والد لأسيرين واخ لشهيد.. هماش.. شعلة الأسرى المضيئة

 الانباط - وكالات

لم يقف المرض وعدم المقدرة على الحركة منذ عامين ونصف العام، حائلا أمام عبد الكريم هماش "أبو حلمي"، في تأدية واجبه الوطني والأخلاقي الذي بدأه منذ قرابة الـ25 عاما تجاه الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

"أبو حلمي" (70 عاما)، من مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم، ووالد للأسيرين حلمي المحكوم بالسجن المؤبد (12 مرة)، ومحمود المعتقل اداريا، واخ لشهيد، لا تفوته مناسبة ولا فعالية تضامنية مع الأسرى الا وشارك فيها حتى اصبح يلقب بأيقونة تضامن الأسرى والمعتقلين.

"احرص دوما ان أكون حاضرا في كل فعالية تخص الأسرى والمعتقلين هذا كان قبل ان يعتقل أبنائي، بدأت المشوار في بداية التسعينيات الى جانب مؤسس نادي الأسير الفلسطيني، كنت اربط الليل بالنهار دون ملل وكلل وانا اتفقد بيوت الأسرى"، قال أبو حلمي.

وأضاف "في عملي كنت اشعر ان كل أسير او أسيرة هو ابني او ابنتي، كنت منهم واليهم، لا افرق بينهم حسب توجهاتهم التنظيمية، بل أرى فيهم الوطن الحبيب".

معاناته الحقيقية لم تبدأ عندما حكم ابنه 12 مؤبدا قبل 17 عاما، بل عندما توفيت زوجته أفاد "أبو حلمي" الذي اصابه المرض واقعده وأصبح يتنقل عبر كرسي متحرك، ما حرمه من زيارة نجليه في سجون الاحتلال.

"لم أرَ ابني حلمي ومحمود منذ ان اقعدني المرض، اتحدث إليهما بالتلفون، لكن لا يطفئ نار الشوق والحنين إليهما الا أن أقف امامهما وأتأملهما واحضنهما واقبلهما" قال وغرق بالدموع، وتابع: "هذا الكرسي المتحرك أصبح الصديق الصدوق بالنسبة لي، يساعدني في تأمين وصولي لأي فعالية وطنية، خاصة مع قضية الأسرى الغالية على قلبي ولها ركن أساسي في حياتي، لا اترك مناسبة سواء للأسرى من تضامن او اعتصام او حتى نصب خيمة للمعتقلين الا واكون حاضرا فيها، احرص على تواجدي مع المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، في خيمة الاعتصام بمخيم الدهيشة.. نهارا وليلا، وفي كل وقت.

يقول "أبو حلمي" الذي رزق بسبعة من الأبناء والبنات.. "صحيح لم اعتقل من قبل الاحتلال، الا أن نضالي كان حاضرا من خلال الرياضة، فأنا كنت أحد ابطال فلسطين في كمال الاجسام ورفع الاثقال".

"أبو حلمي" كُتب عنه الكثير، وارتبط اسمه بالقهوة، حتى أن رئيس هيئة الأسرى والمحررين الوزير السابق عيسى قراقع كتب مقالا في 25/8/2016 بعنوان "عكازات الجرحى وقهوة أبو حلمي".

ويقول: أبو حلمي هماش ارتبط اسمه بنادي الأسير الفلسطيني منذ تأسيسه عام 1993، كان حاضرا في كل الاعتصامات والفعاليات والاضرابات، وهو من المناضلين الدائمين حتى وقتنا الحالي مع الحركة الأسيرة.. إنه باختصار جزء من تاريخ حركة التضامن الفلسطيني مع المعتقلين، وأكثر من ذلك انه يمثل كل فلسطيني اصيل، شكل وما زال قوة مثال، ووجوده رسالة للآخرين تحفزهم من اجل الوقوف مع أبنائهم المعتقلين لإطلاق صوتهم.