سياحة الطبيعة ... علاج للتوتر !!!

نايل هاشم المجالي

هناك اشارات ومؤشرات نفسية وسلوكية وجسدية لعدم توازن الانسان نفسياً وعملياً مرتبطة بحالة عدم التوازن للانسان بسبب القلق والتوتر والاضطراب ؛ نتيجة كثير من العوامل منها المتغيرات الاساسية التي تمس حياته المعيشية والعملية كل هذه التوترات والانفعالات تؤثر على صحته وأدائه لعمله ، مما يعني وجود خلل داخلي ينعكس على جسده وفكره وروحه وتعامله واعراض نفسية وكل ألم جسدي يؤدي الى ألم نفسي والعكس صحيح. فنحن بحاجة الى توازن نفسي واستقرار وتناغم روحي وسلمي فالطعام والشراب والمسكن والحاجة الى المال لتغطية هذه المتطلبات والقدرة على مواجهة المتغيرات اصبحت تحديات واصبح المواطن يشعر انه منفصل عن الحياة بحالة عدم وجود الاستقرار والامان والحاجة لاشباع رغباته ومتطلباته المعيشية فقط في ادنى حالاتها واصبح مع تغير الحكومات المتعاقبة وتبني كل واحدة منها برنامج رفع الاسعار والضرائب واسلوب جباية جديد وفق انماط تحايلية متعددة يجعل المواطن يخاف بدون سبب فمن اين يأتي بالسند والمدد والاطمئنان فالغالبية العظمى من الشعب ينتابه التوتر والضغط النفسي والاجهاد لاسباب عملية ومعيشية واجتماعية والجسم يحاول مقاومة هذه التأثيرات السلبية التي تسبب خسارة في راحة البال وهدوء الحال وتسبب العديد من الامراض العصبية المفرطة وكما يقول العلماء والخبراء اننا نستطيع في هذه الحالة ان نصل الى حالة الصفاء من خلال التأمل والاسترخاء بانتظام حيث يتم تغيير الموروثات المسؤولة عن استجابة الجسم لحالات التوتر والضغط وان حالة الاسترخاء والتأمل تنعكس ايجابياً على التوازن الفكري والاستقرار النفسي ويحمي من ارتفاع ضغط الدم والارق والقلق وغيره فالاسترخاء والتأمل بانتظام يغير بمورثات الجهاز المناعي للانسان والمورثات المسؤولة عن افراز الانسولين كذلك فانه يغمرنا بحالة من السلام الداخلي ويعدل المزاج ويعزز الصحة ويقوي المناعة .

والتأمل والاسترخاء لا يتحقق الا في بيئة الطبيعة التي تزخر فيها بلادنا ليعانق الاشجار ويداعب الازهار والمشي على عشبها واحجارها والاكل من خيراتها المتوفرة والدواء من اعشابها واستخدام زيوتها العطرية وزيادة الاواصر العائلية بالاستغناء ولو لفترة زمنية قصيرة عن الالكترونيات تلفزيون وكمبيوتر وخلويات لتعبر عن عواطفنا وتعيد حيويتنا ونشاطنا والاطفال يلعبون بعيداً عن الضغط النفسي دون خوف مع الطبيعة بعيداً عن الانفعالات وعن الوحدة ومزيداً من الانفتاح مع الطبيعة ويجب على الجهات المعنية المسؤولة عن السياحة الداخلية ان توفر خريطة ورقية او الكترونية تحدد المواقع المؤهلة لاستضافة العائلات وسط اجواء الطبيعة وتوفر لهم المكان المناسب مهما كان بسيطاً ورخيصاً والخدمات المكملة حسب القدرة المالية لكل عائلة وان تكون الاجواء مناسبة وملائمة للراحة وصفاء النفس فهل هذا الشيء متوفر لدينا ام سيبقى المواطنون يرتادون جوانب الطرق الرئيسية والجلوس تحت الاشجار ووسط اخطار متعددة وظاهرة غير حضارية كما نشاهدها على طريق المطار او شارع الاردن واماكن كثيرة تغلق سياراتهم مسارب الطرقات ويتركون المخلفات ومنها ما يتطاير عبر الطرقات لذلك من المهم إعداد أماكن مخصصة لذلك وفق اكثر من نموذج خدمة اختيارية تتناسب ودخل المواطن بالتشارك مع القطاع الخاص شركات متخصصة او جمعيات تعنى بالبيئة وقادرة على توفير مثل هذه الاماكن والخدمات خاصة ان هناك منحاً متوفرة لدى وزارة البيئة والتخطيط مخصصة لتمويل مثل هذه المشاريع البيئية المنتجة والخدماتية وتوفر فرص عمل للشباب الطموح وتعطي فرصة للابداع في تطوير مثل هذه الخدمات وما تحتاجه من مكملات لخدمة العائلات .

 

 

       Nayelmajali11@hotmail.com