ماذا عن دائرة الجمارك؟
حسين الجغبير
تقوم دائرة الجمارك بجهود كبيرة من أجل تأدية المهام الموكلة إليها على أمثل وأبهى صورة ؛ ما يساعد في المساهمة في رفع كفاءة الاقتصاد الوطني، وتشجيع الاستثمار، وتعزيز قدرة الصناعة الوطنية على المنافسة ، إلى جانب مهام استراتيجية تتعلق بتسهيل حركة المسافرين ، والتبادل التجاري بين المملكة والدول الأخرى، والحد من الأنشطة التجارية غير المشروعة ، ورفد الخزينة بالإيرادات.
مهام ليست بالبسيطة والوصول إلى المثالية التي نتحدث عنها تتطلب من الدولة دعمها ، خصوصا وأن مديرها الحالي الدكتور عبد المجيد الرحامنة يجهد إلى جانب كافة الدوائر سواء في المطار أو المراكز الحدودية في تحقيق نقلة نوعية، وهذه الجهود باتت واضحة للعيان، ما يعني حتمية استغلال هذا الشخص الحريص على العمل بجد وبأقل الامكانيات ، ويقوم بجولات ميدانية متواصلة للوقوف على سير العمل ، وهي الصفات التي نرجوها في كل مسؤول في هذا الوطن. ومن هنا تأتي ضرورة توفير كل ما تحتاجه هذه المؤسسة العريقة ، التي تمارس العمل المؤسسي في أعلى درجاته.
المسؤولية الملقاة على عاتق هذه المؤسسة التي لم يسلط الضوء كثيرا على انجازاتها، وهذا تقصير من الدولة والإعلام، وإذا ما اردنا مشاركتها هذه المسؤولية والعبء الكبير الذي تحمله، والتحديات التي تواجهها أثناء القيام بواجبتها، فعلى الدولة منحها المزيد من الاهتمام، وهي المؤسسة التي تنال اعجاب كافة الدول التي ما إن تطأ مطاراتها حتى تجد الثقة بالجمارك الأردنية تنعكس بعدم تفتيش الحقائب اعتمادا على تفتيش كوادرنا لها أثناء مغادرة المسافرين مطار الملكة علياء الدولية.
تسعى دائرة الجمارك إلى تحديث وتطوير العمليات والإجراءات الجمركية، من أجل تسهيل وتبسيط إجراءات المسافرين والبضائع، ومراقبة حركة المسافرين ووسائط النقل العابرة لحدود المملكة، وتحديث وتطوير وسائل مكافحة التهريب والأنشطة التجارية غير المشروعة، بالإضافة إلى تحديث البنية التحتية، والتشريعية، وتنمية الموارد البشرية، وتطوير أساليب العمل الإدارية والفنية.
أما بالنسبة لكادر هذه المؤسسة الوطنية، فهو على أعلى درجات التدريب ويتمتع بمهارات نوعية في التعامل مع كافة القضايا، وخير دليل على ذلك افشال آلاف حالات التهريب التي تم ويتم ضبطها أثناء خروجها أو دخولها إلى المملكة.
هذا الصرح، والنهج المؤسسي الذي يقوده الدكتور الرحامنة بهمة النشامى من موظفي الدائرة، إلى جانب باقي مؤسساتنا الأمنية، نموذج نرجو أن نراه في باقي قطاعات الدولة، التي لا بد وأن تضع صوب عينها المصلحة العامة، كأولوية.
تحدي العمل والمغريات الذي تواجهه دائرة الجمارك يفوق ما تواجهه باقي المؤسسات، فهي على تماس مباشر مع الأردنيين وباقي الجنسيات، ولا بد أن تعكس صورة مشرقة عن وجه الأردن ، ذلك الوجه الذي عرف عنه الاخلاص في العمل والجدية ، والانتاج، وتميز الأداء وكل هذه الصفات تجتمع بإدارة الدائرة وجميع موظفيها، وهي دائرة لا ينقصها سوى الالتفات إليها ودعمها لتزداد ألقا فوق ألقها.