم 700 بحاجة لتدخل طبي عاجل، حسب الإحصائيات الفلسطينية الرسمية.