أسواق القدس القديمة.. تحف أثرية وتاريخ عريق
خمسة عشر بابا وسور تأخذك إلى حكاية مدينة القدس، هذه البقعة من الأرض تحمل تفاصيلا لا يقف المرأ بها عند حافة الإعجاب فحسب، بل تأخذك ثناياها إلى عبق التاريخ.
يعتبر باب العامود، والمعروف أيضا بباب دمشق، في الجهة الشمالية من سور المدينة المقدسة، أحد أهم أبواب المدينة وأبرز شرايينها، ففي تفاصيله فن معماري عريق يذهلك بمزج بين الصورة العسكرية والفن الهندسي.
وللداخل من هذا الباب أن يتوجه يمينا لحي الجبشة، أو سوق خان الزيت، ثم إلى القيامة، ويسارا إلىطريق الواد ومن ثم إلى المسجد الأقصى المبارك.
ومن هنا أيضا تتفرع إلى أسواق البلدة المقدسة، والتي تمتزج برائحة البهارات والأعشاب، والأكلات المقدسية الأصيلة.
واكتسبت أسواق القدس مسمياتها من البضائع التي تباع فيها، أو من نسبتها إلى أشخاص، أو لمعالمها الأثرية، وأشهر تلك الأسواق سوق القطانين واللحامين والعطارين والصاغة.
ويعتبر سوق العطارين أحد أبرز الأسواق في القدس، ويتميز بسقف مقوس يعود للفترة المملوكية.
ويرسم سوق العطارين صورة فنية تجسدت في 900 دونم اختصرت التاريخ في بيوت حجرية متلاصقة وحارات وأسواق قديمة تعلوها كنيسة القيامة والمسجد الأقصى، لتخطف شعورك بين الخشوع لروحانية المكان، وبين حرمة التاريخ، التي ما زالت آثاره عابقة في هذا الموقع.
وتمتع تلك المناظر المتجوّل بكل ما تشاهده عيناه، فالمعالم الحضارية لا حصر لها، أما الشوارع فتتفرع إلى أزقة تزداد جمالا بقببها وجدرانها العتيقة.
وفي القدس، لا بد من المرور من باب حطة وحارة الشرف، والانتقال عبر طريقي الآلام والواد، للوصول إلى الأزقة الضيقة التي تمنح النفس الراحة، لتقودك آذانك إلى صوت الأذان الممزوج بدقة جرس الكنائس في لحظة صمت تقف خاشعا أمامها.