الشراكة مع القطاع الخاص.. أدوار غائبة

الشراكة مع القطاع الخاص.. أدوار غائبة
 
رائد البدري *
 
من المؤلم ان نكتب اليوم في الشراكة بين مؤسسات الدولة الأردنية في القطاعين العام والخاص ، فيما الفجوة تتسع كل يوم في ترتيب أولوياتنا داخل المؤسسات الرسمية وفي مؤسسات المجتمع المدني على حد سواء ، ويتأتى الالم من تجارب تمتد إلى ثلاثة عقود ،عملت خلالها في جمعية صناع الحرف التقليدية التي تمثل مظلة وطنية حقيقية للصناعات الحرفية الوطنية المنافسة التي تضاهى في الجودة والإتقان والجمال صناعات عالمية مشابهة في العديد من المعارض والمنتديات العالمية المتخصصة في هذا المجال.
 
اوخر الشهر الماضي كنا ضمن شراكة مع واحدة من أكثر المبادرات الوطنية احترافية في الإعداد والتنظيم ؛مبادرة معرض بنت بلادي ، الفكرة والرسالة والهدف ومثل المعرض التظاهرة حلما تحقق لالاف السيدات الاردنيات من صاحبات المهن اليدوية والبيتية المتميزة والمنافسة.
مشروع كنا نتوق اليه منذ سنوات طويلة وجاء احترافيا في الإعداد والتنظيم وتحت رعاية سامية مقدرة ومشكورة من جلالة الملكة رانيا العبدالله المعظمة،والتي انتدبت وزيرة التنمية الاجتماعية لرعاية الافتتاح لارتباط جلالتها بالسفر خارج المملكة.
 
المعرض الذي جاء مختلفا عن كل المعارض في مجانية المشاركة والدخول والتنظيم والمخرجات ، غابت عنه المؤسسات الرسمية وان حضر بعض المسؤولين في وزارة السياحة والتنمية الاجتماعية ،غابت المؤسسات من ناحية الدعم عبر شراء بعض من مشترياتها من المعرض ،رغم انها تفعل ذلك كثيرا لمنتجات صينية وعالمية اخر على الرغم من جودة المعروضات وتنافسية اسعارها ،ورغم وجود قرار لمجلس الوزراء عام ٢٠٠٧ بحصر مشترياتها من الهدايا واللوازم من الحرف والمنتجات الوطنية ، إذن لماذا غابت الوزارات وهيئة تنشيط السياحة عن تخصيص جزء من مشترياتها من المعرض ،ألا يمثل ذلك واجبا وطنيا داعما للمراة الاردنية بدلا من إنفاق المعونات التي ترفضها الايادي العاملة في منازلها بكرامة وعزة نفس .
 
إدارة المبادرة خاطبت الجميع ودعت الجميع ، بلا استثناء ووزعت رقاع وكتب رسمية على الجميع أيضا، فحضر من حضر على عجلة من أمره دون ايعاز لمستشاريهم بالزيارة وانتقاء ما يجدونه مناسبا ، في الوقت الذي يصر فيها ذات المسؤولين على التنظير في تمكين المراة الاردنية ونسأل..هل التمكين الذي تنادي به حكومة النهضة يكون على معنى "اذهب انت وربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون"؟! الا ينبغي ان نكون دولة تكافل ودولة إنتاج ليس شعارات التي نتغنى بها في الأحاديث الإعلامية والرسوم بيانية وخطابات المؤتمرات والمقابلات التلفزيونية؟ .
 
بنت بلادي عنوان كبير نجح من قبل المنظميين في بث مفهوم ورسالة الدعم الحقيقي وتعظيم مبدأ التمكين بالتدريب والتأهيل،ورسم خريطة طريق للمرأة في بناء قدراتها التنافسية، التي تحتاج الى مزيد من الدعم كما فعل معرض بنت بلادي بعدم اغلاق ابوابها مع اغلاق المعرض بل اصدرت دليلا للمشاركات يوزع على جميع المؤسسات ، ووضع اللمسات الاخيرة للمول الالكتروني ليكون نافذة استثمارية وتسويقية للمرأة الاردنية النشمية ،أما تقريرهم الذي أنتج فهو قاعدة بيانات لم نجدها لدى مؤسساتنا الرسمية والأهلية من قبل ... فهل هناك من يلتفت لحقيقة هذا الجهد الذي جاء من لدن مؤسسة خاصة قدمت من موازنتها عشرات الآلاف من الدنانير.
يأتي هذا كله في خضم دعوة جلالة الملك عبد الله الثاني الصريخة الجلية وتوجيهه للحكومة بضرورة ايلاء كافة الجهود وبذلها لتدعيم الشراكة بين القطاع العالم والخاص كما وجه الحكومة قبل ساعات وفي خضم ضغوط اقتصادية واجتماعية كبيرة على كاهل المراة الاردنية والاسرة والمجتمع على امتداد الوطن.
 
*نائب رئيس جمعية صناع الحرف اليدوية الاردنية