الهجرة لاوروبا تعود من جديد … !!!
زاوية سناء فارس شرعان
قضية هجرة السوريين والعراقيين لدول الاتحاد الاوروبي التي بلغت اوجها عام ٢٠١٤ بحيث شغفت الرأي العام العالمي وادت الى عقد عدد كبير من اللقاءات والمؤتمرات الاوروبية لتدارس هذه المشكلة بالاضافة الى اجتماعات عديدة بين الدول الاوروبية وتركيا بصفتها نقطة الانطلاق للمهاجرين السوريين والعراقيين نحو اوروبا.
بادئ ذي بادئ يجب الاعتراف بان تركيا كانت الضحية الاولى للهجرة حيث شكلت الهجرة عبئا كبيرا على اقتصاد تركيا ومواردها حيث يتم في تركيا زهاء اربعة ملايين لاجئ سوري بالاضافة لعدد مماثل من العراقيين ما يشكل ضغطا هائلا على اقتصاد البلاد ومواردها لذلك كانت الهجرة للدول الاروبية اشكالية شبه دائمة بين تركيا ودول الاتحاد وبحيث تم الاتفاق على ان تدفع الدول الاوروبية ثلاثة مليارات دولا مقابل ان لا تسمح تركيا بتدفق اللاجئين الى الدول الاوروبية.
وفي ضوء هذا الاتفاق الذي قامت به تركيا خفت امواج الهجرة للدول الاوروبية من سوريا والعراق وبقية دول الشرق الاوسط … ولم تشهد مياه البحر الابيض المتوسط موجات من القوارب المطاطية التي تقل الاف اللاجئين للدول الاوروبية طوال السنوات الخمس الماضية باستثناء القوارب التي تقل اللاجئين من افريقيا في طريقهم للدول الاوروبية..
الجديد في موضوع الهجرة من دول الشرق الاوسط وخاصة سوريا والعراق وافغانستان واليمن ان مجموعة كبيرة من القوارب وصلت الى جزيرة ليبوس اليونانية لنقل حوالي ٨٠٠ لاجئ سوري كدفعة اولى لليونان التي بدورها استدعت السفير التركي الذي تتهم بلاده بارسال هؤلاء اللاجئين فيما نفى السفير التركي ان تقوم بلاده بمثل هذا التصرف مؤكدا ان بلاده لا يمكن ان تكون بلاده محطة لهجرة اللاجئين للدول الاوروبية الا ان اليونان فرضتها على الدول الاوروبية التي تخشى من تدفق اللاجئين من الشرق الاوسط او الدول الاوروبية ما يسبب لهذه الدول موجة من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية في ضوء تدهور الاوضاع في الشرق الاوسط وتعرض المستوى الاقتصادي والاجتماعي للسكان ما يعيد حالة الذعر والرعب التي عانتها الدول الاوروبية في منتصف العقد الحالي جراء تدفق المهاجرين من سوريا والعراق وافغانستان سبقت هذا التطور توتر العلاقات التركية ودول الاتحاد الاوروبي رغم التزام تركيا باتفاقياتها مع الدول الاوروبية ازاء المهاجرين وعدم السماح بوصولهم الى هذه الدول …التوتر التركي الاوروبي مرده مساعي تركيا للتنقيب عن النفط والغاز في مياهها الاقليمية بعد اكتشاف كميات كبيرة من هذه المواد في المياه الدولية لجزيرة قبرص وطلب الدول الاوروبية من تركيا بعدم التنقيب عن البترول والغاز في المياه الاقليمية حول جزيرة قبرص.
ويذكر ان الجيولوجيين اكتشفوا في الاونة الأخيرة كميات كبيرة من الغاز والبترول في مياه البحر المتوسط القريبة من شواطئ فلسطين المحتلة ومصر ولبنان وسوريا ما حدا بهذه الدول الى التنقيب عن هذه المواد ما ادى الى خلافات بين الدول المتجاورة من بينها خلافات بين لبنان والكيان الصهيوني حول وجود الغاز في المياه الاقليمية اللبنانية واعتراض اسرائيل على استغلال لبنان لهذه الثروة ما حدا بالادارة الامريكية الى التوسط بين الجانبين الا ان جشع العدو الصهيوني وحرصه على استغلال الارض والمياه العربية واستثمارها لصالح العدو الصهيوني قد ادى الى فشل الوساطة الامريكية بين الجانبين حتى الآن.
تركيا بدورها مصرة على التنقيب على الغاز والبترول في مياهها الاقليمية والمياه الدولية القريبة منها الامر الذي يعمق الخلافات بين تركيا كل من اليونان وقبرص ويؤدي بالتالي الى توتر العلاقات بين تركيا ودول الاتحاد الاوروبي التي تدعم موقف كل من اليونان وقبرص اثناء استغلال الغاز والبترول في مياه البحر الابيض المتوسط … علما بان تركيا رفضت طلب من الاتحاد الاوروبي وآخر من امريكا بوقف عملية التنقيب عن البترول والغاز في مياه قبرص بناء على طلب من اليونان التي تدعم الموقف القبرصي بلا قيد او شرط … !!