بماذا ينتظر الرئيس؟
حسين الجغبير
كان كلام جلالة الملك خلال ترؤسه جانبا من اجتماع مجلس الوزراء الاسبوع الماضي في منتهى الوضوح عندما أكد على أنه ينتظر نتائج قبل نهاية العام الحالي، وفي ذلك رسالة واضحة للحكومة لأن تسرع من وتيرة عملها تجاه الملفات التي من شأنها أن تساهم في تحسين الوضع المعيشي للمواطن.
ما الذي يؤخر رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز الذي مضى على حكومته أكثر من 14 شهرا، فالوقت ليس بصالحه هو وفريقه الحكومي، كما هو ليس بصالح المواطن الاردني الذي يعاني جراء حالة الركود الاقتصادي التي تعيشها المملكة بسبب التحديات التي تواجهها، ناهيك عن السبب الرئيسي لها المتمثل في عدم قدرة الأردنيين على التعايش مع الحالة المالية الصعبة لهم إثر جملة قرارات اتخذتها الحكومة الحالي وساهمت في زيادة الضرائب عليهم.
على الرئيس أن يبدأ أولا بإعادة النظر في سياسته الاقتصادية، وعمل تقييم علمي منطقي لأداء حكومته والوقوف على قدرة فريقه الاقتصادي على المضي قدما بتحقيق خطة النهضة التي اعلنها الرزاز ووضع لها جدولا زمنيا لن يتجاوز العامين، فيما الأمور تزداد سوءا والتقدم إلى الأمام يكاد يكون معدوما، وبلغة أكثر بساطة فإن سوداوية البعض التي يتحدث عنها الرئيس لم تأت من فراغ ولم يخلقها المواطن الأردني تبليا على الحكومة، وإنما لأن النتائج للأسف ليست على ما يرام حتى هذه اللحظة.
الحالة العامة سيئة، والتراجع يصيب مختلف القطاعات، والمتأثر ليس المواطن وحده، بل المؤسسات والشركات والمستثمريين الأردنيين والأجانب، وليس بحكومة عاقلة من تستمع لكلام الملك ولا تأخذه على محمل الجد، فترف الوقت لم يعد متوفرا، والصبر بدأ ينفذ على أعلى المستويات.
كما على الرئيس أن يكون واضحا وشفافا ويضع الشارع الأردني بصورة الأوضاع بشكل مباشر ويعلن للملأ موقفه منها، وتبيان إن كان قادرا على تحقيق تقدم أم أنه لا يستطيع، مبررا الأسباب سواء تلك المتعلقة بالتحديات التي تواجه المملكة، أو به نفسه، أو بفريقه الوزاري، فللتعنت والعناد عواقب وخيمة، وليس من المنطق المغامرة بدولة كاملة، بمؤسساته وأفرادها. على الرئيس أن يعترف.
وبعد كل ذلك لا بد للرزاز البناء على ما فات، ولا ضير من البدء من جديد، فالاستفادة من الأخطاء أولى خطوات الطريق الصحيح.
ما يسمع المواطن لا يراه على أرض الواقع، ما يزيده احباطا، ويوسع فجوة الثقة مع الحكومة، وإذا ما أرادت هذ الحكومة فعلا أن يشاركها الإعلام مشروع عودتها من بعيد عليها أن لا تتركه دون دعم وانفتاح عليه، ومساندة، لأن ما يؤخذ عليها أنها اعتبرته عدوا لها، وسوداويا، ولا يرى سوى الجانب المظلم من الكأس، دون أن تكلف نفسها اشراكه والاتكاء عليه ليكون واقف الى جانب الدولة ومصالحها.