بكين: تصعيد واشنطن الأحادي للنزاعات التجارية يثبت عدم جدارتها بالثقة

  الانباط - وكالات

 اكدت الصين، ان التخبط الأمريكي يثبت عدم جدارة واشنطن بالثقة في التوصل إلى اتفاق معها، موضحة انه بعيدا عن تقويض زخم المحادثات التجارية، فانه يتعين على الإدارة الامريكية الأخذ في الاعتبار أن تنمرها وتهديدها بفرض تعريفات، وهو الأمر الذي لم ينجح في الماضي، لن ينجح أيضا هذه المرة.

وكان البيت الأبيض أعلن الخميس عن خطط لفرض تعريفات إضافية على الواردات الصينية اعتبارا من أول "سبتمبر"، رغم وصفه المحادثات التجارية الصينية-الأمريكية التي اختتمت مؤخرا في شانغهاي بـ"البناءة".
واوضحت بكين، تصعيد واشنطن الأحادي للنزاعات التجارية يعد خرقا خطيرا للثقة بعدما توصل الجانبان في "يونيو" إلى توافق لاستئناف المحادثات التجارية على أساس المساواة والاحترام المتبادل.

ولمدة تزيد على عام، تسببت النزاعات التجارية التي أطلقتها الولايات المتحدة مع الصين بتعثر ليس فقط النمو الاقتصادي للدولتين ولكن أيضا للعالم. كما يضر تقلبها النظام العالمي الحالي ويتسبب بمزيد من الشكوك.

وقالت بكين، انه مع استعداد الإدارة الامريكية فرض تعريفات جديدة بنسبة 10% على ما قيمته 300 مليار دولار أمريكي من الواردات الصينية المتبقية، ذهب صدق واشنطن بالتوصل إلى اتفاق تجاري متبادل النفع مع بكين أدراج الرياح. مضيفة، ان التقلب الجديد أظهر أن بعض السياسيين في واشنطن يحاولون تصعيب الأمور ضد الصين والحصول على نقاط سياسية رخيصة في وقت تقترب فيه الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وقال مات بريست، رئيس جمعية موزعي وبائعي الأحذية الأمريكيين، إن الإدارة الأمريكية تستهدف هذه المرة قطاعا كبيرا من السلع الاستهلاكية، وهي "تستخدم العائلات الأمريكية رهائن" في مفاوضاتها التجارية.

وبينما يتفاخر البيت الأبيض بفرض ضرائب على الصين حتى التوصل لاتفاق تجاري، ينبغي عليه الأخذ في الاعتبار أن الصين ستقبل فقط اتفاقا مربحا للطرفين على أساس الاحترام المتبادل والمعاملة المتساوية، وفقا لبكين، التي اكدت ان موقفها ثابت وواضح ولا ترغب بحرب تجارية ولكنها لا تخاف من أحد.

واوضحت، انه ردا على فرض واشنطن الرسوم منذ مارس 2018، اضطرت الصين إلى اتخاذ تدابير قوية مضادة. وفي هذه الحالة لن يكون هناك استثناء. وحتى الآن، لا تزال ملتزمة بمعالجة مشكلاتها التجارية مع واشنطن طالما أن التسوية قائمة على الاحترام المتبادل والمساواة والتوافق مع مصالح الصين الرئيسية. والصين ستجد دائما طريقا لمقاومة أي ضغط إذا لم يجري التوصل إلى اتفاق.

وتابعت بكين، إن الخطوة الأمريكية ستلحق المزيد من الضرر بسمعة الولايات المتحدة. كما ستضر بالمستهلكين الأمريكيين. لكن الحقائق برهنت على أن مثل هذا التكتيك لا جدوى منه. مبينة انها حافظت دوما على وعودها ونفذت التوافق الذي تم التوصل إليه في قمة أوساكا بين رئيسي البلدين.

ورغم تصعيد الاحتكاكات التجارية، فإن الاقتصاد الصيني حافظ على قوة دافعة تصاعدية مطردة، مظهرا بذلك قدرة قوية على التحمل في مواجهة التحديات الخارجية.

وخلال النصف الأول من العام الجاري، انخفضت صادرات الصين إلى الولايات المتحدة بنسبة 2.6 بالمئة، فيما انخفضت واردات الصين من الولايات المتحدة 25.7 بالمئة، ما يشير إلى أن الصادرات الأمريكية إلى الصين أكثر قابلية للاستبدال، وأن الصين تستطيع التعويض عن تأثير الزيادة في الرسوم الجمركية عبر تنويع شركائها التجاريين.

ومنذ مايو العام الجاري، أبدت الصين مجموعة كبيرة من الاستجابات الحازمة والواضحة، ما يشير إلى أن الصين لا ترغب في حرب تجارية لكنها في الوقت نفسه لا تخشى تلك الحرب، وستخوضها إذا لزم الأمر.

وفي سياق متصل حث المبعوث الصيني لدى الأمم المتحدة الجمعة الماضي، الولايات المتحدة على "العودة إلى المسار الصحيح" للتعامل مع الاحتكاكات التجارية بين اكبر اقتصادين في العالم.

وقال تشانغ جون الممثل الصيني الدائم لدى الأمم المتحدة، إن الصين تأسف على تهديد الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 10 في المائة على واردات من الصين بقيمة 300 مليون دولار أمريكي بداية من أول سبتمبر.