مهرجان جرش... معا لتكريس سيرورة الحضارة المملكة المتحدة تقدم مساعدات مالية للأراضي الفلسطينية المحتلة لتعزيز استقرارها سلطة وادي الأردن تدعو المزارعين لاتخاذ الاحتياطات في ظل ارتفاع الحرارة السفارة السويسرية والصليب الأحمر تسلطان الضوء على المبادئ الإنسانية اتفاقية تعاون بين عمان الأهلية وممثلي شركة Kotler Impact وفد من السفارة الماليزية يزور عمان الأهلية مذكرة تفاهم بين جامعة اليرموك وجمعية الأطباء الأردنية الأميركية فريق أردني يطلع على التجربة الهولندية والبلجيكية بصناعة الهيدروجين الأخضر تعليق الدراسة في إسرائيل للمطالبة بتبادل الأسرى استحداث تخصصات جامعية بمختلف البرامج حماية المستهلك تقدم مجموعة من النصائح للراغبين في شراء الاضاحي "صناعة الأردن" تستضيف اجتماع يستعرض عمل لجان "تحديث المنظومة الأكاديمية" المبيضين: خطاب الملك في فعالية اليوبيل ورقة مرجعية لحقبة من تاريخ المملكة الملكية الأردنية تبدأ اليوم بتسيير رحلات موسمية إلى بافوس المواصفات تبدأ تطبيق خطّتها الرّقابيّة لعيد الأضحى سلطة وادي الأردن : تدعو الاخوة المزارعين لاتخاذ الاحتياطات في ظل ارتفاع درجات الحرارة الرواشدة: مؤتمر سيجري الخامس نهاية الشهر الحالي وتحت عنوان "الشبكات الكهربائية المستدامة والرقمنة نحو المستقبل" الإعلان عن برنامج مهرجان عمان السينمائي بدورته الخامسة انخفاض النفط والذهب عالميا الجيش العراقي يطيح بعنصر من داعش شمالي البلاد
مقالات مختارة

إنَّهم يحاولون اغتيال الوطن

{clean_title}
الأنباط -

حتى عهد قريب كان الاختلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية، والهوية الوطنية الجامعة هي القاسم المشترك لكل القوى السياسية، والنخب، والفعاليات الأكاديمية، والثقافية، والفكرية. وحتى يحدث التباين في الرأي يكون الاختلاف دون خلاف، وفي الغالب الأعم يتم توظيف الهويات الفرعية؛ لتعزيز اللحمة الوطنية، وعلاقات النخب والساسة مع الدول الأخرى، والأنظمة الحاكمة فيها؛ لخدمة الاستقرار الوطني الأردني ، ودعم اقتصاده. وكان من خوارم المروءة أن يساوم أردني على مصالح الدولة العليا، أولوياتها الوطنية.

الأردن دولة ديمقراطية متحضرة لا تأكل أبناءها، ولا تفتك بقواها السياسية، وحالة الانسجام في القضايا المصيرية تنتج توافقاً وطنياً يعبر عن طبيعة الشعب الأردني الطَّيب النَّقي، وثمّة أمثلة في مفاصل وطنية مهمة في مطلع التسعينات وفي "حكومة مضر بدران" أبدت قوى سياسية، وشخصيات وطنية محترمة استعداداً للتضحية بالعملية الديمقراطية برمتها من أجل خدمة الاقتصاد الوطني الذي تعثر وقتها وخضع لاشتراطات سياسية خارجية رفضها جلالة المغفور له الملك الحسين بكل إصرار حينذاك.

أذكر في مؤتمرات كنت قد شاركت فيها في بغداد، وصنعاء، وبيروت في منتصف التسعينات وما بعدها؛ أن الشخصيات الوطنية الأردنية والتي كانت تمتطي صهوة المعارضة الشرسة للحكومة حينها؛ أمثال الأستاذ حسين مجلي-رحمه الله- وفخري قعوار -شافاه الله- وتوجان فيصل، وحمزة منصور، وغيرهم وكثير ممن تأبى عليهم كرامتهم الوطنية جلد الوطن على منابر الآخرين، وكانوا يدافعون عن مصالحنا الوطنية العليا هناك بصلابة، حتى إذا عادوا أوسعوا الحكومات نقداً، وتقريعاً، وقالوا كلمتهم دون وجل اتفقنا معهم، أم لم نتفق.

لم نعد نحتمل حالة الصلف في جلد الوطن، ومحاولة النيل منه والإضرار به من قبل أشخاص هم آخر من تبوأوا المواقع العامة وأول من أساء إليها، ولم نعد قادرين على مواراة الغضب، ومداراة الصبر، فالكرامة الوطنية ليست وجهة نظر، والثقة العامة التي منحت لهؤلاء لا يمكن أن تكون شيكاً على بياض، والذين يتطاولون على أوطانهم نصرة للأجنبي وتكون مرجعيتهم لدول أخرى، وأجهزة، وسفارات حري بهم لعنة التاريخ، وازدراء المخلصين، ودعوات أمهات الشهداء، والفقراء بأن يرد كيدهم في نحورهم.

