محاضرة في الجمعية الفلسفية عن التأويل

-نظمت الجمعية الفلسفية الأردنية امس، ضمن برنامجها الأسبوعي "ملتقى الثلاثاء" محاضرة عن تأويل النص الديني.
وعرض مدير المعهد الملكي للأديان الدكتور وجيه قانصو لأهم التيارات التي تعاملت مع النص الديني في الفضاء الإسلامي، وهي التيار الفقهي الذي تبنى عملية التفسير بالاستناد للمعنى الظاهري للنص بالرجوع إلى الرواية والحديث النبوي من أجل فهم أشمل للنص، والتيار التأويلي الذي برز مع ظهور النشاط العقلي عند المسلمين والمستند على ايراد المعاني وليس المعنى المعجمي للألفاظ، والتيار التأويلي الصوفي الذي اعتمد المزية وعمد إلى التحرر من العبارة ومرجعياتها.
وأشار قانصو إلى أن التأويل المعاصر تحول إلى مبحث فلسفي مع ظهور ما يسمى الهرمينوطيقا الفلسفية.
وقال: جرى التأكيد في التأويل المعاصر على حقيقة أن فهم النص هو نشاط تاريخي، وأصبح إنتاج المعنى يتم عن طريق الفهم، وظهرت تقييمات جديدة للنشاط التأويلي لا تضعه وفق ثنائية الصائب والخاطئ، بل أصبح يخضع لثنائية الجيد والرديء، مشيرا الى انه اصبح في التأويل المعاصر دور للمتلقي، وبرز نوع من الحوار بين القارئ والنص. وبين المحاضر وجود اشكاليات مزمنة في التعامل مع تأويل النصوص عبر التاريخ، لخصها بالمسبقات والإكراهات والتقيد باللفظ الظاهري. وفيما يخص النشاط التأويلي، لفت قانصو إلى أن هذا النشاط هو نشاط متجدد، وكل عصر يتلقى النص وفقا لزمانيته ومعاييره، أما العودة للأزمان السابقة وفهم النص كما فهمته العصور التأسيسية فهو عملية مستحيلة بحسب تعبيره.
--(بترا)