مشروع زراعة "الجاتروفا ".. قصة نجاح مستمرة في الجامعة الهاشمية

عمر ضمرة- يعد مشروع زراعة أشجار "الجاتروفا" في الجامعة الهاشمية، والذي بدأ عام 2017 قصة نجاح متميزة ومستمرة لإدارة الجامعة في إطار برنامجها الرامي إلى المزج بين التعليم الأكاديمي، والبحث العلمي الهادف للوصول إلى نتائج عملية تنعكس إيجاباً على المجتمع.
وبين أستاذ فسيولوجيا الإجهاد البيئي بالنبات في الجامعة الهاشمية الدكتور عماد البصول لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن شجرة "الجاتروفا " الواحدة تنتج بمعدل وسطي نحو 5ر3 كيلو غرام من البذور، لافتاً إلى أن الشجرة يمكن أن تنتج مرتين خلال السنة.
وتابع أن نسبة استخلاص الزيوت من بذور شجرة الجاتروفا مرتفعة وتتراوح ما بين 31 - 37 بالمئة، مشيراً إلى أن كل ثلاثة كيلوغرامات من بذور الجاتروفا بإمكانها أن تنتج لتراً واحداً من الزيت الحيوي، الذي يستخدم كوقود الديزل العادي في تشغيل آلات الاحتراق الداخلي، إما نقياً أو بنسب خلط مختلفة.
كما يمكن استخدامه للسيارات دون تعديلات جوهرية في التصميم، ويستخدم في التلميع والرسم وصناعة الصابون والشمع والاستخدامات الصناعية المختلفة، إضافة إلى أن شجرة الجاتروفا تساهم في تحسين الحياة البيئية للمنطقة المزروعة فيها نتيجة للغطاء الأخضر الذي تشكله، في حين ان زيت هذه الشجرة صديق للبيئة، اذ يطلق عند احتراقه خمس (5/1) الكمية فقط من غاز ثاني أوكسيد الكربون مقارنة مع النفط (البترول).
وقال الدكتور البصول إنه تم الانتهاء من زراعة نحو 8 آلاف بذرة جاتروفا في البيت الزجاجي التابع لقسم العلوم الحياتية، حيث أن عدد النباتات الناجحة والتي يمكن زراعتها حتى تاريخ اليوم هو5400 نبتة على مساحة إجمالية تقدر بـ85 دونماً.
وبين أنه تم شراء كيلوغرام واحد من بذور نباتات "الهوهوبا" وزراعتها، حيث تم الحصول على 232 نبتة ناجحة لنفس الغرض وذلك لتنويع مصدر الزيت والمقارنة بين إنتاجية الصنفين، ومدى نجاح كل صنف تحت الظروف الجوية في الجامعة.
وبالنسبة لخصائص شجرة الجاتروفا، قال الدكتور البصول إنها سريعة النمو، ويمكن زراعة محاصيل أخرى بينها "زراعة بينية"، حيث تنمو شجرة "الجاتروفا" في ظروف مناخية متباينة، إلا أنها تحب الدفء وتنمو بشكل جيد بظل تلك الظروف، وتتحمل درجات الحرارة العالية التي تفوق الـ 48 درجة مئوية.
كما أنها تتحمل الصقيع الخفيف، وتستطيع النمو في معظم أنواع الترب الفقيرة والقلوية والهامشية والملحية والحامضية، كما أنها مقاومة للجفاف، وتستطيع العيش في البيئات قليلة الأمطار، ويمكن زراعتها في الأراضي الجافة وشبه الجافة ، اذ تبين أنها تقاوم ملوحة التربة ، ويمكن سقايتها بمياه الصرف الزراعي أو الصحي المعالج.
ويؤكد الدكتور البصول أن شجرة "الجاتروفا" بشكل عام لا تحتاج إلى كثير من العناية والخدمة، فهي مقاومة للآفات والحشرات، ولا تحتاج كثيراً إلى مبيدات ولا حتى أسمدة، وتحسن من خصوبة التربة من خلال الأوراق المتساقطة خلال دورة حياتها.
--(بترا)