«يد الله» والعقل الأميركي ! 

في عام 2004 تلقیت دعوة للالتحاق بدورة لمدة شھر في أمیركا تحت عنوان (كیفیة صناعة القرار في الولایات المتحدة) وتضمن برنامج تلك الدورة لقاءات مباشرة مع مسؤولین كبار في الإدارة بالإضافة إلى مدراء معاھد .الدراسات الكبرى ھناك خلال شھر كامل في أمیركا كان موضوع الأرھاب ھو العنوان الأبرز، وكانت المفاجأة في أن الجانب الأمیركي سواء الرسمي أو الأكادیمي قد تجاھل تماما العوامل الحقیقیة للإرھاب وتحدیدا الاحتلال الإسرائیلي والدعم الذي قُدم للتنظیمات الإسلامیة في أفغانستان لمواجھة «الاتحاد السوفیاتي» برعایة أمیركا نفسھا والتي انقلبت لاحقا على المخابرات الأمیركیة وناصبتھا العداء وتحدیدا تنظیم القاعدة بقیادة ابن لادن الذي اتُھم بتنفیذ تفجیرات الحادي عشر .من سبتمبر بعد أن فقدت تلك التنظیمات «دورھا الوظیفي» والخدمي لصالح السیاسة الأمیركیة في الشرق الأوسط كانت النتیجة التي خرجت بھا من تلك «الدورة» أن ھناك عوامل خفیة لم یات على ذكرھا أحد ھي من تحرك صانع القرار الأمیركي وتحدیدا عندما یكون الأمر متعلقا بأسرائیل بشكل خاص، وكان السؤال الذي سالتھ في عدد من محطات تلك الزیارة ھو (لماذا لا تمارس واشنطن سیاسة متوازنة بین إسرائیل والعرب ؟؟) غیر اني لم اجد جوابا مقنعا في تفسیر ھذا الانحیاز الاعمى للاحتلال، في ظل اعتراف الضحیة الفلسطینیة بحق قاتلھا في الحیاة، وكان الوھم یاخذني إلى تفسیر ذلك بقوة «اللوبي الصھیوني» وتحدیدا «الایباك» إلا أني اكتشفت لاحقا التفسیر وھو قوة الكنیسة الانجیلیة المؤمنة بدعم اسرائیل كوسیلة ضروریة للاسراع في عودة «المسیح المخلص»، بل الذھاب الى ما ھو أبعد من ذلك الا وھو دعم اعلان القدس عاصمة ابدیة لاسرائیل واعادة بناء الھیكل المزعوم في الحرم القدسي من اجل «التحضیر لمعركة ھارمجیدون» التي سینتصر فیھا «المخلص على الاشرار اي السید المسیح اما الاشرار ھنا فھم .الیھود انفسھم عقیدة مشوھة خلاصتھا ان «الانجیلیین المسیحیین» یدعمون «الیھود الصھاینة» «الكارھین» لھم من اجل تنفیذ .مخططاتھم للاسراع في عودة السید المسیح الى الارض واقامة العدل في كتاب «ید الله» لغریس ھالسل الموظفة السابقة في البیت الابیض والتي كانت مسؤولة عن تحریر خطابات الرؤساء الامیركیین تروى تفاصیل كثیرة ومثیرة عن العقیدة «الانجیلیة المتصھینة» وما فیھا من اساطیر وخرافات، وكیف ان «الدین» ھو الذي یحكم البیت الأبیض وأمیركا منذ عھد الرئیس جیمي كارتر إلا أن ذروة عقیدة الخرافة جاءت مع .دونالد ترمب الذي بات العوبة بید تلك الكنیسة