هل يصل غبار «الانفجار النووي» الروسي إلى مصر؟ حرب كلامية بين مواقع حكومية روسية ومصرية

 

شن موقع روسي هجوماً على صحيفة مصرية كتبت عن حدوث «انفجار نووي» بروسيا، لترد الصحيفة المصرية بهجومٍ أوسع لم يقتصر فقط على ما يخص «الانفجار» مفجر الأزمة بين الصحيفتين، وتحول الأمر إلى سجالٍ تراقبه الصحف.

روسيا اليوم: أخبار زائفة وصلت لمصر

كتب موقع «روسيا اليوم» الحكومي في نسخته العربية مقالاً يهاجم صحيفة «أخبار اليوم»، بعد نشرها خبراً عن حدوث انفجار نووي، وتطمئن فيه الصحيفة المصرية المواطنين عن ابتعاد احتمالية وصول الغبار الإشعاعي الناتج عن الانفجار الذي حدث في مدينة سفرودفنسك إلى مصر.

واعتبرت الصحيفة الروسية إن هذه الأخبار «زائفة» وصلت لمصر التي وصفتها بـ«الصديقة» في مقال للمحلل السياسي ألكسندر نازاروف، كتبت الصحيفة أسفله أنه يعبر عن رأيها أيضاً.

ورغم تأكيد المقال على ما نشرته الصحيفة المصرية وهو أن حياة المصريين في مأمن، ولا يوجد ما يؤثر عليهم من نتائج الانفجار، إلا أن الصحيفة الروسية كانت منزعجة من اعتبار «الغبار الإشعاعي من الانفجار النووي موجود بالفعل»، وأنه من بنات أفكار محرري الصحيفة المصرية وحسب.

وقالت الصحيفة الروسية إن ذلك حدث بـ«آلية البلاغ الكاذب عن لغم في طائرة أو مركز تجاري، الذي يهدف إلى بث الرعب في قلوب المواطنين، ليثبت فيما بعد أنه ليس سوى بلاغ كاذب من إرهابيي التليفون، لنشر الرعب على أوسع نطاق ممكن». 

وأضاف المقال: «لا يصاحب الانفجار النووي انطلاق لسحابة ذرية من الغبار فحسب، وإنما تصاحبه هالة ضوئية هائلة تشبه «عيش الغراب»، مع موجة من الهزات الأرضية لا تقل قوة عن الزلازل، تسجلها أجهزة قياس الزلازل في جميع الدول المحيطة، وترصدها المختبرات الجيولوجية في جميع أنحاء العالم»، واستغربت من عدم ملاحظة 183 من سكان المنطقة هذا الأمر.

وقالت حول ما اعتبرته «ابتكاراً» من الصحيفة المصرية: «لم يعد لدى روسيا أو أي دولة أخرى في العالم، في يومنا هذا، ومع تطور كافة وسائل التكنولوجيا والقياس والمعايرة، أي إمكانية أو فرصة للتعتيم على أي انفجار نووي، مهما كان صغيراً».

مؤكدةً أن الانفجار المقصود، عبارة عن انفجار محرك صاروخ استخدمت في الأجهزة مواد إشعاعية، وأعلن تسجيل 3 عدادات من أصل 8 تكشف التسرب الإشعاعي ارتفاعاً في الإشعاع تجاوز 10 أضعاف المستوى الطبيعي في ظرف ساعة من الانفجار.

لافتاً إلى تأثر سكان المنطقة بتعرضهم لإشعاع يعادل ما يتعرضون له في 10 أيام، لكنه عاد ليؤكد أن ذلك رغم إزعاجه لا يؤثر على صحة السكان، وعادت معدلات الإشعاع للمستوى الطبيعي بعد ذلك، مشبهاً الحادث بانفجار جهاز أشعة سينية وليس بانفجار نووي.

وقال إن ما نشرته الصحيفة ينافي الواقع فيما عدا تصريح وكالة الطقس الروسية وعدم تعرض مصر لأي ضرر، مؤكداً أن الصحيفة المصرية تنشر أخباراً كثيرة مغلوطة حول روسيا، وأضافت: «الصحيفة في هذه المرة لا تضر العلاقات الروسية المصرية فحسب، وإنما تبث رعباً «نووياً» مخيفاً ومزيفاً في قلوب ملايين البسطاء من الشعب المصري الصديق، الذين يواجه حملة «الأخبار الزائفة» ضد روسيا».

الصحيفة المصرية ترد: شظايا «جهل وتربص» تصيب أفكار «روسيا اليوم»

وبعد ساعات فقط، ردت الصحيفة المصرية على الروسية في تقرير طويل حمل عنوان شظايا «الجهل والتربص الإعلامي» تصيب أفكار «روسيا اليوم».

وقالت الصحيفة المصرية إن «روسيا اليوم» يعتمد في أخباره على الشبكات الاجتماعية، و«يروج لأفكار الإخوان»، وتحول لـ«أداة للمساس بالسيادة المصرية».

ووصفت في تقرير تجاوز الـ1600 كلمة كاتب المقال بـ«المحلل السياسي الذي يروج للخلافة التركية ويدعم المد الشيعي الإيراني».

وقالت الصحيفة إنه «هاجم بجهل بوابة أخبار اليوم بسبب بيان رسمي، وأسقط عليها زيفاً اتهامات تمارسها روسيا اليوم يومياً».