40 مليون دينار و 300 عامل وطن لإبقاء العقبة نظيفة

- يفيق زوار وسُّكان مدينة العقبة كل صباح، وبالكاد تجد ورقة تلوث شوارعها أو أحياءها أو حتى شواطئها، لكن وبمجرد انتصاف النهار يواجه عمال النظافة سيلا من النفايات هنا وهناك، في وقت تشير الأرقام الرسمية إلى إنفاق أكثر من 40 مليون دينار على النظافة في المدينة السياحية البحرية خلال 12 سنة الماضية. أكثر من 300 عامل وطن وآلياتهم في العقبة، يخوضون منذ أول أيام عيد الأضحى المبارك حربًا ضروسًا لإبقاء المدينة نظيفة وصحية، مدعومين بعبارات توعية في أرجائها كافة، لكن وفي المقابل هناك سؤال "هل يترك الزائر للمدينة والساكن فيها الشوارع والأحياء نظيفة كما وجدها في الصباح، بعد أن تم توفير مكبات لجمع القمامة في كل مكان وزاوية؟".

وكالة الأنباء الأردنية (بترا) رصدت على مدار أيام المدينة الساحلية الوحيدة في الأردن والمتنفس البحري الوحيد، لتجد أن هناك أيادي تنظف وأيادي تلوث في الوقت نفسه، فمن السَّهل جدّا أن تشاهد سائق سيارة يقذف علبة السجائر الفارغة من الشباك على الشارع الذي تم تنظيفه عدّة مرات في اليوم، أو تترك عائلة ما تبقى من طعامها على رمال الشاطئ الشعبي، وتجد من يلوث الجدران وبلا حرج بكتابات عبثية لا تزيد المدينة والدولة إلا إنفاقا وجهدًا اضافيين.

سألت "بترا" عائلات تركت قمامتها على شاطئ الغندور الشعبي الذي تم تطويره وتنظيمه للجميع، فأجابت بكل بساطة "في عمال نظافة"، رُغم وجود سِلال النفايات على مقربة منهم.
أم محمد التي تزور العقبة قادمة من مدينة الزرقاء برفقة شقيقها وزوجته، أشادت بنظافة المدينة وقالت إن "عمال النظافة على الشاطئ الجنوبي ينظفون على مدار الساعة"، داعية الى تشكل ثقافة النظافة عند من يزورها ويقطنها وفي ذلك توفير على الدولة، وتخفيف على عمال الوطن الذين يعملون طيلة ساعات النهار والليل، في أجواء حارة جدًّا ورطوبة عالية.
البحر أيضا لم يسلم من رمي النفايات، ففي رحلة على متن أحد المراكب السياحية الخاصة رافقتها (بترا)، كان عدد من الركاب يرمي القمامة والسجائر وبقايا الطعام في البحر دون مبالاة، رُغم توفر وسائل الحفاظ على النظافة داخل تلك المراكب.
مدير المركز الاعلامي الناطق الرَّسمي باسم السلطة الدكتور عبد المهدي القطامين قال لـ "بترا" إن عطاء النظافة محال على شركة اورباسير الإسبانية بكلفة 10 ملايين دينار ولمدة ثلاث سنوات، فيما يبلغ عدد عمال النظافة 300 عامل حسب حاجة العمل.
وأضاف، ان عطاء النظافة للمدينة يتم طرحه بانتظام منذ العام2007 وحتى اليوم وبنفس معدل الإنفاق الحالي تقريبا، وأحيلت العطاءات منذ طرحها على عدة شركات.
وعن آخر العطاءات يضيف القطامين إن طرح العطاء الحالي تم نهاية عام 2017 ولمدة 3 سنوات وبقيمة 10 ملايين دينار، ويتضمن إلزام المقاول بتوفير آليات حديثة بحد أدنى موديل 2014 وتشمل كابسات وكانسات طرق وغاسلات وآليات ثقيلة، إضافة إلى عمال ومشرفين بحد أدنى300 عامل، موزعين ضمن برامج عمل، ومناطق محددة في المدينة.
الأرقام الرسمية الأخيرة التي كشفتها السلطة عن عدد الزائرين لمدينة العقبة خلال عطلة عيد الاضحى المبارك بلغ 57 الفا و705 زائرين، ارتادوا المدينة بواسطة 9 آلاف و640 مركبة صغيرة ومتوسطة وكبيرة، وغادرها عبر المعابر الدولية الى طابا وشرم الشيخ 2160 مسافرًا.
وبينت الأرقام أن معدل اقامة الزوار في العقبة سواء في الفنادق او الشقق الفندقية او الاقامة بلغ ليلتين في حين وصل عدد حجوزات الفنادق من مختلف التصنيفات 12 الفا و 696 نزيلا وفي الشقق الفندقية 19 الفا و 104 نزلاء.
وتشير الأرقام إلى أن عدد الزوار الذين خيَّموا في المدينة بلغ 10 آلاف و 982 زائرًا والذين اقاموا في منازل اقاربهم ومعارفهم 8 آلاف و 58 زائرًا، وبلغ عدد سياح اليوم الواحد الذين امضوا يومًا واحدًا فقط في العقبة دون مبيت 7 آلاف و561 زائرا، وبلغ عدد زوار وسياح وادي رم 4239 زائرًا منهم 2306 من العرب والاردنيين، والف و 933 من جنسيات اجنبية متعددة.
العقبة وحسب القطامين أعدت خطة بالتعاون مع إدارة السير لتعديل مسار بعض الشوارع والتي شهدت اكتظاظا وتم توفير عدة أماكن لتوقف الحافلات الكبيرة خارج ووسط المدينة لمنع حصول أيِّ ازدحام مروري، وشملت القطاعات الصحية والإدارية والسياحية والخدماتية وتوفير الكوادر اللازمة لخدمة الشواطئ والساحات وأماكن الترفيه وتشغيل المرافق والمتنزهات العامة ومتابعة النشاطات الفنية والترويحية.
وبين أن كوادر الرقابة الصحية شددت الرقابة على أسواق المواد الغذائية والمطاعم والمنشآت الغذائية من خلال فرق التفتيش الغذائي التي تعمل على مدار الساعة، ونفذت من خلال مفوضية البيئة مبادرة "اتركها نظيفة" طالت مركزي جمرك وادي اليتم ووادي عربة وحدود الدرة والمناطق المحيطة بهما وشارك فيها كوادر من مديرية البيئة في السلطة والشرطة البيئية ومجلس الخدمات المشتركة وشركة اورباسير ومديرية شباب العقبة ومبادرة "اترك أثرًا" ومجموعة القمر الكشفية وهيئة شباب كلنا الاردن.

بترا