تركيا والنيتو والاتحاد الاوروبي … !!!
زاوية سناء فارس شرعان
بعد جدل طويل وتهديدات امريكية لتركيا بعدم اتمام صفقة صواريخ س ٤٠٠ الروسية خاصة وان استيراد انقرة لهذه الصواريخ يهدد النظام الدفاعي والتسليحي لحلف النيتو بعد اعتراض دول في الحلف استبدال هذه الصواريخ بصواريخ باترويت الامريكية وصلت الدفعة الاولى من هذه الصواريخ الى تركيا عبر ثلاث طائرات شحن كبيرة يجري تركيبها في العاصمة التركية ونقلها الى المواقع التي ستنصب فيها …
الادارة الامريكية حذرت تركيا من اتمام هذه الصفقة مهددة بمنع حصول انقرة على طائرات ف ٣٥ التي تشارك تركيا في صنعها وتطويرها بالاضافة الى تبعات هذا القرار على العلاقات الثنائية بين انقرة وواشنطن …
وزير الدفاع التركي اتصل بنظيره الامريكي حيث تحدثا عن هذه الصفقة وعدم تأثيرها على طائرات ف ٣٥ لا سيما ان انقرة طلبت شراء صواريخ باتريوت من ادارة اوباما التي رفضت ابرام مثل هذه الصفقة وقد اشار الرئيس الامريكي دونالد ترامب الى هذه الحقيقة خلال قمة العشرين في اوساكا اليابانية مؤخرا الامر الذي يعتبر موافقه على صفقة صواريخ س ٤٠٠ بين روسيا وتركيا …
في هذه الحالة تبقى مسألة الطائرات ف ٣٥ التي تشارك تركيا في تصنيعها وتطويرها ومدى تأثيرها على العلاقات التركية الامريكية حيث تآمل انقرة في تجاوزه هذه النقطة في المستقبل القريب وعدم انعكاسها سلبا على العلاقات الثنائية سيما وان كلا من انقرة وواشنطن عضوا في حلف النيتو … اما على صعيد العلاقات التركية مع الاتحاد الاوروبي فهي مؤثرة منذ سنوات بعد رفض الاتحاد الاوروبي انضمام تركيا لعضويته مؤشرا للعلاقات التركية الاوروبية الذي ظهر جليا خلال ازمة اللاجئين السوريين والعراقيين ورفض الدول الاوروبية هجرتهم الى دول الاتحاد …
الآن ظهر خلاف جديد بين تركيا والاتحاد الاوروبي بعد محاولات انقرة التنقيب عن النفط والغاز في البحر مقابل الشواطئ القبرصية بدعوى المحافظة على حصتة جمهورية قبرص التركية من هذه الثروات البترولية الامر الذي اثار احتجاج اليونان على هذا الاجراء بدعم الادارة الامريكية التي طلبت من تركيا وقف عمليات التنقيب عن النفط والغاز قبالة الشواطئ القبرصية …
اذا كانت الادارة الامريكية قد طلبت من تركيا وقف عمليات التنقيب فان الاتحاد الاوروبي كان اكثر شدة وضراوة حيث ادان في بيان اصدره الخطوة التركية مهددا باتخاذ جملة من التدابير والاجراءات ضد انقرة اذا لم تستجب للنداء الاوروبي الامر الذي من شأنه تعريض العلاقات الثنائية للخطر والتوتر علما بان هذه العلاقات متوترة اصلا منذ سنوات طويلة.
تركيا تتهم القبارصة اليونانيين باضطهاد القبارصة الاتراك الذين لا يتمتعون بحقوقهم كما هو الحال مع مواطنيهم اليوانانيين وبعد الانقلاب على حكم مكاريوس تدخلت تركيا وسيطرت على القسم الذي يقطن مواطنين اتراك ما ادى الى تقسيم الجزيرة الى شطر تركي وآخر يوناني..
الدول الاوروبية وغيرها من دول العالم لا تعترف بجمهورية قبرصية تركية التي لا تعترف بها سوى تركيا وحرصها على الانصمام الى الهيئات والمنظمات الاقليمية والدولية بما فيها منظمة الامم المتحدة وترفض جمهورية قبرص اي حل للمسألة لا يتضمن عودة الاتراك الى الجمهورية وعدم الاعترافبها ككيان مستقل للاتراك … !!!