أكبر اغتيال للوطن هو أن نخذله بعد أن شربنا من مائه، وتفيأنا ظلاله، ونعمنا فيه بالأمن، والسكينة، وأعظم امتهان لكرامتنا الإنسانية، والوطنية في المساومة على أحلامنا الوطنية في سوق العمالة، والتبعية للآخرين على حساب الوطن، وحليب الأمهات الذي لا يزرع فينا النخوة الوطنية، ونصرة الوطن دون قيد، أو شرط هو أولى بالبحث، والتحري عن جدواه، وقدسيته، وعنفوانه. والوطنية التي لا تنبع من تراب الوطن وإليه هي مشروع وهم لا يليق. 

الحكومة لا تملك الخيار في السكوت على هؤلاء الذين بلغ فيهم السيل الزبى ممن لا يراعون في الوطن، وكرامته إلاًّ ولا ذمة، والمسافة ما بين حرية الرأي الذي ندافع عنها بكل إصرار والإضرار بالوطن نصرة للأجنبي إنَّهم يحاولون اغتيال الوطن ...!!

حتى عهد قريب كان الاختلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية، والهوية الوطنية الجامعة هي القاسم المشترك لكل القوى السياسية، والنخب، والفعاليات الأكاديمية، والثقافية، والفكرية. وحتى يحدث التباين في الرأي يكون الاختلاف دون خلاف، وفي الغالب الأعم يتم توظيف الهويات الفرعية؛ لتعزيز اللحمة الوطنية، وعلاقات النخب والساسة مع الدول الأخرى، والأنظمة الحاكمة فيها؛ لخدمة الاستقرار الوطني الأردني ، ودعم اقتصاده. وكان من خوارم المروءة أن يساوم أردني على مصالح الدولة العليا، أولوياتها الوطنية.

الأردن دولة ديمقراطية متحضرة لا تأكل أبناءها، ولا تفتك بقواها السياسية، وحالة الانسجام في القضايا المصيرية تنتج توافقاً وطنياً يعبر عن طبيعة الشعب الأردني الطَّيب النَّقي، وثمّة أمثلة في مفاصل وطنية مهمة في مطلع التسعينات وفي "حكومة مضر بدران" أبدت قوى سياسية، وشخصيات وطنية محترمة استعداداً للتضحية بالعملية الديمقراطية برمتها من أجل خدمة الاقتصاد الوطني الذي تعثر وقتها وخضع لاشتراطات سياسية خارجية رفضها جلالة المغفور له الملك الحسين بكل إصرار حينذاك.

أذكر في مؤتمرات كنت قد شاركت فيها في بغداد، وصنعاء، وبيروت في منتصف التسعينات وما بعدها؛ أن الشخصيات الوطنية الأردنية والتي كانت تمتطي صهوة المعارضة الشرسة للحكومة حينها؛ أمثال الأستاذ حسين مجلي-رحمه الله- وفخري قعوار -شافاه الله- وتوجان فيصل، وحمزة منصور، وغيرهم وكثير ممن تأبى عليهم كرامتهم الوطنية جلد الوطن على منابر الآخرين، وكانوا يدافعون عن مصالحنا الوطنية العليا هناك بصلابة، حتى إذا عادوا أوسعوا الحكومات نقداً، وتقريعاً، وقالوا كلمتهم دون وجل اتفقنا معهم، أم لم نتفق.

لم نعد نحتمل حالة الصلف في جلد الوطن، ومحاولة النيل منه والإضرار به من قبل أشخاص هم آخر من تبوأوا المواقع العامة وأول من أساء إليها، و لحساب أنظمة اجمع العالم على دمويتها وتنكيلها بشعبها ولم نعد قادرين على مواراة الغضب، ومداراة الصبر، فالكرامة الوطنية ليست وجهة نظر، والثقة العامة التي منحت لهؤلاء لا يمكن أن تكون شيكاً على بياض، والذين يتطاولون على أوطانهم نصرة للأجنبي وتكون مرجعيتهم لدول أخرى، وأجهزة، وسفارات حري بهم لعنة التاريخ، وازدراء المخلصين، ودعوات أمهات الشهداء، والفقراء بأن يرد كيدهم في نحورهم.


أكبر اغتيال للوطن هو أن نخذله بعد أن شربنا منه الماء، وتفيأنا به الظلال، ونعمنا فيه بالأمن، والسكينة، وأعظم امتهان لكرامتنا الإنسانية، والوطنية في المساومة على أحلامنا الوطنية في سوق العمالة، والتبعية للآخرين على حساب الوطن، وحليب الأمهات الذي لا يزرع فينا النخوة الوطنية، ونصرة الوطن دون قيد، أو شرط هو أولى بالبحث، والتحري عن جدواه وقدسيته وعنفوانه، والوطنية التي لا تنبع من تراب الوطن وإليه هي مشروع وهم لا يليق. 

الحكومة لا تملك الخيار في السكوت على هؤلاء الذين بلغ فيهم السيل الزبى ممن لا يراعون في الوطن، وكرامته إلاًّ ولا ذمة، والمسافة ما بين حرية الرأي الذي ندافع عنها بكل إصرار والإضرار بالوطن نصرة للأجنبي تواطُؤًا معه هي واضحة لكل أحرار الوطن، والبوصلة التي تتجه صوب السفارات هي بوصلة لا تليق بأشراف الوطن، ونخبه الحيه، والمروءة التي لا تصنع من تمازج الشرف الوطني، والكرامة الوطنية لا يمكن صنعها في جلد الوطن على منابر الغرباء، وحسبي دوماً ان هذا الوطن عزيز كبير شامخ بشعبه وقيادته وسيبقى...!!!