«الفاتيكان».. أسرار وتاريخ أصغر دولة في العالم

واشنطن-وكالات

لا تملك اقتصاداً كباقي الدول، ومساحتها لا تزيد عن النصف كيلومتر مربع، وبعدد سكان لا يتجاوز الـ 1000 نسمة فقط، منهم أقل من 500 شخص يحملون جنسيتها، وبدون أي جيوش أو أجهزة أمنية، تعتبر الـ«فاتيكان» أصغر دولة في العالم على الإطلاق، ورغم أنها دولة مُعترف بها بشكل رسمي وعلى نطاق دولي. إلا أنها لا تخرج عن حدود ما يُقارب «حيّ سكني» في مدينة كبيرة. وإليكم عدداً من أهم الأسرار والمعلومات التاريخية عن «الفاتيكان».. أصغر دولة في العالم.

 

 

دولة بحجم حيّ سكني..

في منتصف العاصمة الإيطالية روما، توجد دولة بحجم حيّ سكني لا يتجاوز النصف كيلومتر المربع، إنها دولة الـ«فاتيكان Vatican»، التي تقع على قمة تلة صغيرة قريبة من نهر الـ«تيبر»، ثاني أكبر أنهار إيطاليا. وتتكون الدولة الأصغر من عدة معالم تاريخية وأثرية دينية، أهمها على الإطلاق ومركزها، ساحة «كاتدرائية القديس بطرس»، ومن ثم حدائق الفاتيكان.

 

 

مساحتها صغيرة.. ولكن

على الرغم من المساحة الصغيرة لدولة «الفاتيكان»، إلا أنها تعتبر قوة سياسية ودينية هائلة في العالم كله. فهذه «الدولة المدينة» التي يحكمها رجال الدين المسيحيون، تعتبر «رأس الهرم الديني» للمسيحية، وتحديداً للكنيسية الكاثوليكية في مختلف أنحاء العالم، والذين يقدر أتباعها بأكثر من مليار و147 مليون شخص. ومن المثير بأمرها، أنها تعتبر «دولة مستقلة بالكامل»، ولها سلطتها الخاصة التي لا تتبع لأي سلطة سياسية أخرى. حتى السلطات الإيطالية التي تتواجد هذا الدولة ضمن عاصمتها روما.

 

 

حكومة الفاتيكان..

الـ«بابا»، هو زعيم أو رئيس «الفاتيكان»، وهو رأس الكنيسية الكاثوليكية في العالم عموماً، ويُعامل تماماً معاملة ملوك ورؤساء الدول السياسيين عند زيارته لأي دولة أخرى. وبعد أن يتم انتخاب الـ«بابا» من قبل ما يسمى «مجمع الكرادلة»، يصبح بين يديه صلاحيات هائلة وغير محدودة على الإطلاق طوال الحياة وحتى لحظة وفاته الأخيرة. والرئيس الحالي للفاتيكان، هو «فرانسيس»، الذي يعتبر الـ«بابا» رقم 266 في تاريخ هذه الدولة.

 

 

هكذا تم تأسيس «الفاتيكان»..

في بدايات القرن العشرين الماضي، وصلت النزاعات والصدامات بين الكنائس المسيحية المختلفة، حداً لا يُمكن غفلانه أو السكوت عنه. حتى تم توقيع معاهدة «لاتيران» خلال العام 1929، وهي إحدى ثلاث اتفاقيات عُقدت ما بين «مملكة إيطاليا» و«‌الكرسي الرسولي»، وكانت تتألف من ثلاث معاهدات، الأولى «السياسية» التي تشمل اعترافاً بالسيادة الكاملة للكرسي الرسولي على دولة الفاتيكان. والثانية التي نظمت موقف الكنيسة الكاثوليكية و‌الديانة المسيحية في إيطاليا. والثالثة كانت «مالية». وبموجب هذه الاتفاقية اعترفت جميع الدول الأوروبية بـ«الفاتيكان» على أنها دولة بشكل رسمي.

بعد هذا الاعتراف، تم تخصيص مساحة تقدر بأقل من نصف كيلومتر مربع على رأس تلة في منتصف العاصمة روما، وبُنيت عليها الأبنية التي يعمل فيها موظفو هذه الدولة الصغيرة، ومقرات سفارات الدول الأخرى. ومن الجدير بالذكر والمثير للاهتمام بالوقت نفسه، أن عدد سُكان الفاتيكان هو عدد الموظفين العاملين فيها. وأمر آخر مثير للاهتمام أيضاً، أنها الدولة الرسمية الوحيدة على مستوى العالم، التي لا يوجد فيها أي «أطفال» على الإطلاق.

 

 

رسالة «الفاتيكان» الأهم..

من مميزات دولة الفاتيكان، أنها لا تمتلك أي جيوش أو أجهزة أمنية، وذلك لأن رسالتها الأولى والأهم تعتبر رسالة إنسانية قائمة بشكل كامل على فكرة السلام والمحبة بين الناس عموماً على اختلاف دياناتهم واعتقاداتهم، لذلك تحافظ الفاتيكان على علاقاتها الطيبة والودية بين جميع دول وشعوب العالم دون استثناء. ويجمعها مع الدول العربية والإسلامية بشكل خاص، علاقات جيدة للغاية وشراكات عديدة في مجالات «حوار الأديان والسلم العالمي». وعلى جانب آخر، فهي تُمثل المرجعية الدينية الأولى والنهائية لجميع أتباع الكنيسة الكاثوليكية في العالم. وتحتوي على العديد من المخطوطات المسيحية القديمة، التي دفعت بمنظمة الـ«يونسكو» التابعة للأمم المتحدة، أن تعتبرها من مناطق التراث العالمي القديم.