ازمة اللاجئين تؤرق تركيا … !!!

زاوية سناء فارس شرعان

 

 

 منذ اندلاع الثورة الشعبية في سوريا عام ٢٠١١ وتدفق الملايين من اللاجئين السوريين الى دول الجوار وازمة اللاجئين تؤرق دول الجوار التي عجزت عن تقديم المساعدات المطلوبة لهؤلاء اللاجين في مجالات البيئة والصحة والتعليم وخاصة تركيا التي يقيم فيها زهاء اربعة ملايين لاجئ سوري من بينهم ٦٠٠ الف لاجئ في اسطنبول ما يقال ان الهجرة السورية اثرت سلبا على انتخابات بلدية اسطنبول التي خسر فيها الحزب الحاكم فيما اكدت الانتخابات لصالح المعارضة.

وكانت ازملة اللاجئين الشغل الشاغل لتركيا التي عملت على اعادتهم بشتى الوسائل والسبل في الوقت الذي كانت ولا تزال تعارض الاشتباكات في وسط وشمال سوريا خشية تدفق الالاف من اللاجئين الى حدودها … وكانت مطالبة تركيا باقامة منطقة آمنة شمال سوريا تهدف لاقامة اللاجئين في هذه المنطقة الامر الذي حدا بها الى التركيز على المنطقة الانفة في شمال سوريا لتحويلها الى مقر للاجئين لتمكينهم للعودة الى سوريا

المعارك الدائرة بين المعارضة السورية والنظام وحلفائه من الروس والايرانيين ضاعفت من اعداد اللاجئين في الاشهر الاخيرة حيث بلغ عددهم ٧٥٠ الفا اما في الايام الثلاثة الاخيرة فقد زاد عدد اللاجئين الى ١٥٠ الفا باتجاه الحدود باتجاه تركيا التي لا تسمح بدخول لاجئين جدد الى اراضيها

المعارك والغارات الجوية التي يشنها النظام والروس ضد محافظات ادلب وحماه واللاذقية بالاضافة الى الميليشيات اللبنانية والايرانية من شأنه مضاعفة اعداد اللاجئين باتجاه الحدود التركية ما يزيد من مشاكل تركيا ويزيدها تصميما على توفير السبل الكفيلة لاعادة اللاجئين السوريين الى بلادهم وهذا ما يدفعهم الى التشدد بزيادة مساحة الاراضي التي تشملها المنطقة الامنة وشمال سوريا على حساب اراضي سوريا الديمقراطية والمناطق الخاضعة للامريكان لتوفير السكن الكافي للاجئين السوريين الامر الذي يثير خلافا واسعا مع الادارة الامريكية قد تفشل مشروع المنطقة الآمنة.

وزير الدفاع التركي اوضح ان بلاده تطالب بان يكون عمق المنطقة الامنة بين ٣٠ و٤٠ كيلو مترا بطول ٤٣٠ كيلو مترا فيما تطالب امريكا بان يتراوح عمق المنطقة بين ١٠ و١٥ كيلومترا بطول ١٣٠ كيلومترا الامر الذي ترفضه تركيا بشده.

تركيا تدخلت لدى روسيا بوقف معارك ادلب مع المعارضة السورية لوقف تدفق الاف المهاجرين السوريين باتجاه الحدود التركية … وهي الان بانتظار قرار روسي بعد التشاور مع النظام والايرانيين الذين تقاتل مليشياتهم في المحافظات السورية الشمالية مثل اللاذقية وادلب وحماه لوقف القتال وبالتالي وقف عمليات نزوح السوريين

ازمة اللاجئين السوريين تفاقمت في الاونة الاخيرة ليس في تركيا فحسب وانما في مختلف دول الجوار السوري كالعراق والاردن ولبنان لا سيما وان الانباء تفيد باغلاق بعض الدول لحدودها مع سوريا لوقف الهجرة فيما تفيد الانباء ان اللاجئين السوريين في دول اخرى يتم ترحيلهم الى بلادهم بالقوة كما يحدث في لبنان والعراق الامر الذي يدفع تركيا لاتباع شتى الوسائل والسبل لاعادة اللاجئين السوريين الى بلادهم وهي بالتالي تعلق آمالا كبيرة على مبرر عمل المنطقة الامنة في شمال شرق سوريا لاقامة مخيمات للاجئين السوريين في العودة الى بلادهم … !!!