اسرى "الاداري".. يضعون روحهم على كفهم مقابل حريتهم وكرامتهم

الانباط - وكالات

في أزقة مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة، يتقاسم الأهالي هناك الألم، فقد دخل اثنان من أبناء المخيم يومهم الـ37 في إضرابهم المفتوح عن الطعام وهما محمد أبو عكر ومصطفى الحسنات احتجاجا على اعتقالهم الإداري وتجديده لأكثر من مرة.

وشرع اليوم (امس) (40) أسيراً في معتقل "النقب الصحراوي" بإضراب إسنادي جديد مع الأسرى الثمانية المضربين عن الطعام، عقب أنهاء الدفعة الأولى من البرنامج الإسنادي إضرابها، التي ضمت (20) أسيراً.

ويواصل ثمانية أسرى في معتقلات الاحتلال إضرابهم عن الطعام رفضاً لاعتقالهم الإداري، أقدمهم الأسرى محمد أبو عكر، ومصطفى الحسنات، وحذيفة حلبية، وهم مضربون منذ (37) يوماً وسط ظروف صحية واعتقالية، يواجهونها داخل عزل معتقل "نيتسان الرملة".

وتقول مالكة أبو عكر جدة محمد، إنه تعرض للاعتقال سابقاً بينما كان والده داخل السجن وحُرم من إكمال تعليمه بجامعة بيت لحم، وحكم عليه بالسجن الفعلي عامين و7 أشهر وغرامة مالية، وبعد الافراج عنه بعام أعاد الاحتلال اعتقاله مرة أخرى.

وتضيف: جددت مصلحة السجون اعتقاله، هذا حكمه الإداري للمرة الثالثة على التوالي وقرر خوض الإضراب المفتوح "حاولت أنا ووالده منعه من خوض الإضراب لكنه أصر، لأنه السبيل الوحيد للخلاص من الاعتقال الإداري".

ولم تخفِ خوفها على حفيدها من التبعات الصحية للإضراب وهو هاجس لا يفارق العائلة خاصة بعد نقله إلى عزل سجن الرملة في ظروف صعبة وخسارته 20 كلغم من وزنه.

وأوضحت، بعد أسبوع من إعلان الشباب الإضراب نصبنا خيمة اعتصام ما زالت قائمة حتى اليوم، "ولكن التضامن الشعبي خجول لا يرقى إلى تضحيات الأسرى الذين ضحوا بزهرة شبابهم في سجون الاحتلال".

لم تختلف حالة الترقب والانتظار التي تعيشها عائلة أبو عكر عن حالة عائلة الحسنات، الذين يتربص بهم القلق خوفا على مصير أبنائهم.

ويقول والد الأسير مصطفى: حالتنا النفسية صعبة ومتعبة، كيف لنا أن يهنأ عيشنا وفلذة كبدي في زنازين الظلام يصارع الجوع والعطش والحرمان والحر في آن واحد".

ويؤكد أنه مندهش من كمية الصبر والعزيمة والإرادة التي يتحلى بها، فهو وضع روحه على كفه مقابل حريته وكرامته رغم كل الصعاب التي يعيشها.

ويضيف أن ابنه مصطفى تم اعتقاله ثلاث مرات، فكان في اعتقاله الأول يبلغ 16 عاما ومصاب برصاص في قدمه، وفي الثانية أصيب بشظايا رصاص متفجر بقدمه أيضا، وفي هذه المرة تم تجديد اعتقاله الإداري ثلاث مرات متتالية.

وناشد المؤسسات الدولية والإنسانية كافة بضرورة التدخل والالتفات للوضع المعيشي للأسرى عامة وإنقاذ حياة المضربين عن الطعام.

بدوره، قال المتحدث الإعلامي باسم نادي الأسير عبد الله زغاري، أن سلطات الاحتلال أصدرت 500 قرار اعتقال إداري بحق 500 أسير عام 2019، بينهم 200 تم تجديد حكمهم الإداري أكثر من مرة، و 100 تم تجديده نحو اربع مرات.

وأكد أن المحاكم العسكرية الإسرائيلية المتعلقة بالاعتقال الإداري صورية تستند باتخاذ قراراتها للمؤسسة الأمنية، مشيراً إلى أن الاعتقال الإداري ينتهك حقوق الإنسان والمعاهدات الدولية، وهو ملف سري ومغلق ولا يسمح للأسير ومحاميه من الاطلاع عليه، وتتراوح مدته من شهر الى ستة قابلة للتجديد بعد انتهاء القرار.