قبل الانتخابات.. اسرائيل تقرع طبول الحرب على غزة

اشتداد العنف الإسرائيلي بعد عملية أبو صلاح

 الانباط - وكالات

لم تختلف جمعة «مجزرة وادي الحمص» الـ69 لمسيرات العودة، على الحدود الشرقية لقطاع غزة، عن سابقاتها، ولم يختلف فيها العنف الإسرائيلي ضد المتظاهرين. لكن بطش قوات الاحتلال هذه الجمعة كان على أشدّه، بسبب حالة الاستنفار التي تسودها، على خلفية تنفيذ الشهيد هاني أبو صلاح عمليته داخل الأراضي المحتلة عام 1948، قبل 3 ايام، وأدّت إلى إصابة 3 جنود من لواء «غولاني» بجروح.

في تظاهرات الجمعة، أُصيب 49 فلسطينياً بجروح، 24 منهم جراء إطلاق الرصاص الحيّ عليهم. أما في القدس المحتلة، فقد أصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق، بعد إطلاق جيش الاحتلال القنابل المسيلة للدموع عليهم، خلال تأديتهم صلاة الجمعة في حيّ وادي الحمص، تنديداً بهدم سلطات العدو مباني في الحيّ.

 يأتي ذلك في وقت بدا فيه جدول الأعمال الإسرائيلي سياسياً بشكل واضح. قبل الانتخابات الإضافية فيما تحظى المسائل الأمنية باهتمام محدود.

"هذا صيف هادئ بشكل استثنائي بالمفاهيم العسكرية. أما الذي حدث على حدود القطاع، وأصيب فيه ضابط إسرائيلي وجنديان بنار أحد أعضاء حماس متسللاً إلى الأراضي الإسرائيلية، فمشكوك في أنه سيغير هذه الصورة من الأساس"، وفقا للمحلل الساسي الاسرائيلي عاموس هرئيل.

ويقول هرئيل "ان الهزة السياسية لا تقلل من عبء المهام وقلق أجهزة الأمن، الانشغال بها جري في معظمه من وراء الكواليس ومركز لدى المستويات المهنية. إصغاء بنيامين نتنياهو وهو يحمل وظيفتي وزير الدفاع ورئيس الحكومة محدود بالوقت والعمق. نتنياهو غارق في المعارك على بقائه السياسي وفي معاركه القانونية. معظم المسائل الأمنية وتحديداً التي يطلب فيها حسم للمدى البعيد، في تجميد عميق..

ويضيف، "ليست شبيهة بمعظم الحملات الانتخابية في العقود الأخيرة؛ فالخلافات والتخوفات الأمنية لا تحتل مكاناً رئيسياً في الحملة الحالية. الهدوء النسبي الذي ساد خلال بضعة أسابيع حتى أمس (الاربعاء) في قطاع غزة، خفف قوة انتقاد سياسة نتنياهو هناك. في الحملة الانتخابية الأخيرة التي انتهت بشلل سياسي، يطل التهديد الرئيسي لمكانة نتنياهو في المجال الأمني من قطاع غزة. عدد من جولات التصعيد في القطاع وعمليات صعبة في الضفة الغربية أثار للحظة مخاوف اندلاع كبير. وهذا ليس مؤقتاً، لأن نتنياهو صك أسنانه، وضبط نفسه، وخفف قوة رد الجيش".

" مقاربته للقطاع كلفته انتقاداً شديداً من قبل إسرائيل بيتنا واليمين الجديد وأزرق أبيض، وأحياناً حزب العمل، الذين اتهموه بإبداء جمود عسكري أمام حماس. ولكن البديل، أي  تلك الحرب التي نعرف كيف تبدأ ولا نعرف كيف ستنتهي، فقد ظهر أكثر إشكالية لنتنياهو. لقد اتبع ضبط نفس يشبه ما كان في جولة القتال الشديدة الأخيرة في القطاع، في بداية أيار".

ويتابع "في غزة، ورغم عدم رغبته الواضحة، ظهر له سيناريو لا مناص منه، يمكن أن يتحقق حتى قبل موعد الانتخابات في 17 أيلول. الأسبوع الماضي وفي الاحتفال بالذكرى السنوية لشهداء عملية الجرف الصامد، قال إن حكومته تعمل على التوصل إلى تهدئة في القطاع، لكن في الوقت نفسه قال “نحن مستعدون لعملية أوسع توقع ضربة بحماس والجهاد الإسلامي، ضربة عسكرية لم يسبق لها مثيل حتى اليوم. لا أستطيع تقديم تفاصيل، لكن هذه ليست كل شيء. نريد تهدئة؛ ومستعدون لمعركة”.

"مع ذلك، يجب علينا قراءة ما بين السطور، فالتوجيه العسكري للمراسلين لا يتحدث عن احتلال القطاع، بل عن عملية برية واسعة، بحيث “تسبب أضراراً كبيرة” للذراع العسكري لحماس..بعيداً عن الأفكار التي أسمعها وزير الدفاع افيغدور ليبرمان عندما تخاصم مع نتنياهو واستقال من وظيفته في تشرين الثاني الماضي. في هذه الأثناء خفف نتنياهو نغمته، بما في ذلك محادثاته المغلقة؛ أولاً، لأنه يعتقد بأن التورط العسكري في غزة سيضعه في خطر ملموس يخسره الانتخابات. وثانياً، لأن باقي الأطراف الشريكة – حماس والوسطاء من قطر، موصر والأمم المتحدة – يسمعون نغمات جديدة، أكثر تفاؤلاً".