فرحة لم تكتمل.. الاحتلال يعيد هدم منزل ومطعم قيسية

الانباط - وكالات

في السادس من آذار/مارس الماضي، حقق رمزي قيسية انتصارا بعدما انتزع قرارا من المحكمة العليا الإسرائيلية، بتثبيت أرضه في منطقة "المخرور" بمدينة بيت جالا غرب بيت لحم، ورد ادعاء شركة "هامينوتا" الاستيطانية بالاستيلاء عليها.

صباح امس الاثنين، تفاجأ قيسية باقتحام قوة كبيرة من جيش الاحتلال ترافقها جرافات منطقة المخرور، لتنفيذ قرار بهدم منزله ومطعمه، الذي تعرض سابقا للهدم مرتين.

وقف قيسية مذهولا أمام المشهد المأساوي لاغتيال حلمه وضياع تعب عمره الذي أنفقه في استصلاح أرضه وتشييد منزل لعائلته بعدما فقد منزله في بيت جالا بفعل قصفه من الاحتلال. بكى بحرقة، وقال: "لن يكسر الاحتلال شوكتي، سأعيد بناء المنزل والمطعم مرة أخرى".

معاناة قيسية بدأت عام 2000، عندما أرغم على ترك منزله ببيت جالا بعد تعرضه لقصف من قبل الاحتلال. وأوضح، "تركت كل مغريات الحياة في المدينة في سبيل حماية أرضي البالغة مساحتها حوالي خمسة دونمات، في منطقة واد المخرور"، بنيت غرفة زراعية وبدأت استصلاح الأرض وحدي بعيدا عن عائلتي".

وتابع: "راودتني فكرة احياء المنطقة وجعلها مقصدا للمواطنين، من خلال إقامة مطعم، وليكون مصدر رزق لي، فكان الأمر بعمل غرفة صغيرة وعليها شادر كبير، قبل أن يتم إيصال التيار الكهربائي لها، وبالفعل تحقق ذلك".

فصول جديدة من المعاناة بدأت عام 2010 من خلال إخطارات الهدم وفرض الأمر الواقع في المنطقة، ورغم كل ذلك بنى قيسية منزلا صغيرا لعائلته، قبل أن يتم تسليمه بلاغا بإيقاف العمل وصولا لهدم المطعم الذي كلفه خسارة كبيرة، عدا عن تدمير شبكة الكهرباء.

وأعاد قيسية عام 2012 بناء المطعم لكن الاحتلال هدمه مجددا.

اقرضت العائلة من البنوك لبناء المطعم مرة أخرى، لكن الاحتلال أعاد هدمه عام 2013 بحجة ان الأرض مملوكة لـ"هامينوتا" الاستيطانية.

وفي 2015 أعاد بناء المطعم بأدوات بسيطة من الخيزران والشوادر مع مطبخ صغير، لكن المضايقات وخاصة من خلال "هامينوتا" لم تتوقف، في وقت تواصلت مساعيه مع هيئة مقاومة الجدار والاستيطان لدحض الادعاءات الكاذبة للشركة الاستيطانية. واستطاع قيسية استخراج قيد ملكية للأرض من سلطات الاحتلال، لكن ذلك لم يمنع هدم المطعم مجددا.

واد المخرور أرض منخفضة وجبلية من أراضي بيت جالا وتقع شمال غرب المدينة، تكثر فيها اللوزيات وأشجار العنب، قريبة من أراضي بتير والخضر والولجة، فيها ينتشر العشرات من البيوت القديمة، تخنقها مستوطنة "هار جيلو" وشارع الانفاق.