لقاء اردوغان بوتين … !!!

زاوية سناء فارس شرعان

 

 رغم ان لقاء اردوغان بوتين لم يوقف الاشتباكات في ادلب ومناطق ريف حماه الشمال ولم يعد بنتائج ايجابية كبيرة على تركيا الا انه يعتبر حدثا بالغ الاهمية ويجسد عمق العلاقات التركية الروسية لدرجة ان الشرطة الروسية نشرت قواتها بالقرب من نقطة للقوات التركية خشية وقوع صدامات بين القوات التركية وقوات النظام الذي يطلق براميله لاجتياح مناطق على الحدود من سوريا الواقعة تحت سيطرة المعارضة منذ عدة سنوات.

علاوة على اتفاق الزعيمين على المحافظة على وحدة الاراضي السورية ومواصلة الحرب على الارهاب في كافة المناطق السورية وخاصة في محافظة ادلب التي يتواجد فيها الالاف من مقاتلي داعش وجبهة النصرة التي اطلق عليها مؤخرا جبهة تحرير الشام.

واكد الزعيمان خلال اجتماعهما في موسكو خطورة الهجمات الارهابية التي يشنها الارهابيون على القوات والقواعد الروسية في شمال سوريا والمخاطر التي تتعرض لها القوات التركية في مناطق تواجدها في شمال سوريا مع التأكيد على ضرورة وقف الهجمات التي تشن ضد القوات التركية والروسية على حد سواء.

ورغم الظروف التي سادت سوريا خلال اللقاء الا ان هذه الظروف لم تؤثر على سير اعمال اللقاء والروح البناءة التي عملته فكانت نفاط التوافق بين الزعيمين اكثر من نقاط الخلاف الامر الذي يعتبر عامل نجاح اللقاء التركي والروسي علاوة على اتفاق الجانبين على اتخاذ اجراءات اضافية لوقف حدة التوتر في احدى مناطق حمص

المفاجأة التي شهدها اللقاء الروسي التركي فشل بدعم روسيا للمنطقة العازلة التي اتفقت تركيا وامريكا على اقامتها في شمال سوريا التي اعلنت قوات سوريا الديمقراطية الموالية لامريكا عن بدء العمل لاقامة المرحلة الاولى لها بين رأس العين وتل ابيض على طول ١٢٫٥ كيلو متر وبين ١٥ كيلومترا في المرحلة الاولى على ان يقتصر سلاح الجو التركي العامل في هذه المنطقة على الطائزات المسيرة ومنع الطيران الحربي التركي من التحليق في اجوائها .. وسيتم تسيير دوريات تركية امريكية في هذه المنطقة بعد شهر.

ورغم ان عقبات اعترضت التوصل الى اتفاق تركي امريكي لاقامة هذه المنطقة مع اعتراض روسيا على اقامتها الا ان روسيا اعلنت عن دعمها لهذه الاتفاقية التي من شأنها تحقيق السلام والتخفيض من حدة الخطر الشرق الاوسطي مرده على حفظ الامن في حدود تركيا الجنوبية والاشراف على تحركات قوات سوريا الديمقراطية التي تسعى لايجاد كيان كردي مستقل على الحدود التركية علما بان تركيا تقمع تحركات حزب العمال الكردستاني على الساحة لاقامة كيان كردي مستقل منذ عشرات السنين وقد سحبت قوات سوريا الديمقراطية الموالية للولايات المتحدة من سحب مقاتليها واسلحتها النوعية من المناطق الحدودية مع تركيا

وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية وغلبيتها من الاكراد على ٣٠ في المائة من مساحة سوريا الواقعة شرق نهر الفرات بعد ان حررتها بدعم من قوات التحالف الدولي من تنظيم داعش الذي اقام الدولة الاسلامية في العراق والشام الى ان تمكن التحالف الدولي من تقويض دعائمها واركانها واعطت امريكا الضوء الاخضر لقوات سوريا الدمقراطية لادارة المناطق التي حررتها شرق الفرات رغم معارضة تركيا بشده لاقامة كيان كردي او دولة

كردية مستقلة في المنطقة.

وتتبنى الولايات المتحدة شعار حماية الاقليات في الشرق حيث دعمت اكراد العراق في اواخر عهد صدام حسين وجعلت من كردستان العراق اقليما يحظى بحكم ذاتي ويعمل على تحقيق الاستقلال والانفصال عن العراق وها هي تدعم اكراد سوريا على الاستقلال والانفصال عن سوريا تمهيدا لاقامة دولة كردية مستقلة عن سوريا على غرار كردستان العراق التي اوشكت ان تنال استقلالها لولا المعارضة الشديدة من كل من ايران وتركيا ..

ويسعى الاكراد الذين يتواجدون في كل من ايران وتركيا والعراق وسوريا الى الانفصال عن الدول التي يتواجدون فيها اقامة دولة مستقلة لهم … !!!